في ذكرى أحمد ولد بوسيف السابعة والثلاثين
سلاح قائد لا ينبغي إلا لقائد
في 5 من يونيو 1976 انطلقت قوة من تيندوف يقودها الولي مصطفي السيد، كان هدفها محاولة السيطرة على المناطق الاستراتجية لإرباك القوات الموريتانية وتوسيع الجبهة للتأثير في معنويات الخصم، أرسل الولي مجموعة من القوات لمهاجمة مدينة ازويرات عاصمة تيرس الزمور، لكن الملازم أول سيدي بي توماني الذي كان يقوم بعملية استطلاع جوية رصد تلك المجموعة قرب منطقة تورين فأبلغ عنها قائده قائد المنطقة العسكرية الثانية المتمركز بازويرات المقدم أحمد ولد بوسيف الذي أرسل قوة التحمت معها عند منطقة واد أمجبور بتورين، وبدأت المعركة عند الساعة العاشرة واستمرت حتى المساء وخسرت خلالها مجموعة البوليزاريو الكثير من مقاتليها، حيث سقط بعضهم في الميدان، كما تركت وراءها بعض الأسلحة والمعدات العسكرية وتم أسر قائد المجموعة و26 من أفراد مجموعته، وقد أدلت المجموعة بمعلومات عن الولي وتوزيع مجموعاته، وأنه أرسل مجموعة للهجوم على مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار، وأن الولي نفسه يقود مجموعة متجهة للهجوم على أكجوجت والعاصمة انواكشوط.
خاضت قوة الولي سلسلة معارك ضارية على الطريق الرابط بين مدينة أكجوجت وانوكشوط واستطاعت ثلاث سيارات تابعة للبوليزايو أن تتسلل عبر الدفعات الموريتانية وتدخل العاصمة يوم 8 يونيو مطلقة عدة صواريخ على مباني القصر الرئاسي الموريتاني وعلى السفارتين الأمريكية والسوفيتية مما أثار الرعب في صفوف السكان.
سارعت القوات البرية التي يقودها المقدم أحمد ولد بوسيف ومساعده محمد خون ولد هيدالة بالتحرك من قواعدها نحو العاصمة لتداركها قبل أن تسقط في أيدي الصحراويين، وقد لحقت قوات ولد بوسيف بقوات الولي عند بنشاب فلجأ البوليزاريو إلى تفجير أنابيب المياه، لكن قوات ولد بوسيف قامت بمطاردتهم ودخلت في اشتباك مباشر معهم أسفر عن مقتل الولي ودليله لعروسي وفرار بقية المجموعة التي قطعت عليها قوات المنطقة العسكرية الأولى بقيادة العقيد فياه ولد المعيوف الطريق عند تورين.
وقف أحمد ولد بوسيف أمام جسد الولي المسجى على أرض المعركة وقف أمامه بصمت وخشوع، يقول الرائد جوب جبريل آمادو: كنت مع ولد بوسيف وكان بجانب الولي سلاحه وهو من نوع "افال" مزود بمنظار، فأخذته فقال لي ولد بوسيف: أيها الملازم أول هذا سلاح قائد ولا ينبغي إلا لقائد فسلمته له.
كامل الود
نقلا عن صفحة المدون اكس ولد اكس اكرك