نوافذ(نواكشوط) ــ توقع الوزير ورئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات السابق محمد فال ولد بلّال هزيمة حلفه في مقطع لحجار في نيابيات المقاطعة خلال اقتراع الثالث عشر مايو الجاري، وذلك قبل ثلاثة أيام من الاقتراع.
وأضاف ولد بلّال في مقابلة أجراها معه موقع "نوافذ" في اليوم قبل الأخير للحملة الانتخابية الماضية إنه يتوقع فوز انتصار حزب الإنصاف في بلديات ونيابيات مقطع لحجار هو الاحتمال القوي لديه، لأن الحزب ما زال أقوى حجة بصفته المهيمن المسيطر، والذي يفعل ما يريد منذ أكثر من عشر سنين، ومنافسوه أشخاص عاديون بسطاء.
وهذا نص المقابلة كاملا:
نوافذ: السيد الرئيس ماهي قراءتكم للخريطة السياسية بمقطع لحجار؟
محمد فال: اسألني أولا لما ذا قررت العودة لممارسة السياسة في مقطع لحجار؟
نوافذ: إذن تفضلوا لتفترضوا أني سألتكم ذاك السؤال...
محمد فال: رغم أني أحد مواليد هذه المقاطعة قررت مغادرتها منذ انتخابات 2013م ولم أزرها إلا لأداء واجب عزاء.
في انتخابات 2013 ترشح أخ لي هنا فجئت لمساعدته وذلك عهدي بالمقاطعة، لم يعد لي فيها هوى، وجاءت طبقة سياسية جديدة، والسياسة لم أعد أشتاق إليها ولا تشتاق إلي، وانتهى العقد، بعد ذلك جاءت اللجنة المستقلة للانتخابات وموانع أخرى، وفي عهد الرئيس محمد ولد العزيز اقتطع هذه القطعة الأرضية ليمارس فيها المختار ولد أجاي صلاحياته الرئاسية، كل صلاحيات رئيس الجمهورية المنتخب ولذلك كان بالإمكان أن يضاف هذا إلى ملفات محاكمة العشرية لأنه ولد عبد العزيز تخلى دستوريا عن جزء من الأرض وصلاحياته كرئيس جمهورية منتخب، تخلى عن صلاحياته في جزء من التراب الوطني، لصالح من لا يمتلك الصفة، يعين من يشاء، يقيل من يشاء، يحفر لمن يشاء ، يحول من يشاء، يرقي من يشاء يحرم من يشاء، هذا يعرفه الشهود، وذاع وشاع في موريتانيا كلها، وكان المختار نفسه يفتخر بأن له رقعة من الأرض يسيرها، ونحن طبعا لا يهمنا ذلك في شيء، فكل ذلك لا يعنينا وسار الحال هكذا .
قبل أشهر اتصل بي سيدي ولد الزين يوم كان مكلفا من قبل حزب الإنصاف بولاية لبراكنه، فقلت له إنني غير منتسب للحزب، ولا لحزب آخر، فقال لي أريد فقط أن أستعين بكم على فهم ما يجري بشأن الترشيحات، فجاءني بالمنزل، وقلت له إن لديهم سبعة مواقع انتخابية بمكطع لحجار( رئيس الجهة، وأربعة عمد، ونائبين)، وهذا يكفي لإرضاء الجميع، قلت له أنصحكم بالانفتاح على السكان، هذا الحلف مسيطر من عهد الرئيس السابق وحتى الحزب السابق وهذا عهد جديد ورئيس جديد، ومن المهم أن تجددوا ما أمكن، لا يمكن تجاوز الوضع بجرة قلم، ولكن يجب أن لا يغيب التجديد، انظروا في ذلك...طال الحديث حتى قال لي ما رأيك، فقلت له إن المعلومات التي لدي أن الاحتقان الحقيقي والتذمر يستهدف أساسا العمد لعدة أسباب، أحدها أن رئيس الجهة ثقله موزع بين خمس مقاطعات ولو مدد له مسألة عادية، النواب موجودون في نواكشوط ولم يبلغني استهدافهم، العمد هم مربط الفرس عند السكان، ويساعدون في ذلك لأن من بينهم من لديه مأموريتان، أو ثلاثة أو أربعة، ومنهم من يدخل مأموريته الخامسة والعهد عهد تداول وتناوب، والإنجاز على الأرض ــ محمود لله ــ، وبالتالي كل شيء يدعو للتجديد فيهم، مثلا جددوا لاثنين واتركوا اثنين...ذهب عني ..ثم اتصل بي بعد ذلك وسألني هل أستطيع تناول الإفطار معه والمختار ولد أجاي، ــ المختار ولد اجاي هذا ما رأيته إلا في التلفزيون أو يوم خروجه من الوزارة زرته لا أعرفه ــ وافقت على الإفطار والتقينا وبحثنا هذا الأمر، أكدت نفس الموقف ورفض المختار الوزير والقائد، فاقترحت عليه تبديل اثنين من العمد يختارهم، تفرقنا على ذلك ...بعدما قال إن من سيرشحه الحزب يقبله وعلى الجميع القبول به، طبعا من سيرشح الحزب هو أدرى به ...المهم تفرقنا، وحين خرجت الترشيحات رأينا أن ستة من المقاعد السبع تم تجديدها، وخرج نائب وحيد، ما اعتبرت هذا تجديدا ولا شيئا يعبر عن أي شيء، تم التخلي عن فرد قد يكون مزعجا، لم أطمئن للأمر، ولو لم أسأل عن رأيي وتم إدخالي في الأمر لكنت خارج الدوامة وظللت كذلك، لكن أن تأتي إلي في بيتي وتأخذ الكثير من وقتي، وتسمع مني ما سمعت، وتناقش وتعيد النقاش، ويذهب هذا وكأني لم أتكلم في الموضوع، وكأن كلامي فارغا أردت فقط أن أعبر عن استيائي من ذلك فجئت إلى مكطع لحجار ، لإرسال رسالة بعضها وطني يتعلق بأهل "الإنصاف" وسمعتم كلامي عن الأغلبية الرئاسية، والثاني لكي يصل إلى كل الفاعلين هنا أن هنالك من ولو كان شيخا بعيد الصلة بالأحداث يحب الاحترام والمعاملة معه بلطف، هذا هو سبب وصولي لمكطع لحجار والعودة لممارسة السياسية فيه، رغم أني سبق أن قلت ذلك الكاف الشهير:
حد أغناه الله أوسّاه@ إكد إريح أمن اتلحليح
ماه طالب تعيين إراه@ الاه طالب ترشيح إريج
البعض يقول عني إني فاعل رئيسي والواقع أن هنالك بعض الأسماء حين يذكر تطلق الألقاب، أما أنا فها أنا نائم والأمور بسيطة عندي.
نوافذ: هل أحسستم بالظلم تجاه سيدي حمود؟
محمد فال: سمعت أنه في البداية حدثت تسريبات أنهم سيرشحون أحدا كان من بين المترشحين، وهو إطار ويمارس العمل السياسي، لكن في النهاية استبدلوه بابنة عمه وأخته، لكن المشكلة ليس كل هذا ، المشكلة عندي أنك إما أن تغير تغييرا معتبرا يحمل معنى التغيير أو التجديد أو تترك الحال على حاله، أنت تأخذ سبعة منتخبين وتسقط منهم واحدا؟؟؟
نوافذ: هل كان هذا الواحد كبش فداء؟
محمد فال :الله أعلم ذلك أدرى به مهندسو هذه العملية، لما ذا هو ؟ يقال إن الخلافات التي كانت في المقاطعة والتيار الذي يسمى الكرامة والتيار المسمى بالمسار اختزل تيار الكرامة في مجموعة واحدة هي "إدكجمله" وأنها طائفتين ولديها عمدة ونائب، فاقترحوا تبديل النائب، وتجديد الثقة في العمدة ...إلخ
نوافذ: لما ذا النائب وليس العمدة؟
محمد فال: الله أعلم أنا وأنت سواء في هذه القضية، من ليس عضوا في المكتب التنفيذي في حزب الإنصاف لا يمكن أن يجيب، نحن نلاحظ أن حلف الكرامة الذي كان موجودا في عدة بلديات، اختزل في مجموعة معينة وبالتالي ينبغي أن تكون أطرافها ممثلة أو طرفاها، قرر على مستوى الحزب أن يبقى العمدة لطائفته، وأن يسأل عن نائب جديد للطائفة الأخرى هذا قرار الحزب، لا أعلم بتشاور حوله، إذن الموضوع هو هذا ، لكن المهم أن الخلاف لم يكن في هذه المجموعة وحدها، الخلاف كبير ومس مجموعات "تاكاط، أولاد نغماش، وادأمور" ...صحيح أن مجموعة "إدكجمله" هي أنشط هذه المجموعات وهي القلب النابض هنا، لكن حتى هي هذه التوازنات يجب أن تسأل عن هذا التجديد هل هو للعمدة أم النائب...وبمن ؟
نوافذ: شعرت أنه تدخل في الشأن الداخلي لهذه المجموعة؟
محمد فال: لم أشعر أنه تدخل شعرت أنه قرار اتخذ من أعلى سلطة في الحزب، ولها درايتها.
نوافذ: اتخذ دون مشورة المجموعة ؟
محمد فال: لا علم لي بتشاور حول هذا الموضوع مع المجموعة .
نوافذ: هل قررت دعم طرف معين في المقاطعة؟
محمدفال: نعم أدعم "التغير البناء" مع النائب يعقوب ولد سيدي يوسف، فما كان ينبغي أن يكون خارج مرشحي الحزب، ولم أكن أعتقد أن تغيير شخص واحد يكفي، ولا أن النواب هم الأولى بالتغيير.
نوافذ: نعود لسؤالنا عن قراءتكم للخريطة السياسية؟
محمد فال : اللوائح اثنتان رئيسية : لائحة الكرامة ولائحة إنصاف، ودائما أقول إن حزب الإنصاف تتهافت الناس على الترشيح منه، خصوصا في الأرياف لأنه يعطي بنيس، فبمجرد ترشيح حزب الإنصاف لك سيكون لديك نسبة عشرة إلى 15% وقد تذهب إلى عشرين، إذن هنا لائحة لديها ذلك الامتياز حاصلة عليه وحاصلة على 15 سنة من ممارسة السلطة هنا، بكل معاني السيادة والرفاهية إلى درجة أنه كان يقال إن مقاطعة مكطع لحجار ملكية فردية لشخصية معينة، وحلفه كان يوصف بالمتمكن المكين المسيطر المهيمن، وقل ما شئت من الصفات، أن يترشح ضده حلف آخر أو لائحة أخرى وتستحق الذكر ويكون لها شأن فذلك في حد ذاته انتصار لجهة معينة، ومنقصة لجهة أخرى، هنا إذا غلبوا غلب الحزب، وإذا هزموا هزموا هم.
نوافذ: ما ذا تتوقعون؟
محمد فال: الاحتمال الأقوى عندي أنهم سينتصرون.
نوافذ: تقولون ذلك رغم أنكم ضدهم تعترفون أنهم سينتصرون؟
محمد فال: أنا بالنسبة لي خضت انتخابات وأعرف أن خسارة الانتخابات والفوز لا يعبران عن شيء، فمن هو ديمقراطي ولديه شخصيته، لا يقتصر على انتخابات وحين يخسرها لم يخسر شيئا، خسرت الانتخابات، فمن خسر هو مكطع لحجار الذي خسر هذه الشخصية أو هذه اللائحة، هذا غير مهم، ليست لدي مؤشر فالعشرية من أحسن ما صنعت أنها حولت مكطع لحجار إلى سوق لبيع الذمم، قيمة الشخص في نوعية السيارة التي يركب، غادرت المقاطعة وفيها سيارة واحدة من نوع "كبينت" لرجل يسمى اداده ولد باجد، واليوم تغيرت تماما أصبحت السيارة التي تركب هي التي تعطيك قيمتك، والوظيفة التي أنت فيها، وتغير هذا وأصبح السوق مفتوحا لبطاقات التعريف، وشراء الأصوات والذمم، لا يتكلم هنا إلا النقود، لا أحدد طرفا لكن الحديث عن نتائج الانتخابات بدقة هي مجهولة النتائج، من قال كما قال الإخوة في حملة الإنصاف في مهرجانهم الأخير "إنه لا يفصلهم عن تنصيب مرشحيهم غير الآجال " فإنه يتكلم كلام الهواة، الواقع أن المقاطعة مجهولة النتائج حتى آخر لحظة، لكن التحليل يقول إن الكفتين ليستا متوازنتين من بداية المعركة فإحداهما تمتلك "أم اركيبية"، كما يقول الأطفال، عندها بونيس في التاريخ وفي المعادلة السياسية الوطنية، التي تجعل حزب الإنصاف يأتيه الوزراء والمدراء، وجميع الناس وتحدث ضجة، والوزير الأول حزب الدولة ويلكم إن لم تصوتوا والترهيب والترغيب، إذن قد يفوز حزب إنصاف دون أن يكون ذلك منقصة لمنافسيه، أو فضلية للأشخاص المترشحين، ولا هزيمة للمنافس، انتصر الحزب والدولة، وهذا هو الاحتمال القوي لدي في البلديات والنيابيات، حزب إنصاف ما زال أقوى حجة بصفته المهيمن المسيطر، والذي يفعل ما يريد منذ أكثر من سنة ومنافسوه أشخاص عاديون بسطاء.
نوافذ: هل تعتبرون كشخصية مرجعية في المقاطعة أن الدولة بمنحها الضوء الأخضر لتتحكم في التقسيمة الانتخابية بالمقاطعة تسير على نفس نهج العشرية الماضية؟
محمد فال: أعتقد أن الرئيس تغير ويحترم الدستور، لكن الحزب ما زال يسير على نفس النهج.
نوافذ: كيف تنظرون إلى تصريحات الوزير الأول وهل أنتم معنيون بتهديده؟
محمد فال : تصريحات الوزير الأول علقت عليها منذ زمن، كما علقت على كلام المختار ولد أجاي يوم فتح الجدل في هذا الموضوع، زيادة على الكاف المشهور:
هذا الواقع حد فحص @ بالمعقول أشاف
يعرف عن الانصاف خص@ ياسر من الانصاف
الوزير الأول قلت إنه لم يفهم فقه المرحلة وخرج عنه، العلاقة بين الحزب الحاكم والسلطة والأحزاب الأخرى مرت بمراحل، ففي مرحلة المختار ولد داداه كان هنالك دستوريا حزب وحيد وأمينه العام المختار ولد داداه، وانتهت تلك المرحلة وكان الموجود من الديمقراطية وحرية التعبير يجري في نطاق الحزب وكان موجود وقد كنت أمينا عاما لوزارته، قبل أن أبلغ خمسا وعشرين سنة، كانت هنالك حرية للرأي، وكان الحزب بوتقة استطاعت أن تستوعب الكادحين والناصريين وتستعين بهم في تأميم ميفرما ومراجعة العلاقات مع فرنسا، وديناميكية كبير في الحزب الواحد الذي يرأسه الرئيس وهو جزء من الإدارة والدولة، حزب الدولة التي كانت لها في ذاك التاريخ معنى قانوني ومعنى معيشي،
بعد ذلك جاء الانقلاب والمرحلة الاستثنائية لم يكن فيها أحزاب ولا شيء، واستمر ذلك حتى جاءت التعددية سنة 1991م في عهد معاوية، الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي كان رئيسه الرئيس معاوية كان يحضر اجتماعات الحزب الجمهوري، ويرأس الهيئات العليا للحزب مباشرة وبالتالي كان منطقيا أن تقول إن هذا قرار الحزب معناه قرار الرئيس لأنه يرأسه ولا مانع لذلك قانونيا، ثم بعد ذلك انتهت الشمولية التي كانت في عهد المختار وبقي الاستبداد الحزبي، التعددية فتحت لكن بقي الاستبداد، وانتهت الشمولية لكن بقي الاستبداد بالرأي بالوجود بالقهر، وكان المشهد السياسي آنذاك لا يعطي من الاختيارات إلا أن تكون مع الرئيس أو مع المعارضة، لحدة الصراع بين الطرفين، أو لقوة المعارضة وطبيعة رفضها لشرعية النظام، ومنطق التخوين فكان إما أن تكون مع هذا أو ذاك وبالتالي كانت قرارات الحزب تكتسي وجوبا أو تسلطا عند الناس، أحزاب الأغلبية الرئاسية كانت موجودة وشاركت في الحكومة (حمدي ولد مكناس..أحمد ولد سيدي بابه...)لكنه وجود نظرا لحدة الصراع بين المعارضة والحزب الجمهورية لم يكن ذا زخم .
بعد الانقلاب على معاوية جاءت مرحلة ثالثة مفادها أن المادة 27 من الدستور تقول إن الرئيس لا يكون سنه أكبر من 75، والثانية أنه لا يزيد على مأموريتين، والثالثة أنه لا يكون عضوا في الهيئات العليا للأحزاب السياسية، عندها بدأت مرحلة جديدة في العلاقة بين الرئيس والحزب والحزب والأحزاب الأخرى، ما وفق الرئيس السابق في تنفيذ هذه المادة ، لأنه عمليا كان يمارس رئاسة الحزب وكان يدعو له، ويعمل على إقصاء المعارضة، مواصلا نفس النهج في إبعاد المعارضة وشيطنتها، ومع ذلك ظلت الأحزاب تخرج من حظيرته أحيانا وتأخذ مسافة من الحزب الحاكم وتترشح ضده، اليوم ومنذ 2019 جاءت مرحلة جديدة، بدا فيها أن الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني يحاول أو يسعى لأن يحترم هذه المادة الدستورية، ويكون خارج الأحزاب، انتهى من شيطنة المعارضة انفتح عليها، طبّع معها العلاقة، وبدأ حزبه يأخذ من أحزاب المعارضة واتسعت دائرة مؤيديه حتى لم يكن بإمكان حزب واحد استيعابهم، بدأت أحزاب الأغلبية الأخرى تأخذ من الحزب الحاكم سياسيا وهذا طبيعي ان تجد منافسة من أحزاب الأغلبية لحزب الإنصاف، لأن أنصار الرئيس أخذوا من المعارضة زخمها وقوتها والحزب الحاكم لا يمكنه تسيير هذا الكم البشري فأخذت منه أحزاب الأغلبية الأخرى، وقلت أنا إن التجربة علمتني أن الحزب الحاكم لا بد له من شيء يمضغه، كان يمضغ المعارضة في الماضي، والآن يريد أن يمضغ أحزاب الأغلبية الأخرى، وبالتالي طرحهم يناقض المرحلة، اليوم من أتى للناس وقال لهم أنتم لستم مع غزواني لأنكم لستم مع الإنصاف قال كذبا، ولا يستند إلى شيء، لأن ولد الغزواني المساحة التي أخذها من الأحزاب وسعت رصيده في الشعب، مهما فعل الحزب الحاكم من حسن الاختيار لن يستوعب شعبا كاملا.
أما تهديد الوزير الأول ووعيده فلا معنى له،"ادور اتشوف ذاك، اندور انكزوكم"، انشروا الدعاية وقوموا بالحملة لخصال مرشحيكم ومحامدهم وعمل الحكومة وإنجازاتها.
خلاصة القول أنا مع الوزير الأول ومع ولد اجاي في أنه من المهم للرئيس أغلبية برلمانية لممارسة السلطة، وقد تكون ضده ويتعايش معها إلى أن يحل البرلمان في ظرف سنة، لنقل إنه يحتاج إلى أغلبية برلمانية يسير بها السلطة، هذه الأغلبية البرلمانية تحتاج إلى حزب معين تدور حوله يكون قلبها النابض ونواتها الصلبة، أيا كان؛ الإنصاف أو غيره، المهم أن يكون مؤيدا للرئيس ويسير على نهجه ، معهم في هذا، لكن ليس هنالك ما ينص على أن هذه الأغلبية يجب أن تكون من ألفها ويائها من حزب واحد، بل يستحيل ذلك بأن يراكم حزب خمس استحقاقات أو عشر وهو يمتلك الأغلبية، كيف ؟ وإذا حدثت مرتين أو ثلاثة كلما تعمقت الديمقراطية وترسخت كلما تنوعت الأغلبية نفسها، وكلما احتاجت إلى تحالفات، وهذا لا بد له من فكرة ومعركة لصناعة سياسة حقيقية.
نوافذ: تهديد الوزير الأول لا ترون أنكم معنيون به كرئيس مجلس إدارة؟
محمدفال: (يضحك)....رئيس مجلس إدارة مسكين...لست معنيا به لأني لست من حزب الإنصاف أيضا، وهم يعنون حزب الإنصاف .
نوافذ: كلمة أخيرة توجهونها لسكان ولاية لبراكنه ومقاطعة مقطع لحجار والوطن بمناسبة هذه الاستحقاقات؟
محمد فال: آن لأهل موريتانيا وأهل لبراكنه وأهل مكطع لحجار أن يحكموا ضمائرهم في الانتخابات، الرئيس يقول لهم ذلك، الدستور يقول ذلك، المصلحة المحلية والوطنية تقول ذلك، حكموا ضمائركم لم يعد هنالك خوف ولا تهديد، وأبشروا أنه ما زال من عبء الماضي قدر ما يضمن للرئيس أغلبية برلمانية، ويضمنها لحزب الإنصاف، فاتركوا المواطنين يصوتون حسب ضمائرهم، ويتحررون فهم تواقون للحرية ، أعطيك مثلا مكطع لحجار ثلاث من بلدياته يترشح فيها مرشحون من "لحراطين"، وحزب الإنصاف لم يرشح منهم أي شخص، واكتفى بخلف لأحد النواب، هذا يعني أن هنالك صحوة اجتماعية ومكطع لحجار دائما سباق لذلك، وتدجينه لا يصح، حين يصح خمس سنوات أو عشر سنوات ينتهي في يوم من الأيام، في هذه القرية بداية الستينات من القرن الماضي تمت جرجرة وزارة الداخلية أمام المحاكم، على خلفية قرار إداري اتخذ دون رضاهم، ورأوا فيه ظلما، وحين ولدت الحركات من كادحين وناصريين وبعثيين قياداتهم معظمها خرج من هذه القرية التي ترى، يمكن أن تحسب منهم ماشئت، فحركة الحر وغيرها انبعث من هنا، في نهاية الستينات، وحين جاء ولد الطايع وجاء فرسان التغيير ثلاثة ضباط من قيادتهم كانوا من مكطع لحجار، و1992م غلبوا الحزب الجمهوري بلائحة مستقلة، و2006 حين أتيتهم أنا لأترشح رأوا في ظلا للنظام السابق هزموني، هنا له خصوصياته قد يخسر معركة، وقد يعثر مرتين أو ثلاثة لكن طبيعته، أنه يحافظ على حماسه وحرارته ورفضه للضيم.
نوافذ: هل هنالك ضوء في نهاية النفق؟
محمد فال: نعم أرى ذلك .
نوافذ: شكرا لكم
أجرى المقابلة عبد المجيد ولد إبراهيم