قالت زوجة عمر متين الأولى سيتورا يوسفي بعد هجوم أورلاندو، الذي أوقع 49 قتيلًا، إنه كان يسيء معاملتها بعد زواجهما، الذي لم يستمر طويلًا قبل سبع سنوات. لذا ربط خبراء بين التعنيف الأسري وخروجه من نطاق البيت لاحقًا نحو أعمال إرهابية.
إيلاف من لندن: صرحت يوسفي للصحافيين قائلة إنه كان يأتي إلى البيت ويضربها "لأن الغسيل لم يُنجز أو شيئًا من هذا القبيل". وكان الثنائي التقيا على الانترنت وانتقلت هي إلى فلوريدا للزواج به، ولكن ضربها بدأ فور زواجهما تقريبًا، وسرعان ما أخذ متين يمنع زوجته من الاتصال بأهلها. وقالت يوسفي: "إنه كان يبقيني رهينة". وفي النهاية تعيّن على أهلها أن ينقذوها بانتزاعها عنوة من بين يديه، على حد تعبيرها.
شخصية متناقضة
قد لا تبدو هذه التفاصيل عن تاريخ متين هي الأبرز، بعدما حدث في أورلاندو، والأهم بكل تأكيد هو شعوره بالقرب من تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" والإرهابيين عمومًا.
ما له أهمية بالغة أن متين استهدف ملهى ليليًا للمثليين، وانه نفسه كان يتردد عليه، كما افادت تقارير. ومما له دلالته أن والد متين زعم أن ابنه استشاط سخطًا على مشهد رجلين يقبل أحدهما الآخر، لكنه، كما اتضح لاحقًا، كان عمر يستخدم تطبيقًا لمواعيد المثليين على الانترنت.
ولأن الهجوم كان في الولايات المتحدة، حيث يقع ثلث حوادث إطلاق النار على تجمعات من الأشخاص في العالم، كان باستطاعة متين ان يحصل بكل سهولة على سلاح يقتل ويصيب أكبر عدد من الأشخاص في أسرع وقت.
رابط عنفي
يؤكد خبراء ان هناك علاقة بين العنف المنزلي واطلاق النار على تجمعات من الأشخاص. وأكدت دراسة أُجريت أخيرا لهذه الحوادث ان مثل هذه العلاقة "جديرة بالاهتمام". وتمكن الباحثون الذين اجروا الدراسة من توثيق 133 حادث اطلاق نار، قُتل في كل منها اربعة اشخاص أو أكثر خلال الفترة الواقعة بين مطلع 2009 ومنتصف 2015، ليجدوا ان المسلح في 76 على الأقل من مثل هذه الحوادث أو 57 في المئة، قتل زوجة حالية أو سابقة أو شريكة أو شخصاً آخر من أفراد العائلة، وفي 21 حادثاً على الأقل كان المسلح متهماً بممارسة العنف المنزلي.
وكان الكونغرس انتبه الى هذه العلاقة، واقر في عام 1996 تشريعاً يمنع الأشخاص الذين لهم سوابق في العنف المنزلي من حيازة اسلحة نارية. وبديهي ان وجود اسلحة نارية في المنزل يزيد احتمالات تعرّض المرأة التي يعتدي عليها شريكها جسديا الى القتل.
وبحسب باحثين في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة، فان منع الأشخاص الذين لهم سوابق في العنف المنزلي من امتلاك اسلحة خفض معدلات قتل الزوجة أو الشريكة بنسبة 19 في المئة.
قوانين لا تنفذ
لكن هذا القانون الفيدرالي وغيره من القوانين المماثلة في الولايات المنفردة لا تُطبق بحزم، وهي لا تكون سارية إلا إذا أجرت الولايات تدقيقاً في سيرة من يريد ان يشتري قطعة سلاح، لترى إن كانت لديه سوابق في العنف المنزلي. فالعديد من الولايات ليست فيها آلية تدقيق كهذه. وفي هذه الحالة ليس هناك ما يمنع الرجل من ممارسة العنف المنزلي ضد شريكته من امتلاك اسلحة. ولدى بعض الولايات قوانين تجيز للشرطة مصادرة الأسلحة النارية لدى إبلاغها بوقوع حوادث عنف منزلي، ولكن غالبية الولايات ليست فيها قوانين كهذه.
ويؤكد خبراء على ضرورة ان تنظر السلطات الى العنف المنزلي وكره النساء على انهما نواقيس انذار. وتشير مجلة نيويوركر الى ان متين بهجوم اورلاندو حطم الرقم القياسي لسونغ هوي تشو، الذي قتل أكبر عدد من الأشخاص رميًا بالرصاص في تاريخ الولايات المتحدة باطلاق النار على الطلاب في كلية فرجينيا التكنولوجية، وكان متهما في السابق بالتربص لطالبات. وان تامرلان تسارنييف أحد الشقيقين اللذين نفذا تفجيرات بوسطن عام 2013 اعتُقل ذات مرة في شقته بتهمة العنف المنزلي والاعتداء الجسدي على امرأة. كل هذا يبين ان الارهاب يبدأ غالبًا في البيت.
اعدت "ايلاف" المادة عن مجلة نيويوركر