
في فبراير 2024، تولت موريتانيا رئاسة الاتحاد الإفريقي في مرحلة حرجة من تاريخ القارة، حيث اجتمعت التحديات الأمنية والاقتصادية والبيئية لتشكل اختبارًا حقيقيًا للقيادة الإفريقية بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، فقدمت موريتانيا نموذجًا استثنائيًا في الإدارة الدبلوماسية والعمل الجماعي، مما جعل فترة رئاستها علامة فارقة في مسيرة الاتحاد.
- تعزيز السلم والاستقرار
برزت موريتانيا كوسيط حكيم في حل النزاعات، حيث قاد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مبادرات وساطة في ليبيا، وشارك في جهود إحلال السلام في السودان عبر استضافة لقاءات بين الأطراف المتنازعة. كما دعمت جهودًا لحل الأزمة في شرق الكونغو الديمقراطية، مؤكدةً على مبدأ "الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية". هذه الجهود ساهمت في ترسيخ البيئة الآمنة الضرورية للتنمية.
- الدفع بالتعاون الاقتصادي
حققت الرئاسة الموريتانية إنجازات اقتصادية ملموسة، منها تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، وتعزيز التكامل الإقليمي لمكافحة الفقر. كما نجحت في تأمين تمويل بقيمة 100 مليار دولار للدول الإفريقية، وهو أكبر دعم مالي تُمنحه القارة في تاريخها. إضافة إلى ذلك، تمت إعادة هيكلة الديون وتأجيل سدادها لبعض الدول، خاصة بعد تداعيات الجائحة العالمية كوفيد-19 .
- التركيز على القضايا الحيوية
أبرزت موريتانيا قضايا الأمن الغذائي والتغير المناخي في المحافل الدولية، كونها من أكثر الدول تأثرًا بهذه التحديات. فعقدت قممًا مثل "قمة نواكشوط حول التعليم والتشغيل" و"القمة الاقتصادية في أبيدجان"، والتي حظيت بمشاركة واسعة من قادة العالم. كما دعت إلى سياسات تنموية مستدامة لمواجهة المجاعات وتدهور البيئة.
- تعزيز الحضور الدولي لإفريقيا
تمكن الاتحاد الإفريقي تحت القيادة الموريتانية من الحصول على عضوية دائمة في مجموعة العشرين (G20)، مما عزز مكانة القارة في صنع القرار العالمي. كذلك، طالب الرئيس الغزواني بتمثيل عادل لإفريقيا في مجلس الأمن الدولي، ودعا إلى إصلاح النظام المالي العالمي ليكون أكثر إنصافًا.
-الإصلاح المؤسسي والشفافية
أجرت موريتانيا إصلاحات داخلية في هياكل الاتحاد الإفريقي، مثل إعادة هيكلة المفوضية وتقييم كفاءة الموظفين، مما عزز الشفافية والفعالية، كما عملت على تعزيز التعاون الاستخباراتي والأمني بين دول القارة لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة.
إشادات نوعية بالدور الموريتاني
عبر عدد من القادة الأفارقة عن إعجابهم وتقديرهم لحكمة ورزانة الرئيس الموريتاني التي قاد بها الاتحاد خلال مأموريته، فقد عبر الرئيس الكيني ويليام روتو عن تشرفه بالعمل رفقة رئيس الاتحاد الإفريقي فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، مشيداً بحنكته التي جلبت للقارة مائة مليار دولار لتجديد موارد التمويل الميسر لصالح أولويات التنمية. كما عبَّر عددٌ من القادة الأفارقة عن إعجابهم بالطريقة التي سيَّر بها رئيس الجمهورية الاتحاد خلال السنة الماضية، بل إن الرئيس الآنغولي جواو لورينسو الذي استلم قيادة الاتحاد صرَّح بأنه سيستلهم من الطريقة الموريتانية.
نحو مستقبل إفريقي واعد
رئاسة موريتانيا لم تكن مجرد فترة روتينية، ولا مأمورية دورية، بل كانت نموذجًا للقيادة المتزنة التي تجمع بين الحكمة المحلية والرؤية العالمية. عبر دبلوماسية هادئة وعمل دؤوب، تركت موريتانيا إرثًا من الإنجازات التي ستستفيد منها القارة لسنوات قادمة. كما أكدت أن إفريقيا قادرة على قيادة نفسها بنفسها، متحررةً من التبعيات، وماضيةً في تحقيق أجندة 2063 الطموحة.
بهذه الرئاسة، أثبتت موريتانيا بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أنها ليست مجرد مشارك في المشهد الإفريقي، بل صانعةٌ للتغيير وقائدةٌ للإصلاح ورافعةٌ للتنمية.
التار ولد أحمده/ باحث في مجال الإعلام والاتصال