خلدت الكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية CNTM اليوم الأحد فاتح مايو 2016 اليوم الدولي للشغل عبر تنظيم مسيرة حاشدة اختتمت بمهرجان عمالي بدار الشباب القديمة.
وفي خطاب ألقاه في المهرجان العمالي الذي انتهت به المسيرة قال الأمين العام للكونفدرالية الأستاذ محمد أحمد ولد السالك إن تخليد فاتح مايو "ليس ترفا ولا روتينا بل هو إعلان لقوة إرادة العمال، وتشبثهم بقيم الحرية والعدالة،" مشيرا إلى أنه يعد "إصرارا على استكمال المسيرة التاريخية للشغيلة، وفرضا لاستيفاء كل حقوقها، ودفاعا عن مكتسباتها،" وإحساسا ب"آلام مئات الملايين من العمال الذين يتجرعون ظلم الحكومات وأصحاب الأعمال."
وأشار الأمين العام إلى ما يطبع الوضع العالمي من "تفاقم الفقر واتساع الشرخ الاجتماعي،" و"سوء الحكامة العالمية خصوصا في الدول السائرة في طريق النمو،" و"تنامي التوجه الليبرالي،" و"عودة الاستعمار المباشر، وتفاقم الأوضاع في بعض البلدان بفعل الانقلابات والثورات المضادة، وتصاعد قوة الظواهر الإرهابية وشبكات التهريب في المنطقة."
وندد ولد السالك ب"غياب دولة القانون وتجاهل قوانين العمل و الضمان الاجتماعي،" وبغياب التعددية في وسائل الإعلام العمومية وارتهانها للحكومة، مشيرا إلى "تعثر السلطات في إيجاد حلول ملائمة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية،" وسكوتها عن "تجاسر بعض الوزراء والسياسيين على الدستور بالحديث عن تعديل مواد جامدة تتعلق بمأمورية الرئاسة."
ونبه الأمين العام إلى أن اقتصاد البلد أصبح "معتمدا بصورة أساسية على القطاع المعدني نظرا إلي ما تتوفر عليه البلاد من موارد معدنية هائلة،" مشيرا إلى ما تشهده مداخيل هذا القطاع من "تراجع شديد بسبب الانخفاض الحاد في أسعار الحديد،" ومؤكدا على ما تعانيه "مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني من مشاكل جمة."
ووصف ولد السالك الوضع الاجتماعي بالبلد بأنه صعب، حيث يلاحظ "غياب سياسة تشغيل ناجعة والتسريح الجماعي للعمال،" وهو ما أدى إلى "ارتفاع مذهل لمعدل البطالة 31% (هو الأكبر من نوعه في شبه المنطقة)،" رافقه إصرار الحكومة على عدم خفض أسعار المحروقات رغم انهيار أسعار البترول عالميا.
وانتقد الأمين العام "المماطلة في تطبيق نصوص التمثيلية النقابية، وانفراد الحكومة باختيار ممثلي المنظمات النقابية في الهيئات الوطنية والدولية،" وما يصاحب ذلك من "غياب الحوار الاجتماعي الجاد،" مستنكرا تعمد السلطات "تقييد الحريات النقابية وخاصة الحق في الإضراب بسبب شدة الترتيبات القانونية له، إضافة إلي سعيها الدؤوب لتغذية و تكريس التشرذم النقابي."
وطالب ولد السالك "بإشراك المنظمات النقابية في تسيير شؤون البلد،" عبر "ترقية حقيقية للحوار الاجتماعي والتحسين الملموس لظروف الحياة والعمل وإصلاح إدارة ومحاكم الشغل."
وأكد ولد السالك تضامن الكونفدرالية مع كل المطالبين "بعالم أكثر عدالة وإنصافا"، من نقابات وهيئات مجتمع مدني ومجددا وقوف الكونفدرالية "مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد ومع طبقته العاملة خاصة."
وختم الأمين العام خطابه بدعوة "العمال إلى الوقوف صفا واحدا مشكلين سورا منيعا دفاعا عن حقوقهم وحماية لها"، وإلى "تحقيق وحدة جميع المنظمات النقابية المهتمة بمصالح العمال في بلادنا،" وموجها النداء إلى الحكومة وأصحاب العمل بضرورة "السهر على الالتزام بأحكام الاتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية، باعتبار ذلك ضامنا رئيسا للحفاظ على السلم الاجتماعي في البلد وتنميته."
وكانت المسيرة التي نظمتها الكونفدرالية وشارك فيها المئات من عمال وعاملات القطاعين العمومي والخاص والقطاع غير المصنف قد انطلقت من الساحة الواقعة أمام المقر المركزي للبنك الموريتاني للتجارة الدولية BMCI باتجاه ملتقى طرق "موريتانيا ألوان" ثم دار الشباب القديمة حيث انتهت بمهرجان عمالي كبير.