بعد شهر بالتمام،تدخل البلاد حملة انتخابية تمهيدا للرئاسيات،وينبغي إدارة تلك الحملة- في جانبها الإعلامي- بعقلية وأسلوب جديدين، والأخذ في الاعتبار التطور الكبير للإعلام،واستغلال وسائل الدعاية والتأثير بشكل صحيح،وذلك عبر الانطلاق من الملاحظات التالية:
أولا:
التركيز على الإعلام البديل، والنفاذ إلى جمهور مواقع التواصل الاجتماعي،ومخاطبته بلغته، وأسلوبه المناسب، خاصة أن هذا الجمهور معظمه من فئة الشباب، والمتعلمين..
ثانيا: إتقان استخدام الصورة، من حيث موضوعها، وجودتها، فالعصر عصر الصورة، وبالتأكيد صورة واحدة جيدة قد تغني عن ألف كلمة...
ثالثا:
الاستعانة بالمتخصصين في الإعلام والدعاية- وهم موجودون والحمد لله- تحريرا، وتصويرا، ومونتاجا، وإخراجا، وتوزيعا،لإعداد مادة إعلامية-إعلانية متميزة، لتفادي الأخطاء القاتلة، التي تضع المرشح،وحملته في موقف محرج، وتوفر للخصم مادة للتندر والسخرية..
رابعا:
مراجعة إرشيف خمس سنوات من حكم رئيس الجمهورية،لانتقاء صور بعينها، ولقطات محددة، وإنجازات بارزة، لاستغلالها كأيقونات ووصلات دعائية خلال الحملة..
خامسا:
عدم الاقتصار على انواكشوط،وإهمال المدن الداخلية،وهو الخطأ الذي يتم تكراره في الحملات المتعاقبة، فرغم أهمية انواكشوط،وكونها مركز الثقل السياسي، والاقتصادي،والإداري، والديمغرافي ووجود نحو ثلث الناخبين فيها،إلا أن مدن الداخل لم تعد بعيدة عن الوعي، كما لم تعد مضمونة باستقطاب الوجهاء وزعماء القبائل فقط، بل باتت هذه المدن تشهد وجودا متناميا لحركات شبابية، وانتشارا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي،وهو ما يستدعي التركيز عليها تماما كالعاصامة.
سادسا:
حُسن استغلال الموارد المالية للحملة،بإنفاقها على ما يعود بالنفع على المرشح، بعيدا عن الزبونية، وشراء ذمم أشخاص لا تأثير لهم في الوسط الإعلامي، فمال الإعلام ينبغي أن يوجه لخدمة المرشح، مع الإشارة إلى أن المال مهم وضروي، لكنه ليس كل شيء، فلا بد من حضور ثنائية: التمويل الكافي، والخبرة المؤكدة،لحصد النجاح.
سابعا:
مراقبة، ودراسة، وتحليل خطابات المنافسين،لاستغلال هفواتهم، وأخطائهم كسلاح ضدهم، وهي طريقة بالغة التأثير في الدعاية السياسية والإعلامية، لكونها تحظى بمصداقية أكبر لدى المتلقي لصدورها عن المترشح نفسه أو عن حملته، وليست من كلام الخصوم، وكما في الحروب الحقيقية، فإنه في التنافس السياسي تبقى قاعدة "أعرف خصمك جيدا" قاعدة مهمة لكسب المعركة.
كتبه: الأستاذ،والإعلامي الداعم للمرشح محمد ولد الشيخ الغزواني:سعدبوه الشيخ محمد.
ملاحظة:
الصور المرفقة أراها تخدم النص.
الأستاذ والإعلامي سعدبوه الشيخ محمد