يتطلع المشهد السياسي بأذرعه الحزبية والنخبوية الي الموعد الجديد للحوار السياسي بين مكونات الطيف السياسي الوطني في
الأفق القريب بعد حراك مد وجزر عقب فشل مسلسل الربيع العربي القاني بورود دماء الأطفال الأبرياء ، والسقوط المدوي لشعار الرحيل ومخرجاته التي بنيت علي وهم(الثوار الذين بلغوا من العمر عتيا، وهم من أخلاق الحكامة مردا).
استخلاص الدروس
هناك طيف من المعارضة الذي عصرته التجارب النضالية يبدو أنه استخلص دروسا جيدا من مراحله النضالية مثل الرئيس مسعود والرئيس ولد امين والرئيس بيجل والرئيس صار ابراهيما و كتلة المناضل بلال ولد ورزك وكتلة المستقلين برئاسة ولد باب مين وزعيم المنتدي المحامي ولد بوحبيني والرئيس ولد بربص وطيف من منتخبي حزب تواصل .. واللائحة مرجحة لأن تطول أذنت لهذا الاستحقاق ورأت أن تجارب ساحل العاج ومالي والسنغال من جهة وتجارب اليمن وليبيا وسوريا والعراق من جهة أخري لا تغريهم بمسار التقاطع والتناحر، وأن الوقت قد أزف ان لم يكن تأخر لجمع الكلمة علي خط سواء من أجل بناء المؤسسات ودرء الأخطار الخارجية والحفاظ علي السلم الأهلي ومحاربة دعوات التطرف والتفرقة من أي طرف أتت، لأن موريتانيا هي أولا وأخيرا فوق الجميع.
الأغلبية المدعمة هذه المرة ناطقة باسم الرئيس المؤسس محمد ولد عبد العزيز فهو من دعا للحوار ومن يضمن تنفيذ مخرجاته وهذا هو المطلب الجوهري الذي طالما دعت اليه أحزاب مثل اتحاد قوي التقدم والتكتل وتواصل كبريات أحزاب المنتدي.، هذه الأغلبية تمد يديها للحوار ولها أكثر من مصلحة في نجاحه.
كما أن الحكومة لم تأل جهدا في إرسال الرسائل المؤكدة وتليين مسارات التفاوض والآجال لدعم تنادي كل الموريتانيين الي كلمة سواء.، وإبراز أنه لا مصلحة و لا وقت للصراع.
الآمال المعلقة
سيكون لزاما علي عقلاء البلد وحكمائه أن يتناسوا خلافاتهم الشخصية وتموقعاتهم الحزبية لإخراج نسخة جديدة تكون توكيدا لمنجزات الحوارات الماضية ورفعا لسقف ثمار شراكة تعزز مكانة موريتانيا في مجال الدبلوماسية والسلم والتنمية، تلك هي الهدية التي يتطلع اليها كل أبناء البلد في وقت تحتضن بلادنا ألقين مهمين الزعامة الافريقية وقيادة العمل العربي، فرغم كل جراح إخوتنا الأفارقة وآلام إخوتنا العرب فإنهم جميعا يبحثون عن بلسم الشفاء في جزيرة صناعة السلم والعافية (الصناعة المحظرية موريتانيا).
محمد الشيخ ولد سيد محمد
أستاذ وكاتب صحفي
انواكشوط:28مايو 2016