بسم الله الرحمن الرحيم،*
معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة،
السيد الوالي،
السيد رئيس جهة لبراكنة،
السيد الحاكم،
السيد العمدة،
السيدات والسادة الأطر والشخصيات المرجعية،
الضيوف الكرام
يسرني أن أكون بينكم اليوم في مدينة مقطع لحجار لأرحب معكم جميعًا بمعالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، التي تشرفنا بإطلاق حملة التشجير والبذر المباشر لعام 2024، في إطار النشاطات السنوية للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير.
وتأتي هذه المناسبة لتؤكد أن هذا المشروع الطموح لا يقتصر على إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشمل تحسين الظروف المعيشية لسكان الريف، وتعزيز صمودهم في مواجهة التحديات الناجمة عن التصحر والتغيرات المناخية.
أيها السادة والسيدات
تتدخل الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير على طول شريط يمتد لمسافة 1100 كيلومتر، يمر بست ولايات هي : أترارزة، لبراكنة، تكانت، لعصابة، الحوض الغربي، والحوض الشرقي.
تشمل هذه التدخلات استعادة الأراضي المتدهورة، مكافحة زحف الرمال بالتثبيت الميكانيكي والبيولوجي، وإنشاء محميات طبيعية لاستعادة الغطاء النباتي، كما تُنفذ الوكالة مشاريع مدرة للدخل، كالمزارع النموذجية المندمجة لصالح التعاونيات النسوية وتتكون من مزرعة الخضروات و مشتلة للأشجار المحلية و مدجنة و حانوت جماعي كما تشمل تقديم الدعم بالمدخلات الزراعية وتجهيز الابار بالطاقة المتجددة، فضلاً عن التكوين والإرشاد،
وقد شملت خريطة هذه التدخلات المقاطعات التالية: كرمسين، المذرذرة، اركيز، بوتلميت، الاك، مال، مقطع لحجار، المجرية، كرو، كيفه، بومديد، الطبنطان ، لعيون، كبني ، جكني، تمبدغة والنعمة.
وحين نأخذ مقاطعة مكطع لحجار كنموذج فقد تم تنفيذ مشاريع مهمة بها، شملت تثبيت الرمال علي مساحة 580 هكتار في مناطق الكرامة ،صنكرافة، الملزم، الكرامة، الزمور، علب الخير، ولخريزة،' وجوانابة كما أنشئت محميات طبيعية بمساحة 150 هكتار في كيمي، اكرج ، وامات اسلاين، وقد ساهمت هذه التدخلات في تحسين الغطاء النباتي وخلق فرص عمل للسكان المحليين، بالإضافة إلى تعزيز الأمن الغذائي وزيادة الدخل عبر مشاريع زراعية وأخرى مدرة للدخل مثل المزارع النموذجية والمسامك، مما ساعد سكان هذه الربوع الغالية من الوطن في التكيف مع التغيرات المناخية وحسّن الأوضاع المعيشية لهم.
حضورنا الكريم
حققت الوكالة بشكل عام خلال المأمورية المنصرمة لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، إنجازات كبيرة في إطار برنامج الأولويات الموسع، حيث تمكنا من استعادة أكثر من 16,000 هكتار من الأراضي المتدهورة، وزراعة 1.3 مليون شجرة، إضافة إلى إنشاء 93 مزرعة نموذجية مجتمعية مندمجة، ووفرنا مئات من فرص العمل الخضراء.
كما أطلقت الوكالة "التحالف الوطني للسور الأخضر الكبير" لتنسيق الجهود بين القطاعات الوزارية والشركاء الدوليين، ومنظمات المجتمع المدني، مما عزز التكامل بين مختلف المبادرات البيئية والتنموية، هذا فضلا عن إعداد برنامج تحويلي مبتكر لحشد التمويلات يتضمن محفظة من تسعة مشاريع في مجالات الحكامة الرشيدة واستعادة النظم البيئية والاقتصاد الأخضر.
ويأتي البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية، "طموحي للوطن"، ليشكل نقلة نوعية في تسريع وتيرة الإنجازات بفضل الرؤية المستنيرة لفخامته والمتابعة الحثيثة لحكومة معالي الوزير الأول، السيد المختار ولد اجاي.
وستواصل الوكالة تعزيز جهودها من خلال اتباع نهج الحكامة الرشيدة والشفافية في التسيير، بالإضافة إلى تعبئة الموارد المالية الخارجية، وقد نجحت بفضل الله ومواكبة ودعم السلطات العمومية والمصداقية لدى شركائنا الفنيين والماليين، في تأمين تمويلات بقيمة 40 مليون دولار قابلة للزيادة، ستُخصص لتنفيذ مشاريع تنموية طموحة على طول مسار السور الأخضر الكبير خلال الخمس سنوات القادمة، في إطار برنامج "طموحي للوطن".
السيدات والسادة،
في حملة التشجير والبذر المباشر لهذا العام، سيتم غرس 138,000 شجرة من الأنواع المحلية في مواقع تثبيت الرمال الميكانيكية والمحميات التي أنشأتها الوكالة في مناطق: الصفا، عرفات، أعويفية، أمنيدير، الوحدة، التاكلالت، والجابر في ولاية اترارزة، ومناطق: صد، أزرك عين، بوفل، الكرامة 1، الكرامة 2، التومية، ولكراع في ولاية لبراكنة، بالإضافة إلى كرو وبومديد في ولاية لعصابة، والمجرية في ولاية تكانت.
أما عملية البذر المباشر، فستشمل مناطق: لكراع، الزمور، صنكرافة في ولاية لبراكنة، ومفتاح الخير، الجابر، التاكلالت في ولاية اترارزة، ومناطق بومديد، الزيرة، والفرع في ولاية لعصابة، إضافة إلى مناطق أخرى على طول مسار السور الأخضر الكبير.
وفي نسخة هذا العام، سيتم استخدام أحدث التقنيات، بما في ذلك الطائرات المسيرة وكرات البذور، بهدف زيادة نسبة الإنبات والوصول إلى المناطق الوعرة، مما يضمن تحقيق نتائج ملموسة تُسهم في تحسين البيئة وتوفير فرص اقتصادية جديدة للسكان، مما يعزز التنمية المحلية المستدامة.
عاشت مبادرة السور الأخضر الكبير!
عاشت موريتانيا حرة، آمنة، ومزدهرة!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.