بي إف سكينر.. عالم النفس الذي عاش حياته داخل صندوق!

اثنين, 01/05/2023 - 15:03

عانت بعض الشخصيات العظيمة من طفولة صعبة، حرفت داخل بعضهم الدوافع التي سيحيا لأجلها بقية حياته، وبي إف سكينر ليس استثناء. ربما لم يعش سكينر، عالِم النفس السلوكي الشهير، طفولة تعيسة بالمعنى المفهوم للكلمة، ولكنها كانت كالسجن بالنسبة له، سجن معنوي وضعه فيه أبواه، ومن ثم وضع هو نفسه فيه بقية حياته. عاش سكينر حياة زاخرة وثرية ومنتجة، ولكن بحسب قوله لم يكن له يد في أيٍّ من اختياراته، وهو ما لا يبدو صحيحا تماما عندما نقرأ سيرته الزاخرة.

كانت جدة سكينر لأمه هي متنفسه الوحيد من سجن أبويه، فهي التي شجعته على إرواء فضوله، ومنحته جزءا من عليّة منزلها لإجراء تجاربه على الحيوانات فيها. (غيتي)

في بلدة صغيرة في أقصى شمال ولاية بنسلفانيا الأميركية، حيث المروج الخضراء المطلة على نهر سسكويهانا، والحياة البرية الغنية، ترعرع الصغير بورهوس فريدريك سكينر، المولود في 20 مارس/آذار 1904، برفقة والديه ويليام وجريس وأخيه الأصغر إدوارد. عاش الولدان طفولة فوضوية في بلدة عشوائية لا يحكمها نظام، وأتاح لهما هذا فرصة رائعة لاكتشاف الحياة البرية، فكانا يجمعان التوت والتفاح، ويصطادان الفئران والسناجب، وكان فرِيد الصغير مولعا بإجراء التجارب على هذه الحيوانات.

ألهمته البيئة العشوائية من حوله حس الابتكار، فأعاد توظيف كل ما تقع عليه يداه من مواد، يصنع منها صناديق لحبس الحيوانات التي يصطادها، ويراقبها وهي تحاول الهروب. ما قد بدا حينها لعب أطفال لا أكثر كان البذرة التي نمت من خلالها ابتكارات سكينر فيما بعد. لم يظن سكينر قط رغم هذا أنه إنسان فضولي بطبيعته، وإنما تولّد فضوله بإيعاز من العالم حوله، والبيئة التي وجد نفسه ينشأ فيها تدفعه دفعا نحو البحث والاستكشاف.

رغم الحرية الظاهرية التي تمتع بها سكينر في طفولته، فإنه كان يعاني من صرامة أبويه في ظل بيئة منزلية ذات نهج محافظ، وسخرية أبيه الدائمة منه لأنه كان يحني ظهره كثيرا. أشعره هذا أنه حبيس ويبحث عن مهرب، لذا كان اصطياد الحيوانات وحبسها انعكاسا لحبس أبويه له بشكل ما وتحكمهما في حياته، وهو ما أراد استخدامه في تجاربه فيما بعد، بمحاولاته التحكم المطلق في سلوك الحيوانات التي كان يدرسها.

كانت جدته لأمه هي متنفسه من هذا السجن، فهي التي شجعته على إرواء فضوله، ومنحته جزءا من عليّة منزلها لإجراء تجاربه على الحيوانات فيها، حتى إنها قدمت له كتبا عن داروين وديوي، ما كان له تأثير كبير على عمله في علم النفس فيما بعد. يبدو أن سكينر سيكتسب عشقا للصناديق سيرافقه بقية حياته، بداية من صندوقه الخشبي ذي الأرفف الصغيرة التي تحمل محبرته وأوراقه، الذي بناه في طفولته، وكان يزحف بداخله ليكتب. كان عالمه الخاص بعيدا عن ملكية عائلة سكينر، كان بيتا صغيرا يخص فرِيد وحده

ككثير من معاصريه من علماء النفس، لم يبدأ سكينر حياته عالِما، بل بدأها أديبا وشاعرا غزير الإنتاج في سنوات دراسته للأدب في جامعة هاملتون بنيويورك، حتى إن صيته ذاع بين أقرانه ونال شهرة من خلال النشر في مجلة الجامعة. في رسالته لفريد، كتب الشاعر الأميركي الحائز على جائزة البوليتزر روبرت فروست: "في النثر، أنت أفضل بمرتين من أي أحد آخر رأيته هذا العام"، مشجعا إياه على الاستمرار في الكتابة، ولذا قرر سكينر أن يتخصص في الأدب الإنجليزي بعد تخرجه.وإمعانا في تنفيذ قراره، اعتَزَل لمدة عام في منزل أبويه ليكتب روايته الأولى، ذلك المنزل الذي رغب بشدة في الهرب منه حتى منحته الجامعة هذه الفرصة. لم تكن عودته بإرادته لسجن أبويه مصدر سعادة لفريد، لكنه شعر أنه مدفوع لذلك بعد وفاة أخيه الأصغر، وتحوُّله إلى ابن وحيد لأبويه. في علية منزلهما، قضى سكينر ما سمّاه لاحقا "العام الأسود"، إذ خلت رأسه فجأة من الأفكار ولم يجد كلمة واحدة ليبدأ بها روايته المنتظرة رغم عزمه الشديد على الكتابة. كانت الكتابة بمنزلة "فعل لا شيء" بالنسبة لوالده، وهو ما تأكد لديه عندما فشل فرِيد في سطر حرف واحد في روايته.لام سكينر الأدب ذاته على فشله في الكتابة، وأعفى نفسه تماما من المسؤولية، وهو ما سنرى صداه في تجاربه ونظرياته فيما بعد. وبنهاية العام الأسود، كان سكينر قد توصل إلى قرار مصيري جديد، سوف يهجر الأدب ويتجه إلى العلم. اختار حينها العلم الذي سيُمكِّنه من فرض سيطرته على كائن آخر، مثلما تحكَّم والداه في حياته، العلم الذي سيبرر من خلاله فشله بوصفه أديبا، وسيجلب له الكثير من الثناء والنقد. وهكذا انضم سكينر إلى جامعة هارفارد عام 1927 لدراسة علم النفس، والبدء في إجراء تجاربه الثورية التي تركت تأثيرا لا يُمحى حتى يومنا هذا.قبل انضمامه إلى هارفارد، لم يكن سكينر يعرف شيئا عن علم النفس، ولكنه كان بطبيعته محبا لمراقبة سلوك الحيوانات والبشر، أضف إلى ذلك تجاربه التي أجراها في طفولته، ولعه بالتحكم والصناديق، وقدرته على تطويع كل ما يجده في بيئته، والنتيجة هي سلسلة من التجارب السلوكية التي استنبط منها أخيرا نظرية "تعلّم السلوك" (Operant Conditioning). وجد سكينر في نظريته شماعة يُلقي عليها فشله في الأدب، إذ يرى أن سلوك المرء نابع بالكامل من البيئة المحيطة به، لذا يمكنه لوم أبويه أو الأدب حتى لا يواجه نفسه بالفشل. تبنى سكينر المدرسة السلوكية منذ البداية، ونبذ المدارس التي تسبر أغوار العقل.

صندوق، ورافعة، وحبيبات طعام، وفأر، بهذه المكونات البسيطة توصل سكينر إلى نظريته الثورية عن "التعزيز الإيجابي" (Positive reinforcement)، دعنا نراقب سلوك الفأر لفهم الأمر. يبدأ الفأر في استكشاف دواخل الصندوق، بالمصادفة يضغط على الرافعة، والنتيجة هي ظهور حبيبة طعام، يكرر الفأر "السلوك" وهو الضغط على الرافعة، ليحصل على حبيبة جديدة، وفي كل مرة يكرر سلوكه يحصل على "مكافأة" وهي الطعام، مما يشجعه على تكرار سلوكه مرة أخرى.

نبع مبدأ تعزيز السلوك في الأصل من نظرية "قانون التأثير" (Law of effect) لعالم النفس الأميركي إدوارد ثورندايك التي تفيد بأن السلوك الذي يُنتج تأثيرا محببا في موقف معين يميل إلى الحدوث مرة أخرى (2). ولكن سكينر أخذ النظرية إلى بُعد أكثر تفصيلا، من خلال التلاعب في معدل تقديم الطعام استجابة لضغط الفأر للرافعة.

في البداية كانت كل ضغطة على الرافعة تقدم للفأر حبة طعام، فماذا يحدث لو أوقفنا تدفق الطعام نهائيا مهما ضغط الفأر على الرافعة؟ بتكرار "السلوك" دون الحصول على "المكافأة"، يقل السلوك حتى يتوقف نهائيا في ظاهرة تعرف "بالتلاشي" (Extinction). المفارقة هنا أن التعزيز المستمر للسلوك يُنتج التأثير ذاته رغم حصول الفأر على مكافأته. تخيل أن تذهب للعمل كل يوم، ولا تحصل على راتب آخر الشهر، أو العكس، أن تذهب للعمل كل يوم وتحصل على المال يوميا أيضا. يمكن للموقفَين أن يثبّطاك عن الاستمرار في الذهاب للعمل، فلا شيء جديد تسعى من أجله.

حسنا، ماذا لو ضبطنا الرافعة لتقدم حبة طعام على فترات منتظمة، وليكن كل دقيقة، لذا مهما ضغط الفأر على الرافعة، فلن يحصل على الطعام إلا بعد مرور الدقيقة. يمكننا أيضا التلاعب قليلا بالصندوق، لتقدم الرافعة الطعام بعد 5 ضغطات وليس بعد كل ضغطة، ويسمى هذا "بالتعزيز الثابت" (Fixed reinforcement)، وهنا يُمكن توقُّع موعد الحصول على المكافأة، ومعرفة المجهود اللازم بذله أو الوقت اللازم انتظاره للحصول عليها، وأبسط مثال حياتي على ذلك هو الحصول على الراتب الثابت بنهاية كل شهر.

أما لو جعلنا الحصول على الطعام يسير على نهج غير متوقع، فلا هو مرتبط بمدة زمنية ولا بعدد مرات لضغط الرافعة، فسنحصل بذلك على أقوى أنواع تعزيز السلوك وهو "التعزيز المتغير" (Variable reinforcement). يمكن أن نرى النوع الأخير بوضوح في حالات إدمان القمار مثلا، إذ لا يمكن للمقامر توقع حصوله على الجائزة، فيستمر في اللعب والخسارة حتى ينجح في إحدى المرات، يدفعه هذا إلى التجربة مرة أخرى أملا في فوز جديد، ويستمر في خسارة أمواله حتى يحصل على هذا الفوز أو يفلس.

الآن دعنا نغير من الصندوق قليلا، فلندخل تيارا كهربائيا مزعجا للفأر، ونجعل الرافعة مسؤولة عن توقف هذا التيار. عندما يضغط الفأر على الرافعة، يتوقف التيار، هنا لم يحصل الفأر على مكافأة تجعله يستمر في سلوك "ضغط الرافعة"، وإنما حصل على "إزالة الألم" نتيجة ضغط الرافعة. هذا يسمى بالتعزيز السلبي (Negative reinforcement)، ويعني تشجيع تكرار السلوك بإزالة المثير المزعج، أو حتى تجنب هذا المثير تماما.

لتوضيح الأمر، تزوّد بعض الطرق بخطوط بيضاء ذات تعاريج بوصفها فواصل بين الحارات، إذا ما انحرفت سيارتك خارج الحارة فإن التعاريج تصدر صوتا مزعجا، للتخلص من هذا الإزعاج، ستعود إلى حارتك، هنا أنت "هربت من المثير المزعج"، في المرة التالية التي تسلك فيها الطريق ذاته، سوف تتجنب الانحراف عن حارتك حتى لا تتعرض للصوت المزعج، هنا أنت "تجنبت" المثير من البداية.

"الشخص المُعاقَب لا يتوقف عن التصرف بطريقة معينة، وإنما في أحسن الأحوال يتعلم كيف يتجنب العقوبة".

دعنا لا نخلط هنا بين التعزيز السلبي وبين العقاب (Punishment)، فالتعزيز بنوعيه الإيجابي والسلبي يهدف إلى تشجيع استمرار السلوك إما بإعطاء مكافأة وإما بإزالة شيء مزعج، بينما العقاب يهدف إلى تقليل السلوك غير المرغوب فيه عادة إما بسحب المكافأة وإما بتقديم شيء مزعج، وهو الأمر الذي لم يَرُق لسكينر بوصفه وسيلة تعليمية، فما أسهل أن يتجنب المرء العقاب المؤلم من خلال الكذب والمداراة.

فيما بعد، سينشر سكينر كتابه "تكنولوجيا التدريس" (The Technology of teaching)، ويشرح من خلاله كيف يمكن استخدام نظرياته السلوكية في تحقيق تعليم أفضل وأكثر استمرارية، بدلا من طريقة التلقي والحفظ التقليدية التي لا تقود إلى شيء. يرى سكينر أن خلق بيئة تعليمية إيجابية مع استخدام التعزيز الإيجابي هو نموذج أكثر فاعلية في تحقيق حالة تعلم دائمة، وتغيير جذري في سلوك البشر، وعلى العكس يرى أن استخدام العقاب لن يوصل إلى شيء.

"التصرف بما هو متاح، لطالما كان هذا المنظور المفضل بالنسبة لي، أن تحقق أقصى استفادة مما بين يديك".

تزوج سكينر من "إيفون بلو" (Yvonne Blue)، فتاة أميركية عاشقة للأدب والحرية، عام 1937 بعد قصة حب عاصفة، وانتقلا معا إلى مينيسوتا حيث قَبِل أول وظيفة تدريس في جامعتها، وأنجبا ابنتين جولي وديبورا. لم تنتهِ هواية فرِيد في صناعة الصناديق بعد، فبعد ولادة ابنتهما الأولى، رأى كم كانت زوجته تعاني في الاهتمام بالرضيعة وأشفق عليها من هذا الحِمل، لذا عندما أنجبت طفلتهما الثانية ابتكر صندوق رعاية الطفل (Baby Tender)، ليجعل حياة الأم أسهل ونمو الطفلة أفضل دون قيود.

يوضع الطفل داخل الصندوق المكوَّن من واجهة زجاجية يمكن فتحها وثلاثة جدران عازلة، وتضبط درجة الحرارة بحيث لا يحتاج إلى ارتداء الملابس على الإطلاق، وبهذا تخلص من مشكلة غسيل الملابس، ثم زود الأرضية بملاءة يمكن سحبها من خلال بكرة واستبدالها بأخرى في الوقت نفسه. جعل ارتفاع السرير عاليا حتى لا تضطر الأم للانحناء لالتقاط الرضيع، وزوَّده بمرشح لتنقية الهواء لحماية الرضيع من الجراثيم، وأمضت ابنته الصغرى العامين الأولين من حياتها فيه، ويبدو أنها كانت سعيدة بذلك .

في الفترة ذاتها، تحديدا عام 1938، صدر لسكينر أول كتاب مهم له "سلوك الكائنات" (The behavior of organisms)، وهو الكتاب الذي ن شرمن خلاله نتائج تجاربه على الفئران في صندوق سكينر، ووضع مبادئ "تعلم السلوك" وعلم النفس السلوكي في العموم. وبحلول الحرب العالمية الثانية، اكتسبت تجارب سكينر في تطويع سلوك الحيوانات أهمية من خلال تجاربه على الحمام، إذ مُنح التسهيلات اللازمة لتدريب الحمام على إرشاد المقذوفات نحو أهدافها الصحيحة، لكن المشروع لم يكتمل في نهاية الأمر.

في عام 1948، عاد سكينر إلى هارفارد مرة أخرى، ولكنه عاد أستاذا وليس طالبا، وفي العام نفسه نشر روايته "والدن تو" (Walden Two) اليوتيوبية، التي استقت منها كثير من أفلام الخيال العلمي فكرتها. يزور بوريس صديقه القديم فريزر، في مدينته الفاضلة التي أنشأها ووضع لها قوانين صارمة مستوحاة من نظرية التعزيز، بهدف رسم خطوط واضحة لحياة الناس ليعيشوا حياة رغدة ومنتجة، وإزالة أي أسباب للنزاعات والشرور. بالطبع قوبلت الرواية بالكثير من الهجوم، خاصة من المدرسة الإنسانية لعلم النفس، إذ رأت في العيش في تلك المدينة الفاضلة سلبا لإرادة الإنسان الحرة، وإجبارا له على العيش بطريقة معينة ليست من اختياره.

رغم هذا، استمر سكينر في تصديق أن هذه المدينة الفاضلة ممكنة حقا، بل وهي النموذج الأحق بالتعميم والاستمرار. إن "والدن تو" انعكاس صريح لحياة سكينر التي تحكَّم فيها أبواه، مع رغبة دفينة في التحرر من هذه القيود. جلب سكينر على نفسه هجوما عنيفا مجددا بنشره لكتاب "ما بعد الحرية والكرامة" (Beyond Freedom and dignity) عام 1971، رغم أنه اعتبره أهم أعمال حياته، وخلاصة ما يريد قوله. ويحاجج سكينر في الكتاب بأن الإنسان كائن مسلوب الإرادة، ولا يملك مصيره، وإنما تتولى البيئة من حوله اتخاذ القرارات من أجله، وتحديد مسارات حياته، مستمدا قناعاته تلك من خبرته الطويلة في علم النفس السلوكي.

شغل سكينر عدة مناصب خلال حياته، ومنحته الجمعية الأميركية للطب النفسي جائزة العالِم المتميز عام 1958، وأصدر عدة كتب أخرى، منها سيرته الذاتية في ثلاثة أجزاء دسمة ومليئة بالتفاصيل والمشاعر والأحداث والأفكار. ما زالت تطبيقات نظرية سكينر لتعلم السلوك تطبق اليوم في العديد من المؤسسات، في التعليم وفي العمل، لتحفيز الطلبة على التعلم، والموظفين على الالتزام والإبداع في العمل، وتُستخدم أيضا في بعض أنواع العلاج النفسي لعلاج الإدمان، أو اضطرابات السلوك في الأطفال.

"الفشل ليس خطأ دائما، فقد يكون ببساطة أفضل ما يمكن أن يفعله المرء في ظل هذه الظروف. الخطأ الحقيقي هو التوقف عن المحاولة".

من صندوق خشبي في علية منزل جدته، إلى صندوق للفئران، وصندوق للأطفال، وأخيرا الصندوق المجازي المتمثل في مدينته الفاضلة، سعى سكينر طيلة حياته نحو السيطرة، التحكم التام في العوامل الخارجية التي تؤثر بدورها على سلوك الإنسان، وتجنب البحث الداخلي عن دوافعه. استمر في الهروب من مواجهة نفسه بإلقاء اللوم على البيئة من حوله، وقضى عمره يصوغ النظريات التي تدعم هذا المنظور حتى وافته المنية عام 1990. وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع توجهه الفكري، فلا شك أن روحه الإبداعية غيَّرت العالم بشكل غير مسبوق، وتغلغلت أفكاره في كل مناحي الحياة.

وكالات