
أودع المدير العام للمعهد الوطني لأمراض الكبد والفيروسات لبروفيسور المصطفى محمدو مناه استقالته لدى وزارة الصحة، وبررها بالوضعية التي تعيشها المؤسسة منذ سنوات، مؤكدا أنه راسل الوزارة بخصوصها أكثر من مرة.
وقال ولد مناه في رسالة الاستقالة التي وجهها لوزير الصحة إنه اتخذ قرار الاستقالة بعد عدة تحذيرات متكررة أرسلها خلال السنوات الماضية حول تدهور الوضع الذي أصبح يمس الأسس الأخلاقية والمهنية للمؤسسة على الرغم من جهوده وجهود الطاقم المتواصلة لتحسين الوضع.
وأكد ولد مناه أنه خلال السنوات الماضية لم يتم اتخاذ أي إجراء فعلي للمساهمة في تحسين الوضع الذي يهدد بفقدان المعهد لمصداقيته، كما يهدده هو شخصيا بفقدان مصداقيته المهنية والأخلاقية.
ولفت لبروفسير ولد مناه إلى أن المعهد ما يزال يعاني من نقص خطير في الموارد البشرية والمعدات، وهو ما يؤثر سلبا على جودة الخدمات المقدمة لمرضى التهاب الكبد.
ونبه مدير المعهد إلى أن الكبد يعد من الأمراض الأكثر خطورة التي تؤثر على صحة الشعب الموريتاني، مضيفا أن الظروف التي يوجد فيها المعهد تتسبب في تعطيل أنشطته، ويزيد من وقع ذلك النقص الواضح في الأدوية والمعدات الطبية، مما يؤثر على جودة الخدمات المقدمة للمرضى، ويعرض حياتهم للخطر.
وعدد ولد مناه ضمن المشاكل المالية التي يواجهها المعهد تأخر صرف رواتب موظفيه مما يشكل عبئا ماليا كبيرا على العاملين، ويؤثر سلبا على استمرارية عملهم، وحماسهم، ويولد شعورا بالإحباط ينعكس على مستوى الخدمات المقدمة للمرضى.
كما تحدث عن غياب التشاور مع الجهات المعنية والسلطات المختصة ما يعزز الوضع الصعب الذي تعرفه المؤسسة، معتبرا أن ذلك دعاه للمطالبة أكثر من مرة بإيجاد حلول عاجلة من أجل تحسين الوضع وإنقاذ حياة المرضى.
وأكد ولد مناه لوزير الصحة أن التهاب الكبد الفيروسي B وC يمثلان تهديدا صحيا كبيرا يؤثر على حياة نصف مليون مواطن موريتاني، وهو مرض يمكن أن يتطور إلى سرطان الكبد الذي يعتبر قاتلا، منبها إلى أنه في كل أسرة من الأسر الموريتانية، يوجد على الأقل شخص مصاب بهذا المرض.
وتحدث ولد مناه عن الجهود التي قام بها خلال توليه إدارة المعهد كإقامة شراكات متعددة لتعزيز جهود مكافحة الوباء، وكإطلاق حملات تلقيح في مناطق مختلفة من البلاد، وكذا إطلاق حملات تحسيس حول الوباء وخطورته، ومستوى انتشاره في صفوف المواطنين.