نواذيبو: في ثاني تدشين رئاسي في أقل من شهر ...أثير إذاعة موريتانيا يتمدد بديناميكية متسارعة/ فيديو+صور

أربعاء, 31/12/2025 - 17:32

في مشهدٍ يتكرّر لكن بدلالاتٍ أعمق، دشّن فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، للمرة الثانية في أقل من شهر، صرحًا إعلاميًا جديدًا يضاف إلى خريطة الصوت الإذاعي الوطني، وذلك بافتتاح المقر الجديد للمحطة الجهوية لإذاعة موريتانيا بمدينة نواذيبو، أمس الثلاثاء، ضمن فعاليات تخليد الذكرى الخامسة والستين لعيد الاستقلال الوطني.

ومن قلب العاصمة الاقتصادية، حيث تتقاطع حركة الاقتصاد بنبض البحر، تجول فخامة رئيس الجمهورية في أروقة المحطة وأقسامها الفنية والتحريرية، واطّلع عن قرب على تجهيزاتها المتطورة ومسطرتها البرامجية، واستمع إلى شروح حول رسالتها التوعوية والتثقيفية، ودورها في تقريب الخدمة الإعلامية من المواطنين، قبل أن يعلن رسميًا بدء بثها من مقرها الجديد بقطع الشريط الرمزي وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية.

وقد جُهّز هذا المقر بأحدث وسائل الإنتاج والبث الإذاعي الرقمي، مدعومًا بوحدة متكاملة للإنتاج السمعي البصري، بما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين جودة المحتوى، وتسريع نقل الخبر، لضمان وصول الصوت الإذاعي نقيًا وقويًا إلى مختلف أرجاء الولاية.

ولا يأتي هذا التدشين معزولًا، بل يندرج ضمن رؤية شاملة لتحديث الإعلام العمومي، تقودها الحكومة بهدف تعزيز بنيته التحتية، ورفع جاهزيته الفنية والتقنية، حتى يظل مواكبًا لتحولات المشهد الإعلامي ومتطلبات العصر.

وسيشكل المقر الجديد رافعة نوعية لأداء المحطة الجهوية، ومنبرًا يعكس خصوصيات نواذيبو، وينقل انشغالات ساكنتها، ويواكب حركيتها الاقتصادية والتنموية، مؤكدًا على الدور الحيوي للإذاعة كحلقة وصل بين المواطن وصانع القرار، وكجسر يومي بين الهامش والمركز.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، السيد الحسين ولد مدو، أن افتتاح إذاعة نواذيبو لا يمثل مجرد إضافة مرفقية، بل يجسّد رؤية وطنية تعتبر الإعلام العمومي ركيزة للسيادة والتنمية والعدالة المجالية. وأضاف أن الإعلام ظل، ولا يزال، إحدى عتبات البناء الوطني، مبرزًا أن ما يقارب 70% من محطات إذاعة موريتانيا ووسائل الإعلام العمومية القائمة اليوم تم إنشاؤها خلال السنوات الست الأخيرة، في إنجاز غير مسبوق في تاريخ القطاع.

وأوضح معاليه أن هذا المسار يكرّس مرحلة جديدة من “إعلام القرب” و“إعلام المشاركة”، حيث يصبح الصوت المحلي حاضرًا، والمواطن شريكًا فاعلًا في الفضاء العمومي.

وتأتي هذه الخطوة بعد أيام فقط من إشراف فخامة رئيس الجمهورية، في التاسع عشر من الشهر الجاري، على تدشين محطة إذاعية جديدة في مدينة وادان التاريخية، في تأكيد عملي على وتيرة متسارعة ورؤية إدارية واضحة للنهوض بهذه المؤسسة العريقة.

إنها ديناميكية متجددة تكشف حجم التحول الذي تشهده إذاعة موريتانيا، حيث تم إنشاء 11 محطة إذاعية خلال السنتين الأخيرتين وحدهما، لتتحول الإذاعة من مجرد ناقل للصوت، إلى شبكة وطنية نابضة، تنسج خيوط القرب، وتمنح لكل جهة حقها في الحضور والإنصات.

#نوافذ