فلسطيني يكتب : ولد داداه الاسم الأكثر نصاعة في موريتانيا

جمعة, 15/07/2016 - 01:25

ولد الرئيس الراحل والأب المؤسس لدولة الشناقطة الحديثة(موريتانيا)المختار ولد داداه-رحمة الله عليه-عام 1924في بلدة بوتليميت جنوب البلاد،حسب مايؤكده رفاق طفولته وأقاربه المقيمون هنا بالعاصمة الموريتانية نواكشوط ،منذ الصغر تابع دراسته في مدارس المستعمر الفرنسي التى كانت انذاك موجود في الكثير من المداشر و القرى و المدن الموريتانية ،مثل المذرذرة و بوتلميت ،قبل أن يلتحق بالثانوية في السنغال،ومنها إلى فرنسا حيث حصل على شهادة في الحقوق خولته العمل كمحام لدى المحاكم الفرنسية في السنغال، لكن ذلك كان مسبوقا بسنوات متعددة،عمل خلالها ولد داداه مترجما لدى الحكام الفرنسيين في عدد من المدن بولاية تيرس الكبرى في الشمال الموريتاني. واجه الزعيم الكبير الراحل المخطار ولد داداه أزمات كثيرة و كبيرة لا تحصى، داخل موريتانيا و خارجها ،لكن وطنية و شجاعة الرجل و أيمانه الشديد بضرورة تمكين شعبه الموريتاني من حقه المشروع في دولة كاملة الوحدة والحرية والاستقلال ، كانت كافية لهزيمة كل الاطماع و المحاولات التوسعية الداخلية و الخارجية .

و قبل أعلان الاستقلال التام عن فرنسا بسنوات ،ظل الزعيم ولد دداه رفقة زملائه من اولاد موريتاني الوجهاء، يخططون في السر لتوفير الدعم الخارجي للاعتراف بجمهورية موريتانيا الإسلامية الذي سيتم الاعلان عنها سنتين بعد ذلك، و عندما أعلنت موريتانيا من داخل خيمة ،كان الأفارقة والأوربيون سباقين إلى ذلك الاعتراف،أما العرب فقد قرروا معارضة استقلال موريتانيا حفاظا على علاقتهم بالمغرب باستثناء تونس التي وفرت دعما كثيرا لموريتانيا. في خضم التحضيرالسياسي لاعلان الاستقلال ،واجه مؤسسة الدولة المخطار ولد داداه الكثير من الأزمات على الصعيد الداخلي ،بحيث انه لم تكن المعارضة الداخلية لقيام الدولة و للرئيس ولد داداه قوية فقط ،بل كانت مسنودة من دول خارجية ،ومع ذلك تمكن ولد داداه من إزاحة أغلب خصومه أو منافسيه،وعلى وجه الخصوص تيار المرحوم ولد حرمه ولد بابانا ،الذي فضل اللالتحاق بالمغرب كمعارض سياسي( ... )،وبعد نجاحه على هذا التيار واصل الرئيس ولد داداه وضع الأسس الأولى لميلاد الدولة الحديثة وبحنكة المحامي وقدراته الفائقة،ورفقة فريق دبلوماسي متمكن استطاع ولد داداه استجلاب تمويلات كثيرة،حولت موريتانيا إلى ورشة أعمال قبل حصول البلاد على الاستقلال.

 وفي سنة 1960 أعلن المختار ولد داداه استقلال موريتانيا عن فرنسا،وبدأ رحلة ’’الكفاح الجديد’’ من أجل بناء موريتانيا، المعاصرة، وتحت خيمة ترأس ولد داداه أول اجتماع لأول حكومة موريتانية ،ومن بين رمال نواكشوط، قرر ولد داداه إقامة دولة أطلق عليها بعد تحديات كثيرة اسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية.

 عشر سنوات من الصراع والبناء، كانت كافية، ليكون السنوات الخمس الأولى من عقد السبعينيات، مناسبة للإقدام على قرارات كبيرة،مثل تأميم ميفرما، وكذا الإعلان عن عملة وطنية حملت اسم الأوقية،وكذا إنشاء طريق الأمل الذي يعتبر شريان الحياة الأول في موريتانيا.غير أن السنوات الثلاثة الأخيرة،كانت كافية أيضا لإيجاد مبررات كثيرة لعسكريين ومدنيين متعددين من أجل الإطاحة بمؤسس الدولة الرئيس المخطار ولد داده،فبحسب هؤلاء فقد كان إقحام الجيش الموريتاني في حرب طويلة مع جبهة البوليساريو خطأ كبيرا استنفد خزينة الدولة الموريتانية،وحطم معنويات الجيش الفتي،كما حطمت قوته المادية...وأثرت الأزمة على الدولة التي لم تدفع رواتب عمالها مدة شهرين.

رغم أن الرئيس ولد داداه كانت نيته صادقة مع الصحراويين و طموحهم في طرد الاستعمار ، فقد وافق و دعم الراحل ولد داداه تاسيس البوليساريو بمدينة الزويرات ووفر الدعم المعنوى و السياسي و المادي المباشر للمقاوميين الصحراويين ضد الادارة الاسبانية ،لكن اتفاقية مدريد التى قسمت ساكنة الصحراء الغربية هي التى عجلت بالانقلاب ضد الرئيس الراحل المخطار ولد داداه ، الذي ناضل حتى اخر ايامه من أجل وحدة شعب البيظان .و طيلة 39 سنة منذ تاسيس جبهة البوليساريو لم نرى صحراوي واحد يعترف بجميل المخطار ولد داداه.وهذا يعتبر في العرف السياسي فضيحة كبرى و نكران للجميل.

 و عن الحياة الشخصية للرئيس الموريتاني الراحل مؤسس موريتانيا و زعيم الاستقلال الوطنى ،يعرف المختار ولد داداه بأنه رجل هادئ متشبع إلى حد كبير بالثقافة الموريتانية الأصيلة،يكثر الاستماع ويملك قدرة هائلة على النقاش والحوار،كما أنه رجل واقعي،بعيد عن الاستبداد و يكره الظلم. لقد الحياة بتاريخ 14 /أكتوبر /2003 ، حينها خصص جميع اطياف الشعب الموريتاني وداعا مهيبا لجثمان هذا المؤسس للدولة الحديثة وأب الاستقلال و أول رئيس للبلاد ، ،قبل أن يودع ذلك الجسم الثمانيني في أحد القبور في ’’مقبرة البعلاتية الشهيرة شمالي بوتلميت،جنوب موريتنيا ،مسقط راسه و اليوم . لا يزال و سيظل بكل تاكيد الراحل ولد داداه ..رغم كل ما كتب عنه الإسم الأكثر نصاعة في التاريخ السياسي المعاصر لموريتانيا،وربما .الأكثر إثارة أيضا

الموساوي موس ولد لولاد

========

وعلى مقال الموساوي علق االاستاذ محمد جبر - فلسطين بقوله : 

المختار - بالتاء وليس بالطاء - ولد داده مؤسس موريتانيا كان من العظماء، ولا شك ان لكل قائد ايجابيات وسلبيات ولكن سلبياته لا تُذكر الى جانب ايجابياته، تقول يا حضرة الكاتب ان الصحراويين لم يعترفوا بجميل ولد داده واقول لك وللاسف ان كثير من الموريتانيين كذلك، لقد درست سيرة ولد داده ورأيت أنه قدم لبلاده ما لم يقدمه زعماء اصبحوا رموز في دول اخرى، ساختم حديثي بمثال بسيط، أجرت مجلة العربي الكويتية جولة في موريتانيا في اواسط الستينات ونشرت عشرات الصور وأجرت مقابلة مع المختار، ثم قامت نفس المجلة بجولة مماثلة في موريتانيا في سنة 1978 عندما يقارن القارئ بين وضع موريتانيا في الجولة الاولى ووضعها في الثانية يجد فرقا شاسعا طبعا لصالح جولة الستينات، والعددان من المجلة التي كانت الاشهر في الوطن العربي ما يزالان موجودين، كذلك مما يسجل له من حسنات ان فرنسا حذرته من الانقلاب ولو استخدم العنف والبطش لنجا ونجا نظامه ولكن لم يكن مبرمجا على الدكتاتورية مثل الزعماء العرب الذين عاصرهم، مشكلتنا نحن في الاستعمار الذي يعرف كيف يشغلنا بامور تبعدنا عن التنمية، لو لم ينشغل ولد داده في حرب الصحراء رغما عنه واستمر في الحكم لكان وضع موريتانيا مختلفا، في اخر ايامه اجرت معه الجزيرة لقاء وكان في وضع يرثى له رحمه الله