من مبادئ الشطرنج أن يتم تدريب اللاعب على النقلة الشهيرة "ضربة الراعي" (le coup du berger) التي لا يقع في أحبولتها إلا من لا يزال في مرحلة "التهجي" من علم الشطرنج.. و حين يريد لاعب الشطرنج أن يعبّر عن غباء قِرنه، فإنه يقول إن "ضربة الراعي" لا يزال بإمكانها أن تنهال على أمّ رأسه.
و لعل آل عبد العزيز ولد اعليّ ما زالوا يعتقدون أن الشعب الموريتاني لم يبلغ الحُلَم بعد، فلا يزال بإمكان اللاعبين أن ينهالوا على جمجمته بـ"ضربة راع" غبية.
فأي غبي، أكلت الأرضة مادته الرمادية، و ذرتها هُوج رياح السذاجة رمادا، يمكنه أن يصدق "ضربة راعي الرئيس لرجله بعيار ناري، بعد أن سرق مواشي الرئيس و رواتب رعاته".!
أي راع "بيظاني" غبي، هذا الذي لا يعرف أن "السارق لا يسرق عليه".؟!
و أي رئيس غبي هذا الذي يسرق و أسرته الرطب و اليابس ثم يسجن مواطنا فقيراً مغلوبا على لقمة عيشه، لأنه مد يده لما تساقط من خوانه.؟!
إن افترضنا جدلا، و المحال يفترض، أن راعي الرئيس سرق منها نِقاداً (النَقَد و النقاد: قصار الغنم و تسمي محليا بانجوكايات) فإن ولد عبد العزيز سرق الإبل الهجان، و البقرات السمان، و كرائم الغنم و الضان.. إنه أشبه بلص من بني ضبة يدعى شظاطا، أغار بياتاً على عجوز من بني نمير، فوجد لديها أبلاً، فساقها، غير أن "إنسانيته التي يستحق عليها مأمورية ثالثة" لم تسمح له إلا أن يترك لها مكان الإبل "غنما".. ثم أدبر يسوق أبل العجوز و يرتجز:
رب عجوز من نمير شهبره
علمتها الإنقاض بعد القرقره
و الإنقاض صوت تدعى به الماعز، أما القرقرة فتدعى به الأبل.
و هكذا، و قد علمنا ولد عبد العزيز "الإنقاض" بعد القرقرة.. يسجن الراعي المسكين، الذي اخترقت رجله رصاصة بدر، بدعوى أنه بتر لسان "الرئيس" فلم يعد ينقض أو يقرقر..
من 2005 و الجنرال عزيز يسرق حقوق هذا الراعى و حقوقنا جميعاً.. و لكن حين يمد المسكين يده لسخلة من سخاله (مجرد افتراض..!) يزج به في غيابات سجن دار النعيم.. يشبه الأمر لقطة من الفيلم الكوميدي friday حين يتحدث tommy lister الذي يؤدي دور "الأب" إلى إبنه "ice cube" و هو على فتحة كنيفه يتغوط، فيمسك ابنه بأنفه ثم يشيح بوجهه .. يخاطبه أبوه غاضبا: عشرون عاما و أنا أتحمل رائحة بولك و غائطك، ثم ترفض أن تتحمل رائحة غائطي لدقيقة واحدة..
إحدى عشر عاما و نحن نتحمل سرقتك و نهبك أيها الراعي "المسؤول" عن رعيته، ثم تفقد صبرك حين يسرق راع منها سخلة واحدة.
------
أربع رصاصات.. آخرها رصاصة الراعي:
- رصاصة رجاء
- و رصاصة "الصديقة"
- و رصاصة شاطيء البحر (كنت رفقة صديقي سيدي ولد اليسع في مغامرة ذي يزنية على شاطيء البحر، فكان يرغم سيارته رباعية الدفع على أن تمرغ أنوف تلال الشاطئ الصاغرة، إلى أن اخترق مسمار غليظ إحدى عجلاتها، و لكي نسرع بها للمشيلان، مررنا من داخل رباط البحر، غير أن الحارس منعنا أن نجتازه دون إذن مديره.. استنجدنا بمديره الذي جاء متأخراً، و كان اعتذار الحارس لنا:
- ما عندي اللاهي نواسي.. ليلة ماضية جانَ بدر ولد عبد العزيز مخبوط اعل الكَايمة، وفتحنالو.. و كال لنا عنّ لا تلينا نفتحوا لحدْ ما علّمناه)..
و يأتيك بالأخبار من لم تزودِ..!
- ثم رصاصة الصكوك أطلقها بدر فوق جماعة كانت تعد شايا فوق كثيب أعفر، و تشوي في المَلّة لحما غريضا.. و كان من بينها الصحفي سيدي ولد حامدينو و أصدقاء له، كان أحدهم عريسا في دُخلته.
- خامستها رصاصة الراعي. و كأن الأمر يتعلق بنُذر القديس هرماس الخمسة في كتابه "الراعي" (The Shepherd of Hermas).. لقد كانت أولى النذر عجوزا تمثل الكنيسة، تم تخلت عن شيخوختها و ظهرت أمرأة نَصَفاً قوية، ثم فتاة هيفاء، تميس كخوط البان، لتظهر بعد ذلك في هيئة تنين يقذف الرعب في النفوس الضعيفة..
ثم كان الإنذار الأخير ملاكا في هيئة "الراعي"..
و هكذا أيضا توالت علينا الأيات و النذر، خمس آيات كما كان الحال مع القديس هرماس، تحثنا على أن ننفض عنا أغلال الظلم و الرضوخ، آخرها الراعي المسكين، الذي يقدمه الجنرال الأرعن فداء ابنه الأكثر رعونة.. و كأنه يمتثل بذلك وصاةَ عبد الرزاق عبد الواحد لصدام حسين في حادثة قتل ابنه عدي لأحد حرّاسه:
يا سيدي كل نفس قبلك امتحنت
حتى الأئمة و الأسباط و الرسل
و لم يقل ربُّ إسماعيل خذ دمه
لكن فداه، ألا تفديه يا رجل.؟!
و الفداء هذه المرة لم يكن كبشا، و إنما "راع" قيل إنه سرق كبشا.!