أصبح الوزير والسياسي البركني محمد ولد اسويدات رقما صعبا في المعادلة السياسية بلبراكنه، التي مثلها في الحكومة لأكثر من مرة، وانتزع بلدية عاصمتها المركزية من بين أضراس الحزب الحاكم، ورغم أنوف ديناصوراته المتوحشة.
السياسي الخمسيني أو الحصان الأدهم كما يحلو لبعضهم تسميته، سوّد نفسه بنفسه، وهو يردد مع النابغة الذبياني:
نَفسُ عِصامٍ سَوَّدَت عِصاما
وَعَلَّمَتهُ الكَرَّ وَالإِقداما
وَصَيَّرَتهُ مَلِكاً هُماما
حَتّى عَلا وَجاوَزَ الأَقواما
راهن سياسيون بركنيون على قصر نفسه، وقلة تجربته، فخسروا الرهان، بعدما أكد لهم في آخر نزال انتخابي أنه ليس "عرش أعلنده" كما وصفوه ذات يوم، وهو النزال الذي خاضه منزوع السلاح السلطوي الذي تأبطه خصومه فخذلهم.
غداة إقالته من حكومة ولد بلال الأخيرة كبّر عليه خصومه أربعا معلنين وفاته السياسية، معتبرين أن النور الذي كان معه قد ذهب، لكن رياح الجماهير جرت بما لا تشتهيه سفن خصومه السياسيين، الذين نزل مرسوم فجر السادس من أغسطس 2024 الذي عين بموجبه وزيرا للوظيفة العمومية و العمل عليهم نزول الصاعقة، ليتأكدوا مجددا أنه سياسي يمتلك سبعة أرواح، وأن أيام أغسطس التي يعرفها سياسيو موريتانيا عامة والبركيون منهم خاصة ما زالت تخبئ له المزيد من المفاجآت السارة.
أمس الاثنين كان يوما من أيام ولد اسويدات التي راهن خصومه على خذلانها له فخيبت آمالهم، حين أثبت أنصار الرجل أنهم متصوفون في مذهبه، فوقفوا "يدا بيد" نصرة له، محتفين معه بضيفه الكبير رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ولسان حالهم يقول "إذا صرصر البازي فلا ديك صارخ".
الفيديو والصور المرفقة تظهر جانبا من احتفاء أنصار ولد اسويدات بغزواني في لبراكنه.