بعد احتدام حملة الشرح لخطاب الرئيس في زيارته الأخيرة لمدينة النعمة، لن يكون مفاجئا أن تعلن رئاسة الجمهورية عن استحداث مناصب وظيفية جديدة، تسمى، شراح خطابات الرئيس؟ وربما لا تستحدث هذه المناصب لأن كل موظفي الدولة وحتى مجرد الطامعين في وظائفها، أصبحوا يتبارون في امتهان وظيفة شرح الخطاب الرئاسي، وشرح الشروح......!
لكنْ هناك أسئلة تزدحم في خلدي، قد تطرح نفسها: متى كانت خطابات السياسين غامضة لدرجة تحتاج إلى سلاسل الشروح، وشروح الشروح هذه؟ وهل الحاجة المفتعلة للتفسير، مسوغَة عند منتحليها بعجز الخطاب عن التعبير،؟ أم لضعف التقدير؟ أم لضبابية التفكير؟ أم لهشاشة التبرير؟؟؟؟
الحمد لله نحن أمة الشعراء والأدباء، الذين يكرهنا الرئيس وزمرته، عوضنا الله عن المناصب- رهينة التملق- بملكة البيان، التي عدها-جل وعلا- من أهم نعمه على الْإِنْسَان؛إذ (عَلَّمَهُ الْبَيَان)، فليست لدينا مشكلة في الخطابات، لاتفكيرا، ولا تعبيرا، ولا تفسيرا...
وهنا أحب أن أقول للريئس وفريقه الفني المحيطين به، الذين أقنعوه- أو اقتنعوا معه- أن الشعر والأدب وباقي العلوم المصنفة إنسانية، هي سر تخلف البلاد، وأن من ثبت حقهم - إداريا وقضائيا- في الترقية لسلك التعليم العالي، يجب أن يحرموا من ذلك، إذا كانت اختصاصاتهم من هذا القبيل، وأن التخصصات الفنية هي طريق التقدم...أقـــــــــول لهؤلاء إنهم لو أخذوا بنصيبهم من الآداب وأخواتها، لما كان خطاباتهم مناجم للأزمات السياسية، فالإنسان يفكرميكانيكيا وكيميائيا، وفيزيائيا، ورياضيا.... باللغة، وكلما زاد رصيده اللغوي- لغته الأم- اتضحت أفكاره، وتناسقت تعابيره.. وأقنعت تفاسيره.... فعليكم بالأدب يرحمكم الله.
الشاعر أدي ولد آدبة