العنوان الأصلي للمقال : القمةالعربيةبانواكشوط: المغرب بحاجة الي نجاحها أمنيا واقتصاديا وتنمية بشرية؟
يتاح للجمهورية الإسلامية الموريتانية خلال الشهر الجاري احتضان القمة العربية لأول مرة،وهذا الإنجاز يدرك مليار مسلم أهميته، لأن الأمة أحوج ماتكون اليوم الي رص الصفوف، وانهاء الشتات ودواعي الصراعات العبثية، ومواجهة الأخطار التي تهدد وجود العديد من الدول بالزوال من الخارطة الجغرافية ومن فسيفساء الأعلام التي ترمز للمخزن والسيادة.
لو أخذنا دول المشرق العربي لقلنا ان القمة تأخذ جسارتها من واقع شعوب العراق واليمن وسوريا حيث الصراع بلغ أوجه بين الأشقاء
وحيث التدخل الأجنبي بلغ مداه وآفاق الحل تحتاج الي قمة عربية يقودها العقلاء والحكماء في بلد المنارة والرباط ، في هذه الأرض التي أنبتت نخيل باسقا من السلم والحلم وشعرا وضاء بالحكمة والعلم.
ولو أخذنا واقع المغرب العربي لقلنا ان قمة انواكشوط منقذة لليبيا من كوارث الاقتتال الداخلي ، ومنقذة للمغرب من حالة الترهل التي أصابتها برفضها لانعقاد القمة، ومن أوضاع لعل أقلها الحالة المرضية لرأس الهرم،والانسداد الذي يواجه حكومة بن كيران بسب أوضاع اقتصادية وأمنية واجتماعية في هرم بلد يشب عن الطوق :
1*افلاس في المؤسسات:
اذ يقدر مكتب "أنفوريسك" المتخصص في تعبئة المعلومات التجارية حول الشركات المغربية، الي أن عدد الشركات التي طالها الإفلاسبلغت5010 شركات2014،.
وأشار المكتب، الذي يمتلك بيانات تهم 350 ألف شركة بالمغرب،.
إلى أن حالات وصلت15.6% بين شركات البناء والأشغال العمومية و27.2% فيما يتعلقبشركات العقار، وكشف مركز الدراسات، ” أنفو ريسك”، أن عدد الشركات والمقاولات المغربية التي أعلنت إفلاسها سجل رقما قياسيا سنة 2015، ليصل إلى 5783، مضيفا أن “99 في المئة من هذه المقاولات تعرضت للتصفية القضائية”.
وأوضح ذات المصدر، أن حالات إفلاس الشركات المغربية ارتفعت بـ 15 في المائة سنة 2015، مقارنة بالسنة التي سبقتها،حيث أفلست 1649 فقط بين شهري أكتوبر ودجمبر 2015.
2*تدهورفي مؤشرات التنمية البشرية
احتل المغرب مرتبة متأخرة على مستوى دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بحصوله على الموقع 129 عالميا من بين 187 دولة، في مؤشر التنمية البشرية لعام 2014 .وهي المرتبة التي صنفها التقرير الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيرا في طوكيو ضمن «التنمية البشرية المتوسطة».
وجاورترتيب المغربفيتصنيف«التنميةالبشريةالمتوسطة»تقريرالتنميةالبشريةلعام 2014،الذيأطلقهبرنامجالأممالمتحدةالإنمائي دولا تعانيمننزاعاتوحروبداخليةمنذسنوات،ويتعلق الأمر بدولة فلسطين في المرتبة 107 وسوريا في المرتبة 118 والعراق في المرتبة 120، حسب التقرير.
ولم تمكن جهود وأداء الحكومة المغربية من منافسة نظيرتها بدول مجاورة كليبيا التي إحتلت رغم حروبها الداخلية المرتبة 55 وتونس في المرتبة 90 والجزائر في المرتبة 93، بينما جاءت البحرين في المرتبة 44 والكويت في المرتبة 46 ضمن فئة التنمية البشرية المرتفعة جدا و هو ما يطرح تساؤلات حول الخطاب الرسمي عن جودة مستوى التنمية .
وتأتي مرتبة المغرب ضمن النصف الثاني من الدول التي تشهد تنمية متوسطة أو ضعيفة، وعادة ما تكون الدول التي تحتل التصنيف ما بعد المائة في الرتبة ذات بنية اجتماعية هشة وفوارق كبيرة وسط ساكنتها.
ويرى ملاحظون أن أسباب ذلك تعود الى عوامل كثيرة أهمها تردي أوضاع التعليم مناهجا ومضمونا وأوضاع الصحة حيث يعرف المغرب عجزا كبيرا في هذا المجال وكذا في مجال السكن . وهو مايؤكد أن الحكومة ما زالت تفتقد لمقاربة شمولية لتسريع وتيرة التنمية .
ويطرحهذاالتصنيفتساؤلاتحقيقيةحول نتائجالتنميةالبشريةفيالمغربومصداقيةالأرقاموالخلاصاتالتيتقدمهاالحكومةللشعبالمغربيخاصةوأنترتيبالمغربمنخلالالحصيلة المعلن عنها في تقارير السنوات الأخيرة والتي يراوح خلالها ترتيب المملكة مكانه ما بين الموقع 125 و130 دوليا .
3*تنامي شبكات الإرهاب والجريمة المنظمة:
أشار وزير الداخلية المغربي محمد حصاد الى مجموعتين من المغاربة الذين التحقوا بالجماعات المتطرفة الصيف الماضي، واحدة ضمت 1122 شخصا توجهوا مباشرة من المغرب، والثانية بين 1500 الى 2000 مقيم في الدول الاوروبية، بينها اسبانيا وفرنسا خصوصا
وقالت الداخلية المغربية إن خلية "إرهابية" تم تفكيكها خلال 18 فبراير/شباط 2016 كانت تتوفر على مواد "سامة بيولوجية فتاكة مصنفة من طرف الهيئات العالمية المختصة بالصحة في خانة الأسلحة البيولوجية الخطيرة".
وتابعت الداخلية المغربية في بلاغ لها: إن هذه المواد المحجوزة عند هذه الخلية المرتبطة بتنظيم "داعش "والمتكوّنة من عشر عناصر، (المواد) قادرة على "شلّ وتدمير الجهاز العصبي للإنسان والتسبب في وفاته، كما أن هذه السموم من شأنها تعريض المجال البيئي للخطر في حالة تسريبها عبر المياه والهواء".
وأضاف البلاغ أنه "تبعًا لاعترافات أعضاء هذه الخلية، فإنهم قاموا بتحضير هذه المواد القاتلة تمهيدا لاستعمالها في إطار مشروعهم الإرهابي في المملكة المغربية"، متحدثًا عن أن هذه المواد "تُظهر مدى تطور المناهج والأساليب الإجرامية التي أصبحت تلجأ إليها التنظيمات الموالية لـ"داعش" من أجل زعزعة الأمن والاستقراربالمغرب".
.لهذه الأسباب الثلاثة فالجارة المغرب بحاجة الي نجاح القمة العربية بانواكشوط، وبنجاحها تكون موريتانيا قد أثبتت للأشقاء
أنها رغم معرفتها بهشاشة أوضاعهم لن تقبل إيواء من يعكر أمنهم واستقرارهم ، لأن أمن المغرب واستقراره جزء من أمن العرب واستقرارهم جميعا ، مهما كانت النحديات الماثلة، ومهما حيك ضد بلدنا من سيناريوهات.،فانواكشوط قبلة الصلح، وقلوبها مأوي للمتصالحين العرب والأفارقة.
محمد الشيخ ولد سيدي محمد