مصائب قوم عند قوم فوائد
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الحق جل من قائل:
“إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء:58]صدق الله العظيم.
إن واقع المتقاعدين العسكريين يمكن وصفه بأنه مزرٍ، ويعبر عن لامبالاة وإهمال ممنهج من طرف القائمين على الشأن العام على جميع المستويات. فهذه الشريحة التي قدمت الغالي والنفيس من أجل الوطن يُرمى بها في سلة المهملات كأنها نفايات يجب التخلص منها، لتبقى النفايات الصناعية وغيرها شامخة راسخة كالجبال في جميع أنحاء الوطن العزيز .
فلمتقاعد العسكري تمامًا كأخيه في الشغيلة الوطنية يتقاضى راتبًا لا يفر أبسط مقومات الحياة الكريمة مثل نظيريه في باقي بلدان العالم، حتى الفقيرةمنها و المجاورة .
فمخصص المعاش لا يتجاوز علاوة الماء والكهرباء التي كانت تُصرف على العسكري خلال الفترة الأخيرة من حياته المهنية. وهذا الحال كان على الأقل يساوي بين الجميع في المأساة. وجاءت الإجراءات الأخيرة التي تتمثل في صرف مبالغ معتبرة للمتقاعدين هذه السنة لتكريس سياسة الغبن والتفرقة لهذه الشريحة في أيام نحساتٍ، وذلك لحاجة في نفس يعقوب قضاها، ولعل كاف الخال "محمد ول بكر امبارك" خير ما يعبر عن موقفنا من هذه الاختلالات التي أريد لها أن تطبع إدارة الشئن الاجتماعي للجيش الوطني. <<مكسور لنا ذا اللهو الزين@ يغير احن ماغايتنَّ@فِلا عدنا شيبانين أنموت ما فتن متن>>.
ولقد أنشأ مؤخرًا صندوق ضمان اجتماعي في ودادية الجيش الوطني متأخرا عقوداً على القطاعات العسكرية الأخرى لأسباب غير مفهومة، فاستبشر الناس خيرًا. وكان ينبغي له أن يساهم في تحسين ظروف العسكريين الذين ساهموا فيه على الأقل، غير أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، فجاء الإجراء الأخير لإقصاء دفعتين من المساهمين ودفع هذه المبالغ للدفعة الأخيرة.
مجمل القول أن المتقاعدين العسكريين الذين يعتبرون جزءًا لا يتجزأ من الجيش الوطني يعانون الأمرين من التهميش والظلم، وهم مستاءون من السياسات الارتجالية ، ولا يطالبون إلا بالعدل والمساواة للوصول إلى بر الأمان مع أسرهم، ولعل الفنان الكبير المختار ول الميداح لخص هذه الإجراءات الأخيرة في هذا الكاف :
"عندي زر فبوتيك أصديك@وزر لوخر عاطيه أبزر@ياربي يعمل ذا البوتيك،@يربح زرُ وإبرتي زر'."
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العقيد المتقاعد محمد الشيخ اكريف