غزواني: شراكة الصين وإفريقيا تتجاوز التبادل إلى الرؤى والمواقف

خميس, 05/09/2024 - 12:47

أكد الرئيس محمد ولد الغزواني الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي أن الشراكة الصينية الإفريقية لا تتأسس فقط على التبادلات التجارية والاقتصادية، بل تنبني كذلك، في الأساس، على اشتراك قوي، في العديد من الرؤى، والمواقف.

وأضاف ولد الغزواني - خلال خطابه اليوم في افتتاح النسخة الرابعة من قمة التعاون الصيني الإفريقي على مستوى الرؤساء - أن هذه الرؤى والمواقف "من قبيل الإيمان بوحدة مصير الإنسانية، وضرورة قيام تنمية مستديمة، شاملة، تستفيد منها كل البلدان والشعوب، وكذلك التمسك بأولوية العمل على تعزيز الأمن، والسلم العالميين، وبضرورة بناء نظام دولي متعدد الأطراف، أكثـــر عـــدلا وتـــوازنا؛ لينعم الجميع بالسلام والازدهار".

وشدد ولد الغزواني على أن القارة الإفريقية اليوم، بحكم ما تُواجه من مشاكل داخلية، ومن قوة الارتدادات السلبية، لما يجتاح العالم من أزمات بيئية واقتصادية وأمنية هدامة، لأحوج ما تكون إلى مساعدة جمهورية الصين الشعبية، في إرساء الأمن والاستقرار ودفع عجلة النمو وفي تعزيز صوتها في المنابر الدولية بالقوة التي تضمن مراعاة خصوصياتها، وأولوياتها، في الأجندات العالمية.

وأردف ولد الغزواني أن هذا الواقع يتطلب ترقية التعاون المتعدد الأطراف، ومراجعة بعض جوانب المنظومة الأممية، وإعادة بناء الحكامة الدولية، السياسية والمالية بنحو يجعلها أكثر عدلا، وإنصافا، وتوازنا لتضمن لكافة البلدان - التي هي على طريق التحديث - المساواة في الحقوق والفرص والمعاملة علي أساس نفس القواعد، كما الحال في التعاون الصيني الإفريقي في إطار مبادرات الحزام والطريق والتنمية العالمية والأمن العالمي والحضارة العالمية.

ورأى ولد الغزواني أن منتدى التعاون الإفريقي الصيني تمكن على مدى ربع قرن، من أن يشكل منصة رفيعة المستوى، وإطارا فعالا في تعزيز وتطوير الشراكة الصينية الإفريقية، التي تعدّ اليوم نموذجا رائدا للتعاون الجنوبي - الجنوبي، بفضل ما أتاحه من بناء مسارات جديدة للتضامن والتعاون، وتسريع التنمية المشتركة للطرفين، مرتكزا في ذلك على أساس متين من الصداقة والاحترام والمنافع المتبادلة.

وأضاف أن غـــاية جمهــــورية الصـــين الشعبية، والدول الإفريقية، هي الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الاستراتيجي والعمل معا، لتعزيز التحديث وبناء مجتمع صيني إفريقي رفيع المستوى بمستقبل مشترك كما هو شعار القمة. 

وأكد الرئيس ولد الغزواني أن الصين وإفريقيا استطاعا معا، خطة بعد خطة، ومبادرة بعد أخرى، من رفع مستوى التبادل التجاري بيننا لمستويات قياسية، إذ بلغ حجم هذا التبادل سنة 2023 ما يربو على 280 مليار دولار. وذلك بفضل الاستثمارات الصينية الكبيرة في إفريقيا، وخاصة، تلك التي تأتي في سياق مبادرة الحزام والطريق لترقية البنى التحتية الداعمة للنمو، المينائية، والطرقية، والطاقوية، والرقمية وغيرها.

ونوّه بحاجة الدول الإفريقية لهذه البنى التحتية الداعمة للنمو الماسة، خاصة في ظل سعيها الحثيث إلى إحراز الاندماج الاقتصادي بترقية منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية وتحقيق أهداف أجندة 2063 عموما.

ورحّب ولد الغزواني، وثمن عاليا الأنشطة العشرة التي أعلن عنها الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه، والتي ستنفّذها الصين وإفريقيا في مجالات عديدة ومتنوعة، مضيفا أنه يقدّر حق التقدير ما أعلن عنه من دعم مالي يسهم في تنويع وتعميق التعاون الإفريقي الصيني.