علاقتنا بأنواع الحُمَّى الإفريقية عريقة... فقد كان الأستاذ محمد ولد مولود الشنافي، يعتبر حُمَّى الملاريا محددا أساسيا لحدود إقليمنا الجنوبية، وبعد ذلك مرَّت علينا -عافانا الله- حُمَّى الجفاف، وحُمَّى الانقلابات، وحُمَّى "الكزْرة"، وحُمَّى نهْب الثروات، وسرقة المال العام، وحُمَّى النفاق والتملق، وحُمَّى الوادي المتصدِّع، و لم نكد نخرج بصعوبة من حُمَّى الضنك مؤخرا، حتى اجتاحتنا حُمَّى الذهّبِ، وحُمَّى الخُطَبِ، المشتركتين في أعراض، اللهاث وراء بريق الطمع، وسراب الثراء السريع، مع ما يصاحب ذلك من ارتفاع في درجة الحرارة والضغط، وسوء المنْقلب، لكن حمَّى الخُطَبِ، تتميز بالهذيان الهسْتيري، فمنذ ألقى الرئيس خِطَابَه الأخير، كان خَطْبًا على البلاد بما جرَّمن خُطَبٍ لا تنتهي، يفقد أصحابها توازنهم فور امتطائهم صهوات منابر، طالما أثقلها الضجيج والعجيج غير المفيد.. فيرتكبون من الزلات-في شروحهم الهامشية- أكثر مما ارتكب الخطاب/المشروح.. عفوا.. أعني بالخاء.
ارحمونا .. اعفونا من قلة الأدب... ولغة الخشب.. وحتى لوكان كلامكم من فضة.. فإن السكوت من ذهب.... وهو في هذه الفترة كثير الطلب...
الشاعر أدي ولد آدبة