تجول موفد "نوافذ " مساء اليوم في ما يسمى بالقرية "الثقافية " التي تقيمها وزارة الثقافة في الملعب الأولمبي للتعريف بموريتانيا ، وقد اكتشفت "نوافذ " من خلال هذه الجولة فقر هذه القرية وتقزيمها لموريتانيا ، فإذا ما استثنينا الجانب المخصص للفن التشكيلي والجانب المخصص للسينما فإن الجوانب الأخرى فقيرة ومكرسة للشقاق بين الموريتانيين .
أول ما يفاجئك وأنت تتجول في هذه القرية هو كونها قرية ثقافية لا يوجد فيها جانب للتعريف بالأعلام الموريتانيين سواء كانوا علماء أو شعراء أو سياسيين ، كما لن يطالعك شيء عن دور الجيل المؤسس في بناء الدولة الموريتانية ، ولن تعرف شيئا عن رجال حكموا موريتانيا وساهموا في نهضتها الحديثة وأدخلوها "لفام " بالحسانية .
في القرية الثقافية لا وجود لكتب تعتبر عمدة في مجالها فتح الشكور في علماء التكرور وهو أول مؤلف يؤلف في التاريخ الموريتاني ، كما لن تجد كتاب الشعر والشعراء للدكتور محمد المختار ولد اباه وهو كتاب عمدة في بابه بينما تجد كتبا حديثة لا تسمن ولا تغني من جوع ، أما كتابات الشيخ سيدي بابة في التاريخ ومراسلات الأمراء وكتابات المستشرقين من أصدقاء موريتانيا فلا مكان لها في قريتهم "الثقافية " .
من مفاجآت القرية أيضا أنها لا تضم أي عنصر يعرف بالطرق الصوفية في موريتانيا تلك الطرق التي كان لها دورها في نشر الإسلام في إفريقيا المجاورة .
ليس الفقر وحده هو ما يؤخذ على القرية "الثقافية " بل اختار القائمون عليها تكريس الشقاق بين الموريتانيين من خلال التركيز على قضايا أثارت الكثير من الخلاف بينهم كمعركة أم التونسي التي كانت الوحيدة من معارك "المقاومة " التي عرفتنا عليها القرية "الثقافية " رغم تعدد هذه المعارك فلما ذاك كانت أم التونسي وحدها ؟
سؤال لا بد أن في الإجابة عليه سرا .