ابن بشار الأسد يقدم رواية جديدة عن "ليلة نظام الأسد الأخيرة" بسوريا

خميس, 13/02/2025 - 09:22

أثار ظهور حسابين على منصتي "إكس" و"تليغرام" منسوبين إلى حافظ بشار الأسد، الابن الأكبر للرئيس السوري المخلوع، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بسوريا، حيث نشرت الحسابات تفاصيل ليلة عائلة الأسد الأخيرة في سوريا والتي وافقت الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، قبل دخول الثوار إلى العاصمة دمشق.

وخرج حافظ الابن، من خلال مقطع فيديو قصير لا تتجاوز مدته 9 ثوانٍ، نشره على منصة تليغرام من أحد شوارع العاصمة الروسية موسكو، وأكد أن الحسابين له وأنه لا يملك حسابات أخرى"، ولكن حساب منصة إكس أغلق لاحقا.

ونشر حافظ الابن عبر حسابيه في تليغرام وإكس تفاصيل جديدة حول "ليلة نظام الأسد الأخيرة"، وأكد أنه "لم تكن هناك أي خطة، ولا حتى احتياطية، لمغادرة دمشق". وروى كيف تلقوا مكالمة من مسؤول روسي يطلب من عائلته مغادرة دمشق إلى اللاذقية بسبب خطورة الوضع.

وكتب أنه " بالرغم من أصوات الرمايات البعيدة، لم يكن هناك شيء خارج عن المألوف الذي اعتدناه منذ السنوات الأولى للحرب. واستمر الوضع على هذا الحال، إذ كان الجيش يحضر للدفاع عن دمشق، ولم يكن هناك ما يوحي بتدهور الأمور حتى خبر انسحاب الجيش من حمص، الذي كان مفاجئاً كما كان قبله انسحاب الجيش من حماة وحلب وريف إدلب".

ويكمل قائلا "مع ذلك، لم يكن هناك تحضيرات أو أي شيء يوحي بمغادرتنا، إلى أن وصل إلى بيتنا في حي المالكي مسؤول من الجانب الروسي بعد منتصف الليل، أي في صباح الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول، وطلب انتقال الرئيس إلى اللاذقية لبضعة أيام بسبب خطورة الوضع في دمشق، وإمكانية الإشراف على قيادة المعارك من هناك، في ظل استمرار المواجهات على جبهتي الساحل وسهل الغاب".

ويضيف "حول ما قيل عن مغادرتنا دون إبلاغ أبناء عمتي الذين كانوا موجودين في دمشق، فأنا من قام بالاتصال بهم أكثر من مرة حالما عرفنا بانتقالنا، وعلمنا من العاملين في منزلهم أنهم غادروه إلى وجهة غير معروفة".

وتابع "بعد حين، انطلقنا باتجاه مطار دمشق الدولي ووصلنا إليه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل والتقينا بعمي ماهر الأسد هناك، حيث كان المطار خاليا من الموظفين بما في ذلك برج المراقبة، ومن ثم انتقلنا على متن طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطنا في مطار حميميم قبل طلوع الفجر".

وأشار إلى أنه في ساعات النهار الأولى، كان من المفترض أن تتحرك العائلة باتجاه الاستراحة الرئاسية في منطقة برج إسلام، التي تبعد عن قاعدة حميميم أكثر من 40 كيلومترا، ولكن محاولات التواصل مع أي أحد من العاملين فيها باءت بالفشل وكانت جميع الهواتف التي تم الاتصال بها مغلقة، مع ورود معلومات بانسحاب قوات النظام وسقوط آخر المواقع العسكرية.

وأوضح أن فترة وجودهم في قاعدة حميميم شهدت هجمات متتالية بالطيران المسير استهدفت القاعدة، وتزامن ذلك مع إطلاق نار في محيطها، وأضاف "بعد الظهر، أطلعَتنا قيادة القاعدة على خطورة الموقف في محيطها، وأبلغَتنا بتعذر الخروج من القاعدة، نظراً لانتشار الإرهابيين والفوضى وانسحاب الوحدات المسؤولة عن حماية القاعدة، بالإضافة إلى انقطاع الاتصال مع كافة القيادات العسكرية، وأنه بعد التشاور مع موسكو، طلبت منهم تأمين انتقالنا إلى موسكو، حيث أقلعنا باتجاهها على متن طائرة عسكرية روسية، ووصلنا إليها في الليل".

تحديد موقع حافظ في موسكو

ومع انتشار المقطع بدأ بعض المغردين في البحث عن الموقع الذي صور فيه حافظ الفيديو، وتمكنوا من تحديده في شارع بولشايا أوردينكا في قلب العاصمة الروسية موسكو.

وتجدر الإشارة إلى أن صحيفة "ذا تايمز" البريطانية رجحت إقامة عائلة الأسد في منطقة موسكو سيتي، حيث يمتلكون أكثر من 20 شقة سكنية فاخرة في مجمع "سيتي أوف كابيتالز".

وأثار الفيديو الذي نشره حافظ بشار الأسد ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشار البعض إلى أن عائلة الأسد تتابع ما يحدث في سوريا بعد سقوط نظامها، وأنها تشهد اكتشاف المجازر والانتهاكات التي ارتكبتها بحق الشعب السوري.

واعتبر البعض أن رسالة حافظ بشار الأسد غريبة لأنه لم "يكوع" ووصف الثوار الذين أسقطوا نظام عائلته بـ"الإرهابيين".

وأكد آخرون على ضرورة أن تسلم روسيا أفراد عائلة الأسد والأموال التي سرقوها لتثبت حسن نيتها قبل فتح أي ملف تعويضات.

وكالات