لايكفي أن تكون متابعًا من طرف مئات الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون قادرا على إيصال أي رسالة تُطلب منك، لجمهورك العريض هذا!
فالجمهور ينظر إلى المؤثر، كعلامة تجارية Brend، وبالتالي لديه صورة عنه، تجعله ينتظر منه أشياء معينة متناسبة مع الصورة الراسخة في مخيلته عنه، وأي مجازفة أخرى يُقدم عليها المؤثر، ستكون نتيجتها عكسية تماما، فبدل أن تصل الرسالة المطلوبة سيتحول الموضوع إلى سخرية مرةٍ كما حدث بخصوص حادثة لقاء الوزير والفاشنيستات!
يعتمد اليوتيوب مثلا، هذه الطريقة : إذا كان محتواك مختصا في الحديث عن جديد الهواتف، فستكون فيديوهاتك هي الأنسب لوضع مقاطع الترويج المتعلقة بالهواتف، وقس على ذلك مختلف المجالات….!
إذا؛ أن تكون معروفا بترويج المطاعم ومستلزمات التجميل وغيرها من شؤون الجيل الجديد من النساء، وتكون متابعا من طرف مئات الآلاف، فهذا يعني أنك حامل شفاف لأي رسالة تطلب منك لجمهورك المهتم بمحتواك، ولكن الخطورة هنا تكمن في تلك الشفافية، فالأفضل دائما أن تكون الرسالة المطلوبة منك متناسبة مع نوعية محتواك واهتمام جمهورك، وإذا كان لابد من الاستفادة من هذه الفئة من المؤثرين وجمهورها العريض في موضوع مختلف عن مواضيعها المعهودة، فإن الأمر يتطلب الكثير من الاحترافية والحذر المبالغ فيه، والأكيد أن الموضوع يجب تناوله بطريقة غير مباشرة.
مثلا :
كان بإمكان وزير تمكين الشباب الاستفادة من الفاشنيستات في إيصال رسالته لقطاع عريض من الشباب - تأخذ الفاشنيستات جزء كبيرا من وقت هؤلاء الشباب يوميا - ولكن دون أن يلتقي بهن، فهن لايطمحن للقاء أي وزير، ولا يتمتعن بالقدرة على التعاطي مع مثل هذه اللقاءات. كان يكفيه تكليف من يفهم في الموضوع، ليختار من بينهن الأفضل لإنجاز المهمة، والإشراف على وضع سيناريو حذر ومقنع ومتناسب معهن حتى تصل الرسالة للجمهور المستهدف بأقل خسائر.
أبو بكر المامي