نوافذ(نواكشوط) ــ نظمت نقابة المهندسين الزراعيين الموريتانيين مساء أمس الثلاثاء حلقة نقاش حول مفهوم السيادة الغذائية، التحديات والآفاق في موريتانيا.
الحلقة النقاشية التي تأتي تخليدا ليوم المهندس الزراعي العربي وبحضور نقيب المهندسين العرب منيب أوبيري افتتحت بقراءة الفاتحة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء في فلسطين ولبنان، قبل أن يعلن رئيس المجلس الوطني لنقابة المهندسين الزراعيين الموريتانيين الوزير السابق سيدنا ولد أعلي انطلاق الجلسة مفسحا المجال للأمين العام لنقابة المهندسين الزراعيين الموريتانيين شيخنا ولد البشير لإلقاء كلمة ترحيبية بالحضور، بعد ذلك قدم المهدس الهيبة ولد سيدي الخير عرضا مفصلا عن السيادة الغذائية تناول مفهومها، وواقع الإنتاج الغذائي في القطر الموريتاني، وفرص ومقدرات القطاع الزراعي بموريتانيا، وفرص ومقدرات قطاعي التنمية الحيوانية والصيد البحري، قبل أن يتحدث عن تحديات وآفاق السيادة الغذائية، وملامح وآفاق التكامل العربي في مجال الأمن الغذائي، واختتم عرضه بخلاصات وتوصيات.
رئيس المجلس الوطني لنقابة المهندسين الزراعيين الموريتانيين الوزير السابق سيدنا ولد أحمد أعل كان أول المعلقين على العرض حيث قال إن الهدف من هذا النقاش هو محاولة من المهنيين للتدخل من أجل تقديم مقترحات تفيد في هذا التوجه الوطني الذي هو السيادة الغذائية، فرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في إطار "طموحي للوطن" شخص تشخيصا واضحا معوقات التنمية الزراعية، وفي توجهات الحكومة كان ذلك واضحا وتم تجسيده بإضافة السيادة الغذائية لتضيف بعدا جديدا للقطاع الزراعي.
وأكد ولد أحمد أعل أن السيادة الغذائية يجب أن تكون في شكل نظام زراعي مستدام يوفر الحاجة من المحاصيل الأساسية التي يحتاجها الوطن، بقدرات وطنية صرفة وبدون الاعتماد على الخارج، وقد تحدث المهندس الهيبة عن المعوقات التي أعتقد أنها أربع ــ يقول ولد أحمد أعل ــ أولها : التحديات المناخية المرتبطة بالظروف المناسبة للمحاصيل وتوفر المياه، وتربة صالحة للزراعة، فالتحديات البيئية واقع معاش وتحد صعب يجب التفكير في الطريقة المثلى لتجاوزه.
وأضاف رئيس المجلس الوطني لنقابة المهندسين الزراعيين في موريتانيا أن هنالك صعوبات تتعلق بالحكامة والسياسات من أهمها صعوبة الولوج للأراضي الزراعية، خاصة في الأراضي الخصبة، وهي صعوبة يمكن أن تحل بالقوانين وبطريقة فنية برغماتية، فلدينا أراضي زراعية خصبة على مستوى الضفة غير مستغلة والتشخيص الذي بين رئيس الجمهورية هو أن 50% من الأراضي القابلة للري غير مستغلة، ونحن نرى كفنيين أنه إذا كانت هنالك إشكاليات سياسية ومجتمعية في قضية انتقال الملكية العقارية في بعض المناطق، فهنالك حلول بديلة، متسائلا لما ذا لا نتجاوز شمامة بإنجاز قنوات ري إلى المناطق التي يمكن أن يكون فيها ري انسيابي ك"لكواد في اترارزة" مثلا، فمد قنوات ري إلى المناطق الخارجة عن شمامة التي ليست فيها مشاكل عقارية مهم ويمكن أن يساهم في تذليل هذه الصعوبات.
وأشار ولد أحمد أعلي أن من المعوقات كذلك معوق يتعلق بالخبرة والتكنلوجيا فالزراعة أصبحت زراعية علمية ذكية ولا يمكن تطوير الزراعة دون البحث والتكوين والإرشاد الزراعي والتقنيات الجديدة، والتحديث، ولا بد من اعتماد الخبرات الوطنية والنظر إلى التطور الذي وصله العالم الآخر في هذا المجال مبديا استتشاره بصندوق دعم التكوين الذي تناوله برنامج رئيس الجمهورية.
المعوق الآخر بحسب سيدنا يتعلق بالتمويل تمويل الحملات وتمويل البنية التحتية الزراعية فتوفير وسائل الإنتاج ودعم القطاع الخاص وإنشاء مدونة لتشجيع الاستثمار في المجال الزراعي أمور أساسية إذ أنه لا بد من تحفيزات كبيرة للقطاع الخاص لكي يمول الزراعة كما أننا نحتاج آلية للتموين والتأمين.
وخلص ولد أحمد أعل إلى أن التحديات تتعلق بالتحديات المناخية والولوج إلى الأراضي، والخبرة الفنية والتموين والولوج إلى كافة البنية التحتية الأساسية للزراعة، أما البعد الجديد الذي أعطي للوزارة "السيادة الغذائية" فيحتم مراجعات مقترحا أن تكون فيه خطة خمسية تسير مع مأمورية رئيس الجمهورية وبرنامج عمل يحدد بشكل واضح ما يكن أن نصل له بإمكانياتها، وهذا يتطلب تحديث سياسات القطاع كي تتماشى مع ما نريده فالاستيراتيجيات في مجال العمل بعيدة من الواقع ــ حسب تعبيره ــ
ودعا وزير الزراعة السابق إلى ترتيب الأولويات مؤكدا أن هناك أولويات يجب التركيز عليها، فالحبوب أولوية وقد حققنا نتيجة مهمة في زراعة الأرز حيث وصلنا فيه الاكتفاء الذاتي، لكن ما ذا بعد الاكتفاء الذاتي هل يجب أن نزيد في المساحات الزراعية، وما هي قابلية تنافسيته للتصدير؟ ــ يستاءل الوزير ــ معتبرا أنه يجب لا تزيد المساحات المخصص للأرز ويان التركيز على زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف.
وضمن الخلاصات أكد سيدنا أن القمح منتوج أساسي ويمكن أن نزرعه والتجارب التي قيم بها مؤخرا أثبتت أن هنالك أصنافا منه قابلة للحرارة، مقترحا وضع مفهوم جديد لأقطاب الإنتاج يكون ضمنها موسم شتوي للقمح وموسم صيفي لزراعة الأعلاف يمكن أن نحقق من خلاله الاكتفاء الذاتي في مجال التنمية الحيوانية، ثالثا زراعة الخضروات ولدينا دروس فيها، فمشاكل السيادة الغذائية جاءت قبل كوفيد وأوكرانيا يوم أغلق معبر الكركرات، ومن اللازم أن تكون هنالك خطة واضحة لتنمية زراعة الخضرات، يجب أن تكون هنالك استيراتيجية واضحة المعالم لزراعة الخضروات وهي سهلة جدا، ومن اللازم استجلاب مهنيين ذوو خبرة ونمنحهم التحفيزات لتحقيق قفزة في هذا المجال ونقل خبرتهم لموريتانيين والخضروات لديها ميزة وهي أن فترة إنتاجنا لها يمكن أن نصدرها لأوربا وموادنا المتاحة يجب أن تتم عقلنة استخدامها.
ودعا الوزير إلى زراعة المحاصيل الزيتية التي نستورد منها كمية خيالية، وفي مجال النخيل والتمور رأى أنه يجب أن ننتبه لهذه الزراعة وبرنامج الرئيس لديه طموحات كبيرة وتعهد بإنشاء معهد لزيادة إنتاج التمور وتحصينها، كما أن هنالك محصول مهم ولدينا فيه مقدرات وهو المحاصيل السكرية فمشروع السكر في فم لكليته يجب تسريعه هذه هي الأولويات التي يجب أن يتم البدء بها لنصل لنتيجة سريعة، وهنالك مسألتين مهمتين هما:
إنشاء مجلس أعلى مجلس أعلى للسيادة الغذائية يكون تحت وصاية الرئاسة ويضم كافة القطاعات الإنتاجية والقطاع الخاص يكون إطارا للمشاركة في الخطة الخمسية، كما أننا بحاجة إلى تنظيم معرض سنوي للزراعة والأغذية هذه مقترحات للمساعدة في الاندماج في هذا الإطار .
أما نقيب المهندسين العرب منيب أوبيري فدعا في كلمته خلال الجلسة إلى تبادل الخبرات في المجال الزراعي بين البلدان العربية، معتبرا أن الخبرات متوفرة لكنه من اللازم أن نعرف كيف نسير.
ورأى منيب أن هدف هذا التخليد ليوم المهندس العربي الذي يخلد منذ ستينات القرن الماضي هو التطرق للسيادة الغذائية نقاشا وإثراء والخروج بتوصيات تهم قطاع الزراعة في موريتانيا
معبرا عن فخره وسعادته بالمشاركة في هذا الحدث ومبديا استعداده للعمل جنبا وجنبا من أجل إنجاح قطاع الزراعة في موريتانيا وتبادل الخبرات بين البلدان العربية لتطوير برنامجها
مؤكدا أن موريتانيا محتاجة لتطوير شعب زراعية استراتيجية كالشعب الزيتية والقمح والسكر والأعلاف ومحتاجة إلى تصدير فائضها من المنتجات خاصة في مجال الأرز وهذا يتطلب تعاونا وتنسيقا عربيا لتحقيق السيادة الغذائية، ومن اللازم على العرب أن يتحدوا ويعملوا جهدا إضافيا لتجسيد السيادة الغذائية ببرامج عملية تنجز واقعيا لا افتراضيا فالنخب العربية تستطيع تحقيق الأفضل وصناعة التغيير، وشعار نقابة المهندسين الزراعيين العرب نعمل معا ننجح معا.
وختم نقيب المهندسين الزراعيين العرب بالقول إن موريتانيا تزخر بعديد الثروات وتحتاج لتعاون عربي للنهوض بها لمصلحة الوطن العربي الجامع.