سال كثير من الحبر في مسألة الحوار و كثر التنظير و شاعت الفلسفة و تشدق المهرولون بعبارات كبيرة مثل المصلحة الوطنية و التدرج و خذ و طالب و المقعد الفارغ و كل هذه العبارات تعتبر عبارات حق أريد بها باطل.
الحوار الجدي الذي يحل الأزمة السياسية المستفحلة و يجذر الديمقراطية و يتيح التناوب السلمي على السلطة و يؤسس لدولة المؤسسات و القانون لا يرفضه أحد. و الحوار الشكلي الذي يراد منه الالتفاف على مواد الدستور التي تفرض التناوب لا يدخله غير مهرول طامع في قصعة الجنرال.
الحق بين و الباطل بين و ما بينهما شبهات و قد أوقع الكثير منا نفسه في تلك الشبهات و مهما اوتي من السلاقة و الذكاء فإن مساعدة ولد عبد العزيز في البقاء في السلطة ستكون جريمة في حق موريتانيا التي أنهكها حكمه بالنهب و السلب و الظلم و سوء التسيير و مع ذلك فلن يقبل الموريتانيون بقاءه في السلطة فالسخط و الاستياء عّم المعارضة و من يدعون أنهم موالاة و تتحدث عنه كل مؤسسات الدولة و إدارتها و يحكي عنه الناس بحسرة في الشوارع و الأسواق و وسائط النقل. و أحوج الناس اليوم لحوار جدي حقيقي هو الجنرال نفسه.