تحاملت على كل الخلافات، ونسيت كل النعوت التي وصفني بها الأتباع، وقلت لعله لا دخل لهما بهما، وسررت بإطلاق سراحهما.
قررت الليلة قبل الماضية أن أزور إبراهيم ولد بلال ولد رمظان، فاتصلت عليه، ورحب بي جدا، وعبر لي عن رغبته في لقائي، وسيكون سعيدا إن زرته، وبالفعل قمت بزيارته.
حضنني كثيرا حتى خيل إلي أنني أقابل والدتي بعد طول غياب، وجلست معه ضاحكا مستبشرا، يسألني عن الجميع ويسألني عن حالي. مر الوقت سريعا، وقررت المغادرة، وعندها طلب مني اللقاء مرة أخرى.
قلت أنه من غير اللائق ولا المقبول أن أزوره ولا أزور صديقه ورفيقه في السجن، فمهما كان خلافنا تبقى الإنسانية توجب علينا زيارة الأخ بعد المرض أو السجن أو أي مشكلة أخرى.
لذلك ركبت مساء اليوم من دارنا في أقصى شرق العاصمة، إلى داره في أقصى الجنوب، ودخلت رفقة رجال أقدرهم وجدتهم قرب المنزل، أجلسنا أحد الحراس في غرفة الانتظار، وماهي إلا لحظات حتى خرج إلينا بيرام.
سلم علينا جميعا وجلسنا، ثم نظر إلي وكيل لي وابلا من الشتائم والكلام البذيئ، وقلب آخر نقاش لنا في السجن رأسا على عقب، وقال بأنني جاسوس للبيظان.
أخذت ما تبقى من كرامتي، وخرجت من منزل أول شخص أشاهده يطرد زائرا من منزله.
خرجت قبل أن ينطقها " أخرج".
عندها تأكدت تماما بأنما يقولوه الأتباع يمليه عليهم هو بالحرف الواحد، وأدركت بأن الرجل يحمل من الحقد في قلبه ما لم يحمله أحد من قبل، حتى أنه قاده إلى طرد زائر.
لست آسفا البتة على زيارته، فقد أتاحت لي فرصة مشاهدة وجهه الحقيقي.
لكن صدقني يا بيرام سوف تندم عليها وإن طال الزمان.
من صفحة السالك عبد الله