نوافذ(الشامي) ــ في ليلة اتشحت بألق الفن وعبق الذاكرة، ترأس حاكم مقاطعة الشامي بولاية داخلة نواذيبو، محمد فال ولد ابات، رفقة نائب المقاطعة لمرابط ولد الطنجي، الليلة البارحة بمدينة الشامي، فعاليات السهرة الثقافية والفنية الثانية، المنظمة في إطار النسخة الثالثة من مهرجان الشامي للتراث الثقافي.
وغنت الفنانة كرمي للشامي ونائبها لمرابط الطنجي وعمدتها محمد عبد القاد
ووصلت الفنانة "كرمي" في منتصف الليل لأداء دورها الغنائي في ظل تدفق المئات من سكان الشامي المتعطشين لأداء الفنانة والمعجبين بها خصوصا السيدات اللائي حرصن منذ ساعات المساء على التواجد.
وواصلت الفنانة أدائها الغنائي وسط حماس الجمهور والتفاعل معها قرابة ساعة كاملة أدت فيها بعض أغنياتها
وقد تحوّلت السهرة إلى مشهد إبداعي نابض بالحياة، أنعشته الفنانة كرمي بنت سيداتي ولد آبه بأدائها المميز، حيث لامست بألحانها وجدان الحضور وأعادت للأغنية التراثية وهجها الأصيل. كما شهدت الأمسية إلقاءات شعرية جزلة، حملت نبض الأرض وصدق الانتماء، قدّمها الشعراء الدوه ولد بنيوك، ومحفوظ ولد عبو، وأحمد ولد الوالد، فكانت الكلمة جسراً بين الماضي والحاضر.
وتخللت السهرة عروض فنية وموسيقية تقليدية، أعادت إحياء الإيقاعات المحلية، وأبرزت غنى الموروث الثقافي وتنوّع تعبيراته، في أجواء احتفالية جسدت عمق الهوية الوطنية وتشبث المجتمع بقيمه الأصيلة.
حضر هذه التظاهرة الثقافية عمدة مدينة الشامي، والسفير الموريتاني بدولة قطر محمد ولد ببانه، والنائب العيد ولد محمدن، ونائب نواذيبو محمد عبد الله ولد الغيلاني، إلى جانب عدد من أعيان ولاية داخلة نواذيبو، وجمع غفير من سكان مدينة الشامي، الذين توافدوا لمشاركة هذه اللحظة الثقافية المضيئة.
ويواصل مهرجان الشامي للتراث الثقافي، في نسخته الثالثة، ترسيخ مكانته كفضاء للاحتفاء بالذاكرة الجماعية، وصون التراث، وتعزيز حضور الثقافة والفنون في المشهد المحلي، تأكيدًا على أن التراث يظل روحًا حية تتجدد في وجدان الأجيال.
