رحيل الروائي المصري والكاتب السابق بجريدة "الشعب الموريتانية" محمد جبريل

خميس, 30/01/2025 - 09:55
محمد جبريل (1938 - 2025)

رحل أمس الأربعاء في القاهرة الروائي المصري محمد جبريل (1938 - 2025)، عن تجربة روائية وقصصية تمتدّ لأكثر من خمسين عاماً، استحوذت على عدد منها أجواء مدينة الاسكندرية؛ مسقط رأسه، في تاريخها الحديث، وتفاصيل أحيائها القديمة وشخصياتها المهمّشة.

عمل الراحل محرراً في القسم الثقافي بجريدة "الجمهورية" منذ عام 1960، ثم تنقل بين مواقع مختلفة في عدد من الصحف والمجلات المصرية والعربية مثل "المساء" و"الإصلاح الاجتماعي" المصريتين، و"الوطن" العُمانية و"الشعب" الموريتانية وغيرها.

بدأ جبريل نشر نصوصه القصصية في الستينيات؛ حيث أصدر مجموعة أولى بعنوان "تلك اللحظة" عام 1970، وبعدها بعامين صدرت روايته "الأسوار" التي تتناول حياة مجموعة من السجناء الذين حُكم عليهم لأسباب مختلفة، فتكشف أحداثها شخصياتهم المجرمة أو النبيلة لكنهم سيتفقون على إجراء قرعة يختارون من خلالها واحداً منهم يموت فِداءً لهم.

استعاد منطقة بحري في الإسكندرية التي ولد فيها وعاش بين أهلها الذين سيتحولون إلى شخصيات على الورق

بعد روايته الأُولى، توقّف عن النشر نحو عشر سنوات لتصدر مجموعته القصصية الثانية تحت عنوان "انعكاسات الأيام العصيبة"، وتليها رواية "إمام آخر الزمان" التي تتداخل نصوصها السردية بما تضمّنته من تساؤلات حول ستّة نماذج اقترحها الكاتب لزعماء تبنوا الدين لحكم دولهم.

في أعماله الروائية اللاحقة، استعاد جبريل منطقة بحري في الإسكندرية التي وُلد فيها وعاش بين أهلها الذين سيتحولون إلى شخصيات على الورق تمتهن الصيد وبيع السمك وصنع المراكب والمهن ذات الصلة بالميناء، وبالتأكيد ستكون العوالم الصوفية موازية للأحداث في مكان بالجوامع والزوايا وأضرحة الأولياء ومقاماتهم، والطرق والمشايخ وحلقات الذكر.

تتجلى هذه العوالم في "رباعية بحري" التي أصدر جزءها الأول "أبو العباس" سنة 1997، والثاني "ياقوت العرش" والثالث "البوصيري" (1998)، والرابع "علي تمراز" (1999)، وتستعرض أحداثها الفترة الممتدّة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 وحتى إعلان حركة الضباط الأحرار بيانهم الأول سنة 1952، وفي هذه الفترة تتكشّف أسرار شخصيات متصوفة وتناقضاتها العديدة ضمن سياق مركب من الأحداث والعلاقات الاجتماعية.

كتّب جبريل مجموعات قصصية عدة منها: "حكايات وهوامش من حياة المبتلي" (1996)، و"سوق العيد" (1997)، و"حارة اليهود" (1999)، و"رسالة السهم الذي لا يخطيء" (2000)، و"ما لا نراه" (2006)، والعديد من الروايات مثل "من أوراق أبو الطيب المتنبي" (1998)، و"قلعة الجبل" (1991)، و"اعترافات سيد القرية" (1994)، و"الحياة ثانية" (1999)، و"زمان الوصل" (2002)، و"غواية الإسكندر" (2005)، و"المدينة الحرمة" (2007)، و"ديليت" (2013)، و"النوارس" (2020)، و"مشارف اليقين" (2021).

كما صدرت له مجموعة دراسات منها: "مصر في قصص كتابها المعاصرين" (1973)، و"نجيب محفوظ.. صداقة جيلين" (1995)، و"مصر المكان" (1998)، و"البطل في الوجدان الشعبي" (2000)، و"سقوط دولة الرجل: دراسة في القصة والرواية" (2007).