أدى معالي وزير الزراعة السيد أمم ولد بيباته، رفقة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة /الفاو/ السيد شو دونيو الذي يزور بلادنا حاليا على رأس وفد رفيع المستوى، اليوم الثلاثاء، المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي.
وخلال الزيارة ألقى معالي وزير الزراعة كلمة رحب في مستهلها بالمدير العام للفاو والوفد المرافق له، مؤكدا أن هذه الزيارة تكتسي أهمية قصوى لما ستفتحه من آفاق واعدة في مجال تطوير التعاون والشراكة بين موريتانيا ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.
وعبر معالي الوزير عن تقديره للجهود التي تبذلها منظمة الفاو في موريتانيا من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والسيادة الغذائية، مؤكدا أن الحكومة؛ بتعليمات سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني؛ تعمل جاهدة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي وخلق فضاء رحب للإنتاج وتحسين الانتاجية لفائدة السكان.
واستعرض معالي الوزير نماذج من الشراكة القائمة بين بلادنا ومنظمة الفاو، خاصة في مجال حماية النباتات ومكافحة الآفات الزراعية كالجراد الصحراوي وحشرات السوسة الحمراء فضلا عن والتكوينات المتخصصة، مبرزا الدور الطلائعي الذي يلعبه المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي في مجال المكافحة والاستكشاف ضد الجراد الصحراوي حيث يعتبر أنموذجا فريدا في المنطقة.
وأبرز معالي الوزير الجهود المبذولة من طرف الحكومة للنهوض بالزراعة المطرية، ذاكرا التحديات التي تواجهها وما يتعين عمله من أجل المساهمة الفاعلة في النهوض بها نحو الأفضل.
وبدوره، نبه المدير العام لمنظمة الفاو إلى أن موريتانيا تتوفر على مقدرات زراعية ورعوية هامة، فيما تواجه عدة تحديات لكن يمكن التغلب عليها من خلال قهر الإنسان الموريتاني للطبيعة والاستفادة من خيرات الأرض وتحويل المناطق الجافة إلى مساحات خضراء تحلو فيها الحياة وتروق، واختيار أصناف من المزروعات متأقلمة مع كل المواسم والفصول.
ودعا إلى الاستفادة من المقدرات المتنوعة في مجال الصيد والتنمية الحيوانية والزراعة والطاقة عبر اتباع طرق وفنيات عصرية تضاعف من الانتاج والانتاجية في الأرياف.
وأكد أن التحديات المطروحة يجب أن تشكل فرصا للتحول نحو الاستغلال الأمثل للمصادر الطبيعية الموريتانية عبر وضع واعتماد أساليب في الإنتاج متكيفة مع الطبيعة المحلية في بلد مترامي الأطراف كموريتانيا.
وتابع معالي وزير الزراعة والمدير العام لمنظمة الفاو عرضا فنيا قدمه المدير العام للمركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي السيد محمد الحسن ولد جعفر تضمن ورقة تعريف للمؤسسة ومراحل تطور عملها في مجال المكافحة والاستكشاف والتنبؤ ضد آفة الجراد الصحراوي في موريتانيا.
وتحدث عن الاجتياحات الكبرى التي عرفتها البلاد خلال سنوات 1987 و1989 و2003 و2005 ومكنت من معالجة 1.255.882 هكتارا.
وقال إن المؤسسة بصدد تطوير نظام للإنذار المبكر مع بعض بلدان المنطقة لمتابعة تطور الآفة، منبها إلى أن عمليات المكافحة المتبعة تتم عن طريق السيارات وباستخدام طائرات مسيرة، بدعم من هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية.
واستعرض أوجه الدعم الذي يتلقاه المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي من الدولة الموريتانية وبعض الشركاء الفنيين والماليين وعلى رأسهم منظمة الفاو وهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية.
وبدوره قدم مدير المختبر الوطني لأمراض النخيل في أطار السيد محمد ولد اكنيته عرضا فنيا حول الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السوسة الحمراء خلال اجتياحها لعدد من واحات النخيل في تجكجة سنة 2013 حيث ألحقت أضرارا على 2,5 مليون نخلة في موريتانيا.
وشرح باسهاب أسباب انتشار الحشرة وتفشيها في بلادنا نتيجة لغياب المراقبة البرية والجوية على أصناف النباتات المستوردة والمنقولة.
وتابع الحضور فيلما وثائقيا حول المقدرات الزراعية في موريتانيا وأهم المحاصيل المزروعة.
وأشفعت الزيارة بتفقد بعض الأجنحة الحيوية للمركز شملت قاعتي المعلومات والمعدات، ونماذج من المعدات المستعملة لراحة فرق الاستكشاف والمكافحة والوقاية من المواد الكيماوية المستخدمة في مكافحة الجراد الصحراوي.
وحضر هذه الزيارة السيد أحمد ولد الحاج مستشار الوزير الأول المكلف بقطاعي الزراعة والتنمية الحيوانية وعدد من كبار المسؤولين بديوان وزير الزراعة والمدير العام للشركة الوطنية للتنمية الريفية “صونادير”.