قال المجلس النرويجي للاجئين إن إجمالي عدد العائلات التي وصلت مخيمات النازحين وصل إلى 163 عائلة (ما يقارب 980 فردا)، أتت 39 عائلة منهم (ما يقارب 240 فردا) من وسط مدينة الفلوجة العراقية، ما يشير إلى انقطاع كامل لآلاف السكان الذين هربوا من وسط مدينة الفلوجة في آخر ثلاثة أيام. كما هربت حتى الآن 5.205 عائلة إلى مخيمات النازحين منذ 21 أيار/ مايو الماضي.
وأكد -في بيان له الأربعاء- أن الكثير من العائلات كشفت لهم بأنه يُطلب من الشخص الواحد 150 ألف دينار عراقي (أي ما يقارب 130 دولارا أمريكيا) للسماح له بمغادرة الفلوجة، مشيرا إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية الشاملة للأزمة العراقية لا تزال ممولة بنسبة 30 بالمئة فقط، وتأتي أزمة الفلوجة على رأس الاحتياجات المقدرة منذ شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأضاف: "بالرغم من إعلاننا خبر استعادة السيطرة على تقاطع السلام من قبل قوات موالية للحكومة، ما سمح لأربعة آلاف مدني بالهروب من وسط مدينة الفلوجة، إلا أن ظاهرة التدفق الهائل للناس القادمين عبر هذا الطريق انخفضت بشكل ملحوظ، وهذا تذكير بأن الرحلة محفوفة بالمخاطر، وهي غير آمنة للغاية، فما زالت الطرق المؤدية إلى تقاطع السلام غير آمنة، وعدد من الذين ينجحون بتجاوزها يظلون في الفلاحات، التي تبعد سبعة كيلومترات عن منطقة النزاع".
واستطرد قائلا: "بات هنالك آلاف المحاصرين في منطقة النزاع في وسط مدينة الفلوجة، يتركز معظمهم في أحياء المعلمين، والجغيفي، والجولان، في هذه اللحظة، وبحسب المعلومات التي تصلنا، يتم منع المدنيين من الهروب من المنطقة من قبل المجموعات المسلحة".
وأشار المجلس النرويجي إلى أن أكثر من 200 عائلة ما زالت محاصرة في المنطقة، بانتظار نقلها من قبل قوات الأمن العراقية إلى مخيمات النازحين.
وأوضح أنه يستطيع أن يزود حوالي ثلاثة لترات من مياه الشرب كحصة يومية للشخص الواحد في مخيمات النازحين -وهي دون الحد الأدنى بحسب المعيار الإنساني- مضيفا: "ومع توقع ارتفاع الحرارة لتصل 50 درجة سيلسيوس، فإن هذا الوضع المثير للقلق قد يؤدي إلى استهلاك المياه غير الآمنة، مع عواقب وخيمة تؤثر على الصحة العامة، خاصة صحة الأطفال، وكبار السن، والمصابين بأمراض مزمنة".
وأردف: "مع وصول المزيد من الوافدين، وصلت المنظمات الإنسانية إلى حد يفوق طاقتها. وبحسب تقديراتنا الأولية، يحتاج المجلس النرويجي للاجئين إلى 10 ملايين دولار أمريكي إضافي لتوفير الطعام، والمياه، ومستلزمات النظافة، والبطانيات، والمواقد، والفوانيس والمراحيض لـ75 ألف شخص، ولمدة ستة أشهر (يتواجد 25 ألف منهم في المخيمات و50 ألف داخل الفلوجة)".
من جانبه، قال المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين في العراق نصر مفلحي: "ليس هناك أي ممر آمن إلى خارج الفلوجة يمكننا التحدث عنه، الحادثة المأساوية التي حدثت اليوم (مقتل أب وجرح العديد من الناس من قبل عبوة ناسفة) هي دليل على أن المدنيين يخاطرون بحياتهم إذا حاولوا الهرب، فيخاطرون ويتعرضون إلى إطلاق النار، أو القتل بواسطة عبوات ناسفة على الطريق، أو الغرق أثناء عبور النهر".
وتابع: "نرسل تنبيها واضحا للمجتمع الدولي بأن أولئك الذين يتمكنون من الوصول إلى بر الأمان سيجدون القليل من المساعدات التي بإمكاننا تقديمها، فليس هناك ماء أو خدمات طبية. لدينا كارثة إنسانية داخل الفلوجة، وأخرى تتكشف في داخل المخيمات، فأمسى الوضع الآن بائسا حقا، ويتعين على المجتمع الدولي أن يضع ماله في المكان المناسب".
وأضاف: "بالرغم من تمكن الآلاف من وسط مدينة الفلوجة من الهرب إلى الأمان في ليلة وضحاها، إلا أن الرحلة ما زالت محفوفة بالمخاطر، وعلى المدنيين عبور نيران القناصة والعبوات الناسفة المتواجدة على طول الطريق. فقد تم إخبارنا عن قصص مروعة حصلت عند نهر الفرات، حيث غرق الأطفال أثناء محاولتهم العبور، وتم إطلاق النار على بعض الناس وقتلهم.
وتوقع "مفلحي" وصول الآلاف الآخرين إلى مخيمات النازحين في الأيام القادمة، مؤكدا أن المنظمات الإنسانية وصلت إلى حد يفوق طاقتها، وأصبحت عاجزة عن تقديم الاحتياجات على نطاق واسع، كما أن الطعام ومياه الشرب واللوازم الأساسية آخذة جميعها بالنفاذ، وسيكون صعبا عليهم تقديمها لمدة أطول.