وادان عشية وصول الرئيس...حين يلتقي عبق التاريخ بنبض المعاصرة/ صور

خميس, 18/12/2025 - 23:33

نوافذ(نواكشوط) ــ عشية وصول الرئيس، تبدو مدينة وادان التاريخية كقصيدةٍ تُكتب على عجل، سطورها من حجرٍ عتيق ونبضٍ معاصر، وعناوينها سباقٌ مع الزمن لوضع اللمسات الأخيرة على نسخة العام 2025 من مهرجان مدائن التراث.

منذ ساعات صباح اليوم الخميس تحولت شوارع المدينة إلى أنهارٍ من السيارات، ازدحامٌ يشي بحركة لا تهدأ، وبمدينةٍ قررت أن ترتدي أجمل أثوابها. الواجهات تُزَيَّن بالأعلام واللافتات، والمداخل تُضاء كأنها بوابات ذاكرة تفتح ذراعيها للحدث، والساحات الرئيسة تتنفس احتفالًا، تنتظر اللحظة التي يكتمل فيها المشهد.

على الأرض، أغلق الحرس الرئاسي وقوات الأمن الشوارع المؤدية إلى المنصة والمقاطعة، معيدة رسم الخرائط المؤقتة للمدينة. انتشارٌ لرجال الأمن والحرس الرئاسي ينساب بانضباطٍ هادئ في الأزقة والطرقات، حضورهم حارسٌ للإيقاع، يضمن أن تمر اللحظة بسلاسةٍ ووقار.

وفي الخلفية، يعمل مهندسون الواجهات بأيدٍ لا تتعب: يثبتون الزينة، يلمّعون الواجهات، ويضبطون الإضاءة كمن يهيّئ مسرحًا لعرضٍ طال انتظاره، كل مصباحٍ يُضاء، وكل رايةٍ ترتفع، شهادة على مدينة تعرف كيف تستقبل ضيوفها.

على أطراف المدينة وقف الجمالة استعدادا لاستقبال الرئيس بطابع الأصالة، وغير بعيد منهم تظهر استعدادات الدرك بسياراتهم وأفرادهم وهم يبدؤون في تأمين مسار الرئيس من المطار إلى المدينة.

هكذا، تقف وادان بين الأمس والغد، مدينةٌ تستحضر تاريخها وتستقبل حاضرها بثقة.

ومع اقتراب ساعة الوصول، يهدأ الضجيج قليلًا، ويعلو معنى اللحظة: هنا، في هذه الشوارع التي ازدحمت حبًّا واستعدادًا، تُكتب صفحة جديدة من حكاية مدينةٍ لا تشيخ.

#نوافذ