تعيش مدينة الاك عاصمة ولاية البراكنة منذ زوال اليوم الخميس على وقع أزمة بين الإدارة المحلية وعدد من رؤساء المراكز الصحية بالولاية ، على خلفية اتهام رؤساء المراكز للإدارة الجهوية للصحة بحرمانهم من حقوقهم التي يكفلها لهم القانون ( التكوين والأجهزة الطبية ...)، فضلا عن تسييرهم بالعرف بدل القانون .
الأزمة بلغت ذرتها زوال اليوم بعدما صادرت الإدارة الجهوية للصحة سيارتي إسعاف من مركزي مال الإداري وتجمع برات دون إذن رؤساء المراكز لاستخدامهما في الحملة التحسيسية للقاح الأطفال ضد الشلل التي تنطلق غدا الجمعة وتدوم أربعة أيام ، مصادرة رأى رؤساء المراكز أنها غير قانونية ، معتبرين أن سيارات الإسعاف يجب أن تترك لمهامها المتمثلة في نقل الحالات الصحية الصعبة وليست للمشاركة في حملات تم توفير كل الموارد اللازمة لانطلاقتها.
سياسة الترغيب والترهيب
رؤساء المراكز الصحية في "مال ، وبورات ، وبوحديدة " أكدوا خلال مقابلة مع "نوافذ " أنهم وصلوا إلى مدينة ألاك لتدارس بعض القضايا العالقة مع الإدارة الجهوية للصحة والتي من بينها توفير أدوات للعمل داخل مراكزهم ، وتهيئة ظروف إقامة مناسبة بها ، ووقف التلاعب في تسيير المصادر البشرية التابعة لهم ، ...غير أن وجودهم بألاك تزامن مع التحضير لانطلاق الحملة التحسيسية للقاح الأطفال ضد الشلل ، ما دفع رئيس المركز الصحي بألاك ــ الذي يتبعون له عرفيا ــ إلى الحديث معهم في طريقة الإشراف على الحملة ، قائلا إن مخصصاتها المالية منها ما يتعلق بالتعويض للأشخاص المحدد سلفا ولا يمكن نقاشه ، ومنها ما وُجّه إلى حاكم مقاطعة ألاك ولا طمع فيه ، ومنها ما يريد منهم التفاهم عليه وهو المتعلق بالتكوين وتأجير السيارات ...عرض رأى فيه الأطباء محاولة لرشوتهم ورفضوه جملة وتفصيلا قائلين إن الموارد المالية للحملة يجب أن تصرف بطريقة قانونية لا "تفاهمية " ــ حسب تعبيرهم ــ .
الحاكم يهدد والوالي غائب !!!
رؤساء المراكز توجهوا إلى حاكم مقاطعة ألاك وشكوا إليهم حالهم ، وبينوا له وضعيتهم ، فهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور قبل أن يطردهم من منزله بعد مكالمة طارئة ، واتهمهم بتعطيل مصالح الدولة من خلال رفضهم مشاركة سيارات الإسعاف التابعة لهم في الحملة ...طرد تقبله الدكاترة على مضض ...واتصلوا بوالي الولاية وشرحوا له الأمر فقال لهم إنه غائب في رحلة إلى نواكشوط وعليهم انتظاره حتى يعود من غيبته ....
بين التهديد والغيبة
ما بين تهديد الحاكم وتعذر والي الولاية بالغيبة لجأ المدير الجهوي للصحة إلى استبعاد رؤساء المراكز المذكورين من الإشراف على طواقم الحملة التلقيحية وأرسل فيها عددا من تلاميذ مدرسة الصحة بكيفة ، كما صادر المدير الجهوي ــ بحسب رؤساء المراكز دائما ــ سيارتي الإسعاف التابعتين لمال وبورات ووبخ رؤساء المراكز أمام طواقم الحملة ،قائلا إنه سيصادر منهم أكثر من سيارات الإسعاف ويوثق لهم ذلك ، في رد على مطالبة الدكاترة له بتقديم وثيقة مكتوبة يؤكد فيها استلام الإدارة لسيارات الإسعاف .
أطباء أم "حجابة "
الدكاترة وخلال حديثهم مع "نوافذ " قالوا إنهم في ظل غياب أدوات الفحص والتشخيص داخل مراكزهم أصبحوا أكثر شبها بالحجابة منهم بالأطباء ، حيث يستعملون الفراسة والرجم بالغيب لتشخيص الأمراض والتعامل معها .
فيما اتهم رئيس مركز بوحديدة الإدارة الجهوية للصحة بمصادرة جهاز لفحص الدم منه ومنحه لمركز بابابي في خطوة اعتبرها غير قانونية .
تهديد بالتصعيد
الأطباء أكدوا في تصريح لــ"نوافذ " أنهم ماضون في المطالبة بحقوقهم ، وأن ثباتهم في مقار عملهم وتأديتهم لواجبهم على أكمل وجه هو مصدر قوتهم ، لكنهم سيدرسون الرد المناسب على كل خطوات السابقة التي وصفوها بالاستفزازية وغير اللائقة ، مؤكدين أن الفصل من الفصل من الوظيفة أهون عليهم من الرضا بما هم فيه من سوء الحال ــ حسب تعبيرهم ــ .
وقد لقي الدكاترة تعاطفا من قبل بعض زملائهم العاملين في مركز الاستطباب بألاك (كما يظهر في الصورة التي التقطتها منهم "نوافذ " مجتمعين ) .
جدير بالذكر أن رؤساء الذين التقتهم "نوافذ " هم على التوالي :
رئيس مركز بورات : د. سيدي محمد ولد الحاج
رئيس مركز مال : د . عبد الله ولد سعيد
ــ رئيس مركز بوحديدة : د. محمد عبد الله ولد أحمد ولد آجي
فيما أكدوا أن أربعة من رؤساء المراكز معهم في نفس الوضعية ويتعلق الأمر برؤساء مراكز : أغشوركيت وبوحديده وصنكرافه وجوانبه .