عن مهرجان شباب غزواني
مهرجان شباب حملة غزواني لايوصل ببذخه و أبهته الباهظة رسالة معاناة الشباب الموريتاني، الذي تقضمه أضراس غيلان البطالة و التسكع و الفقر و التسرب المدرسي و الجريمة و الانحراف و تسلق جدار المكسيك..
المهرجان يعكس صورة للشباب من أبناء الذوات و The Golden Boys الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق ذهب، و الذين لم يتساووا أبداً في الفرص و الحظوظ مع غيرهم من أبناء الهامش، المترسبين في قاع المدينة..
الصورة التي قدمها المهرجان تعكس بذخاً و ترفاً لابناء الطبقة البرجوازية من الميسورين و الفاسدين، و لا تسلط الضوء على معاناة الشباب البلوريتاري.. و كأنها تقول: نحن "شباب غزواني المدلل" متورد الخدود، أما أبناء الضواحي و العشوائيات فخارج دائرة الاهتمام"..
كان على حملة شباب غزواني بدل استعراض إمكانياتها المادية، أن ترسل برقيات انتخابية مطمئنة للشباب اليائس: بأن مرشحهم ينزل لساحتهم، ليحس حرمانهم و يعيش إحباطهم، فيفكر لهم في غد ومستقبل وضاء، و ليس أن يذكرهم بما غمطوا من حق و عانوا من حيف، حين يقارنون أنفسهم بأترابهم فوق "المنصة".. و بضدها تتميز الأشياء..
حين يضع الغني خوانه و مائدته التي تهفق بما لذ وطاب أمام الجائع المعتر، دون أن يمد له منها مزعة، و إنما يكتفي بأن يعده بتحسين ظروفه عندما يكل إليه تسيير شؤونه، فسيقول له ما يقوله أخوتنا المصريون "اسمع كلامك أصدقك.. اشوف افعالك استغرب".!
كان ولد عبد العزيز على رعونته وفظاظة طبعه أذكى من "شباب حملة غزواني" حين نظم مهرجانه في "عرفات" و رفع شعار "رئيس الفقراء" ولبس زيهم و تحدث لغتهم و أقنعهم أنه منهم و سيعمل على تغيير واقعهم..
أما مهرجان الطواويس منتفشة الريش هذا فإنما يذكر بأماسي Sun house بلاس فيغاس فتثير في الشباب آلامه أكثر مما تقنعه بتحقيق آماله.
في الحملات الانتخابية تجب دراسة كل خطوة و الإحاطة بجميع نواحيها البدهية و الغائبة قبل الإقدام عليها، فهي عمل محترفين و ليست ممارسة هواة..
و لكن السياسة فن لايتقنه غير أهله، فتعودا أن تعطوا القسيّ بُراتها..
حنفي دهاه