
نوافذ(الشامي) ــ في مشهدٍ ينهل من معين المروءة، ويستحضر رمزية العطاء في الذاكرة الصحراوية، شهدت السهرة الافتتاحية للنسخة الثالثة من مهرجان الشامي للتراث الثقافي لحظة وفاءٍ وتكريم، حين قدّم نائب مقاطعة الشامي، لمرابط ولد الطنجي، هديةً تقليدية ذات دلالة عميقة، تمثّلت في رأسٍ من الإبل، إلى والي ولاية داخلت نواذيبو، ماحي ولد حامد.
وجاء هذا التكريم على هامش المهرجان، في أجواء احتفالية امتزج فيها عبق التراث بنبض الحاضر، حيث اعتبر النائب أن الهدية ليست مجرّد طقسٍ رمزي، بل رسالة عرفان بما بذله الوالي من جهدٍ موصول في خدمة الساكنة، وسعيٍ حثيث إلى تقريب الإدارة من المواطنين، وترسيخ جسور الثقة بينهم وبين مؤسسات الدولة.
وفي كلمةٍ بالمناسبة، أكد ولد الطنجي أن هذا التكريم يُقدَّم باسم جميع سكان ولاية داخلة نواذيبو، تعبيرًا عن تقديرهم لما لمسوه من حضورٍ فعّال، وتفاعلٍ صادق مع همومهم وتطلعاتهم، مضيفًا بلهجةٍ حاسمة:
«إنه تكريم باسم الجميع، ومن شاء فليغضب».
هكذا، تحوّل رأس الإبل من هديةٍ تراثية إلى عنوانٍ لمعنى أوسع؛ معنى الوفاء حين يُترجم إلى فعل، والتقدير حين يُقال بلغة الأرض والذاكرة، في زمنٍ أحوج ما يكون فيه المسؤول إلى أن يسمع كلمة شكر، وأن يراها مجسّدة في سلوك الناس قبل خطاباتهم.
الوالي أمر بنحر الجمل وتقديمه للمحتاجين بالمقاطعة.


