قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "مجموعة صغيرة من الكيان الموازي" هي التي قامت بالمحاولة الانقلابية التي وقعت مساء أمس الجمعة في تركيا.
وكان أردوغان يلقي أول خطاب له منذ المحاولة الانقلابية وذلك بعد هبوط طائرته في مطار أتاتورك باسطنبول، إذ وصف محاولة الانقلابية بأنها "حركة خائنة ومحاولة تمرد تستهدف الوطن التركي".
وأكد أردوغان أن منفذي المحاولة الانقلابية "سيدفعون ثمناً كبيراً لهذه المحاولة الآثمة"، لأنها استهدفت "حكومة تعمل بناء على اقتراع شعبي واستفتاء شعبي".
وأشار أردوغان إلى أن منفذي الانقلاب حاولوا قصف مكان تواجده في مرمره، موضحاً أنهم لم يتوقعوا أن يتوجه إلى مدينة إسطنبول.
وأضاف: "سيحاولون مرة أخرى وأخرى أن ينقلبوا على هذه الحكومة الشرعية، سنحارب هذا الكيان وإن كان كفننا لباسا لنا"، موضحاً أن "هذا التمرد سيؤدي إلى تنظيف القوات المسلحة التركية ومزيد من تنظيف الجيش المبارك"، وفق تعبيره.
وقال: "تركيا ليست تركيا القديمة، تركيا الجديدة مختلفة عن تركيا القديمة، تركيا الجديدة أعطت قرارها".
وانتقد أردوغان بشدة التنظيم الموازي وحركة فتح الله غولن التي تتهم بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية، وقال إن بعض منفذي الانقلاب "يعتقدون أنهم يعملون لصالح الشعب لكنهم يأخذون أمورهم من بنسلفينيا من أمريكا".
وقال: "لا توجهوا أسلحتكم إلى الشعب التركي الذي منحكم إياها، وإذا فعلتم ستدفعون الثمن غالياً"، قبل أن يوجه نداء إلى الجنود الانقلابيين بتسليم أسلحتهم.
وأكد في ختام كلمته: "سنقوم بتنظيف تركيا من المنظمات الإرهابية، والكيان الموازي كيان مسلح إرهابي وهذا الانقلاب دليل على ذلك".
في غضون ذلك أعلن رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم إن رئيس هيئة أركان الجيش والقادة يسيطرون على الوضع، معلناً بذلك فشل المحاولة الانقلابية التي قام بها فصيل من الجيش مساء اليوم الجمعة.
وقد انسحب الانقلابيون من العديد من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، فيما تم اعتقال العشرات من الانقلابيين من طرف القوات الخاصة والشرطة.
وقال يلدريم أن "الوضع في البلاد تحت السيطرة إلى حد كبير"، مشيراً إلى أن محاولة الانقلاب على الحكومة قام بها متمردون من أتباع رجل الدين فتح الله كولن المقيم بالولايات المتحدة.
من جهة أخرى نفت حركة مقربة من كولن مقرها الولايات المتحدة أي علاقة لها بالأمر.
وأعلن يلدريم أيضا في حديث لمحطة (إن.تي.في) التلفزيونية فرض حظر طيران في سماء العاصمة أنقرة.
وقال مستشار العلاقات العامة بجهاز الاستخبارات التركية إن "الحياة عادت إلى طبيعتها"، مؤكداً أن "رئيس الأركان العامة عاد إلى مباشرة عمله" بعد أن كان محتجزاً من طرف الانقلابيين.
الحصيلة الأولية
أشارت التقديرات إلى أن الحصيلة الأولية تشير إلى سقوط ستين قتيلاً خلال المواجهات التي شهدتها تركيا ما بين الانقلابيين وعناصر الجيش الموالية للحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان.
وبحسب نفس التقديرات فإن أغلب القتلى سقطوا خلال انفجارات وقعت في العاصمة التركية أنقره.
وحتى الآن تمكنت القوات الموالية للحكومة والرئيس من استعادة السيطرة على زمام الأمور في الكثير من المناطق مع وجود جيوب مقاومة محدودة للانقلابيين.
وقال بن علي يلدريم، رئيس وزراء تركيا، إن جنودا متمردين في أنقرة واسطنبول مازالوا يطلقون النار من الجو في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت رغم إقلاع طائرات مقاتلة للتصدي لطائرات عسكرية مارقة.
وأضاف يلدريم أيضا أن أكثر من أكثر من 130 شخصا اعتقلوا خلال إفشال المحاولة الانقلابية، مؤكداً أن مدبري الانقلاب أطلقوا النار على المدنيين دون تردد.
تغير الموقف الدولي
أما على مستوى ردود الفعل الدولية فقد ارتفع مستوى اللهجة حين طالب الأمين العام للحلف الأطلسي بـ"احترام تام للمؤسسات الديموقراطية في تركيا".
فيما شددت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل على "وجوب احترام النظام الديموقراطي في تركيا"، وقال شتيفن سايبرت المتحدث باسم المستشارة في تغريدة على تويتر "يجب احترام النظام الديموقراطي في تركيا"، مشددا على "وجوب فعل كل ما يمكن من اجل حماية الارواح البشرية".
في غضون ذلك قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه أكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو "الدعم المطلق" للحكومة المدنية التركية المنتخبة ديمقراطية.
وقال كيري في بيان "تحدثت هذا المساء مع وزير الخارجية تشاووش أوغلو وأكدت الدعم المطلق من الولايات المتحدة للحكومة المدنية المنتخبة ديمقراطيا في تركيا وللمؤسسات الديمقراطية" مضيفا أن واشنطن تعتبر الوضع في تركيا "مقلق للغاية".
على المستوى العربي قالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إن قطر تستنكر وتدين محاولة الانقلاب العسكري في تركيا.