"لو لم أكن شاعرا لكنت قاطع طريق"
عندما كنت صحفيا، قبل نحو عقد ونصف، قدمت لمقابلة أجريتها مع الشاعر محمد ولد الطالب. وكلما جمعنا أحد تلك القاءات العذبة القليلة يبادرني قائلا: إن هذا العنوان يمثله بصدق، فقد هذب الشعر نزوع نفسه الطامحة.
محمد شاعر لأنه لا يمكن إلا أن يكون شاعرا، وغالبية الشعراء شعراء لأنهم شعراء. ما سوى ذلك تفاصيل، يتفق على بعضها ويختلف على بعض.
تمتزج فيه روح الصعلوك الثائر، بروح الوطني الحالم، بروح الشاعر المتمرد، عندما يتحدث عن الشعر تتغير سحنة صوته وتخاله يروي عن مقدس! يلقي الحديث عنه بإخبات، تمنى أن يكون رياضيا أو موسيقيا أو حتى محترف ألعاب قوى..
لكن القدر اختار أن يسلك طريق الكلمة الراقصة، فقرر الانصياع لاختيار القدر الإلهي راغبا. كتب أولى تمتماته الشعرية بداية عقد الثمانينات، رغم أنه لا يعي بالضبط تاريخ تلبسه بأعراض الشعر.
بزغ اسم أستاذ الأدب المختال في عقده الرابع في الدورة الأولى لبرنامج أمير الشعراء، وأهلته موهبته الفذة وامتلاكه ناصية المقول للمرتبة الثانية بعد أن خطف بريق قصيدته ألباب الجمهور والنقاد.
محمد ولد الطالب وجه لا تفارقه الابتسامة، يضحك من غير سبب أحيانا (كما يقول) من فرط بغض العبوسة.
أن تحصل على موعد مع الشاعر الأمير محمد ولد الطالب لإجراء حوار صحفي أمر سهل، فالرجل يرد على كل المكالمات من دون استثناء، لكن أن تستطيع إجراء هذا الحوار فأمر صعب بسبب الارتباطات المتشعبة "لسارق النار".
محمد عبد الله لحبيب