هذه قصيدة قلتها رثاء للوزير الراحل- رحمه الله تعالى برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته -محمد ولد خونا.. لقد أثارت أحزاني صورة ابنته الصغيرة وهي تقبل يده قائلة بلغة الحال "أبي إلى أين ترحل عنا" فقلت على لسانها:
أأرثي لحالي أم لحال صبية
تودع محبوبا بآخر قبلة؟!
وتذرف دمع العين في إثر راحل
أبي.. ليت دهري يستجيب لعبرتي!
تفارقنا والقلب من لذعاته
تحرق حزنا من عذاب وحرقة!!
أترحل عنا يا ضياء وجودنا
أتتركنا في الدرب من دون وجهة؟!!
بلى يابنتي إن الحياة قصيرة
ولاشيء يبقى غير رب البرية
ترجلت مثل الخالدين إلى العلا
لجنة خلد دائم يا صغيرتي
ترديت ثوب المجد والعز " والتقى
ومعنى الصفا مثل البدور الأهلة
وسرت كآبائي الذين تبوءوا
مقاعد صدق من وفاء وعفة
وعشت عفيفا يشهد الكل أنني
عفيف وقد حصلت كل مزية
سلي يابنتي الجار الذي في جوارنا
سيخبرك جهرا يابنتي عن سريرتي
سلي المسجد الذ في الجوار فإنه
سيشهد لي بعد الغياب حبيبتي
سلي الاصدقا عني سل الرحم الذي
وصلت.. سلي كل الورى ياعزيزتي
سلي الخلق المرضي والجود والوفا
سلي العلم والتحصيل عن عبقرية
ستخبرك الانداء عني فإنني
بها بدر تم قد سما كل طلعة
سيبكي علي الجار والمسجد الذي
تعود أن ألقاه في كل لحظة
ويبكي علي الضيف والعابر الذي
به انقطعت أسبابه دون حيلة
وتبكي هموم الشعب والوطن الذي
بكى أسفا بالدمع في كل بقعة
فيا رحمة الرحمان جودي مودعا
تردى العلا ثوبا بكل صنيعة
ولاتسأمي أن تسقه كل لحظة
شآبيب من مزن النعيم المربة
بجاه شفيع العالمين محمد
وأصحابه أهل الوفا والفضيلة
عليه صلاة الله ماذر شارق
وما لاح برق في السماء الجميلة
الشاعر المختار عبد الله