بنت الشيخ محمد المامي: خطاب الرئيس في الاستقلال مثل تدشينًا لمستقبل أقوى وأكثر عدالة وأوسع أفقا

اثنين, 01/12/2025 - 17:02

خطاب فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في عيد الاستقلال هذا العام لم يكن مجرد كلمات تُقال في مناسبة وطنية… بل كان نبض دولة تستعيد ثقتها بنفسها، وتعلن أمام شعبها أنها تدخل مرحلة جديدة من البناء، أقوى عزيمة وأوضح رؤية.
منذ اللحظة الأولى، وضع الرئيس حجر الأساس لمضمون الخطاب:

 المواطنة أولًا… والمواطنة دائمًا. حين قال: “لن ترتب الدولة حقًا ولا واجبًا إلا على أساس المواطنة حصرا”، بدا وكأنه يعيد رسم البوصلة الوطنية، ويغلق قوس التمييز إلى غير رجعة، معلنًا ميلاد مرحلة تشبه روح الاستقلال نفسها: دولة للجميع… بلا استثناء.
ثم جاءت بشائر الإصلاح بوضوح الأرقام: اكتتاب 3000 موظف بين أطباء ومهندسين وقضاة وأساتذة وإداريين. رسالة قوية للشباب بأن الدولة لا تفتح باب الأمل بالكلام… بل بالفرص الحقيقية.
وفي معركة مكافحة الفساد، كان الرئيس أكثر صراحة من أي وقت مضى: (فلنكن يدا واحدة عليه) بهذه الجملة، رفع سقف التوقعات، وأعلن أن التطهير لم يعد شعارًا، بل مسارًا مؤسسيًا لا رجعة فيه.
اقتصاديًا، بدا الخطاب أقرب إلى تقرير ميداني: نمو متصاعد، إصلاحات هيكلية، تعزيز للقطاعات الإنتاجية. رئيس يتحدث بلغة الأرقام… لا بلغة المبالغة. وهذا وحده يشكّل ثورة في الخطاب السياسي.
ثم انتقل إلى الميدان الذي يلامس حياة الناس مباشرة:
1000 كلم من الطرق المنشأة والمُرممة
تقدم معتبر في المستشفيات
مضاعفة إنتاج مياه الشرب
تقوية شبكة الكهرباء وربط مناطق الإنتاج
هذه الإنجازات ليست مجرد بنى تحتية… إنها صلب كرامة المواطن.
وفي لحظة ذات بعد قيمي ووطني عميق، عاد الرئيس إلى مشروعه الجامع: المدرسة الجمهورية. هذه المدرسة ليست مجرد فصول وسبورات… إنها وعد بدولة عادلة لأجيال الغد.
أما سياسياً، فقد فتح الباب واسعًا حين قال: “أريد حوارًا جديًا شاملًا وصريحًا.” بهذه الدعوة، وضع النظام يده في يد الجميع، مؤكدًا أن الوطن أكبر من الخلافات، وأن الحوار هو طريق الاستقرار.
وفي ختام الخطاب، جاء التأكيد: نحن عاكفون على معالجة كبريات القضايا الوطنية. وهي جملة تختصر روح مسار كامل… دولة تتحرك بثقة، وتبني بعمل، وتتقدم بخطوات محسوبة نحو مستقبل يليق بموريتانيا وأبنائها.

 باختصار: خطاب الاستقلال هذا العام لم يكن احتفالًا بالماضي… بل كان تدشينًا لمستقبل يتجه فيه الوطن بثبات نحو دولة أقوى، أعدل، وأوسع أفقًا.

ليلى أحمد الشيخ محمد المامي