تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو من الفنانة كرمي بنت آبه ظهرت فيه داخل طائرة، قائلين إنه يوثق رحلتها من وإلى مدينة وادان، معتبرين ذلك ردا مباشر على الجدل الذي أثير مؤخرًا بشأن ظروف تنقلها للمشاركة في السهرة الافتتاحية لمهرجان مدائن التراث لهذا العام.
ويُظهر الفيديو، الذي يبدو أن الفنانة قامت بتصويره بنفسها، أنها كانت الوحيدة على متن الطائرة إلى جانب طاقم القيادة، وهو ما فهم أنه محاولة لتأكيد أن الطائرة استُؤجرت خصيصًا لها، وليس لنقل أي من الضيوف الأجانب كما روّجت بعض الأوساط خلال الأيام الماضية.
ويأتي هذا التوضيح في سياق نقاش واسع أثارته معطيات كانت قد كشفت عنها مصادر خاصة لموقع «نوافذ»، أفادت بأن التحضيرات الجارية للسهرة الافتتاحية لمهرجان مدائن التراث بمدينة وادان شهدت كواليس وُصفت بالمثيرة، بعد أن اشترطت الفنانة كرمي بنت آبه، مقابل مشاركتها، توفير طائرة خاصة لتأمين تنقلها إلى المدينة التاريخية.
ووفق المصادر ذاتها، فقد أثار هذا الشرط تحفظات في أوساط متابعي الشأن الثقافي، خاصة بالنظر إلى الطابع الرمزي للمهرجان، الذي يُفترض أن يُكرّس للاحتفاء بالتراث والهوية الوطنية، بعيدًا عن المظاهر المكلفة.
وأضافت المصادر أن الفنانة امتنعت عن الدخول في نقاش مباشر مع الوزارة الوصية بشأن قيمة التعويض المالي، مفضّلة إبقاء الملف المالي خارج دائرة التفاوض المباشر، وهو ما زاد من حدة الجدل المرافق لكواليس تنظيم السهرة الافتتاحية.
وبحسب المعطيات نفسها، فقد قررت الوزارة تخصيص مبلغ عشرة ملايين أوقية قديمة تعويضًا للفنانة عن مشاركتها، التي تشير التقديرات إلى أنها لن تتجاوز بضع دقائق على منصة الافتتاح.
وفي سياق متصل، انتقد عدد من المتابعين تخصيص طائرة خاصة ومبالغ معتبرة للجانب الفني، في وقت اضطر فيه علماء وباحثون وسفراء إلى السفر برًا للوصول إلى مدينة وادان، وقطع مسافات طويلة في سيارات عادية وفي ظروف وُصفت بغير المريحة.
وأثارت هذه المفارقة، بحسب مراقبين، تساؤلات واسعة حول أولويات الإنفاق في مهرجان مدائن التراث، ومدى التوازن بين دعم الفعل الثقافي والفني من جهة، وتقدير أدوار العلماء والباحثين والضيوف الرسميين من جهة أخرى، خاصة في تظاهرة يُفترض أن تُعلي من قيمة التراث والمعرفة بوصفهما جوهر هذا الحدث الثقافي.
#نوافذ
#نوافذ
