ثم ان عامل موريتانية مجدد الدين محمد ابن عبدالعزيز الشنقيطي بكى حتى ابتلت لحيته وخشينا عليه الاغماء حتى قلنا له اصلح الله الامير ما الذى جرى
لم يكن البكاء ليتركه يجيبنا الابعبارات متهدجة متقطعة
قال كيف يكون هذا حال مسجد نواكشوط الكبير حاضرة ملكنا ومبعث فخرنا
هل يعقل ان تحيط به القاذورات وقصرى نظيف وتحاصره الخبائث ومنزل امامه نظيف ويستخدمه الناس لقضاء حوائجهم وقصر وزيرنا ابن اهل داوود منيف لا والذى سمك السماء بغير عمد لاقومن من فورى هذا ولانظفنه وحدى
ثم نهض والدموع تتخلل اعلى جبته المرقعة
الي بالمكانس والماء فوالله لن يقال انه فى عهدى تقذرت المساجد
وبكى بكاء شديدا وهو يقول ماذااقول غدا اذاسئلت عن حق هذا المسجد علي وعلى اعوانى وخدمى وحشمى
والله لن انام قبل ان يتحول المسجد الجامع السعودي الى مراة تتراقص فيها الوان الاشجار والمزهريات ويحلق فوقها الحمام وتلفها السكينة والسلام
نهض مسرعا فهرولنا خلفه فوقف واستوقفنا قائلا
اليكم عنى فوالله لااريد منكم المساعدة ولن اترك لغيرى شرف خدمة بيت الله بيدي هاتين وامر الحراس بصرفنا جميعا واننا لنسمع بكاءه يعلو نحيبا وهو يدخل باحة المسجد متابطا سطله ومكانسه رافعا جبته المقعرة عن ساقيه الشريفتين مشمرا عن ساعديه لايلوى على شيئ .