نوافذ(المدينة المنورة) ــ أودع عشرة مترشحين لتمثيل دائرة آسيا في البرلمان الموريتاني لوائحهم لدى اللجنة المستقلة للانتخابات، وتوزعت الانتماءات السياسية لهؤلاء المرشحين بين أحزاب الموالاة والمعارضة، وإن بنسب متفاوتة، فيما كان نحو ثلثهم من مكون اجتماعي واحد.
يتوزع المسجلون في دائرة آسيا على ثلاث دول هي الامارات التي سجل فيها حدود الألف، وقطر التي سجل فيها ما يزيد على ثمان مائة وسبعين ناخبا، والسعودية التي تعتبر الخزان الانتخابي الأكبر في آسيا، حيث يتوزع المسجلون فيها على ثلاث مدن هي مكة وجدة اللتين سجل فيها ما يزيد على ألف ناخب ، والمدينة التي سجل فيها 3500.
صراع الولاء السياسي والاجتماعي
في دائرة آسيا يحتدم الصراع بين الانتماء السياسي والاجتماعي، حيث ينتمي ثلاثة من المترشحين للمنصب النيابي لمكون اجتماعي واحد، يقول المنتمون إليه إنه يمتلك الأغلبية في الدائرة خاصة في السعودية، ويهدد أنصار هذا المكون بتكوين تحالف اجتماعي ضد مرشح السلطة، مؤكدين أن ولاءهم للرئيس يمليه الانتماء الاجتماعي.
المكون الاجتماعي الثاني في آسيا ينتمي إليه أحد المرشحين هو مرشح حزب الكرامة علي ولد بودادية غير أنه يواجه معارضة شرسة من محيطه الذي يبدو أنه لا يقف وراءه، ويتشبث بمرشح الحزب الحاكم، باعتباره مرشح النظام والمرشح الأكثر إقناعا ــ على حد تعبير أحدهم ــ
مرشح الحزب الحاكم ودلائل الحسم
إذا ما استثنينا مرشح حزب تواصل عبد الله ولد بوكه، ومرشح حزب الإصلاح مصطفى ولد حافظ، فإن بقية المرشحين لا يبدو ترشحهم جدي، فيما تشير المعطيات إلى أن مرشح تواصل عبد الله ولد بوكه يواجه عقبة الأيديولوجيا غير المحببة في المنطقة، والتي ستجعله لن يحقق أكثر من 15 في المائة على أحسن تقدير، فيما تشير المعطيات المتوفرة أن مرشح حزب الإصلاح مصطفى ولد حافظ لن يحصد أكثر من عشر في المائة من أصوات الناخبين في الدائرة، خاصة أنه يصنف ذراعا غير معلن للإخوان؛ كما يحظى بدعم أبرز عناوينهم في السعودية، بينما تؤكد المعطيات أن مرشح حزب الإنصاف النائب أبو عبد الرحمن سيحسم الدائرة وبفارق مريح في الشوط الأول من الانتخابات، قاتلا بذلك أمل خصومه بجره لشوط ثان.
يتوكأ أبو عبد الرحمن على جملة من وسائل الحسم تجعل منافسيه يسبحون عكس التيار، فهو يحظى برضى نسبة كبيرة من ناخبي دائرته عن أدائه خلال مأموريته المنصرمة، كما أن حرص مجموعات فاعلة من المحيط الاجتماعي لمنافسيه على إنجاحه باعتبار تعثره يعتبر تعثرا للنظام أكثر من أي شيء آخر، يشكل عاملا أساسيا من عوامل قوته، فيما لا يخفي مكتب الجالية ممثلا في رئيسه عبد الله ولد أشفاق ونوابه دعمهم للرجل، وهو الدعم الذي يتقاسمونه مع مجموعة أهل آده كنموذج من دعم العائلات النافذة بالدائرة، ومكتب الجاليات بمكة، وشباب ونساء مكة المتحمس في دعمه، فضلا عن أبرز الأطر والكفاءات في آسيا، والمجموعات الصغرى في المدينة ومكة.
عامل آخر يصب في مصلحة أبو عبد الرحمن وهو القناعة الراسخة لدى كثير من ناخبي دائرته أن الدولة وحدها هي التي يمكن أن تحقق لهم طموحاتهم في المهجر، وأن تصويتهم ضدها سيجعل مستقبلهم في ظلام ــ يقول أبو أحمد ــ .
كل تلك المعطيات حين يتم تعزيزها بجهد حزبي داعم للرجل، وواع بخطورة الدعايات الاجتماعية ضده، سيجعله يحسم معركة مقعد آسيا في الشوط الأول وبنسب مريحة، بل يذهب بعض أنصار مرشح الحزب الحاكم إلى تقدير النسب التي سيحصدها من المسجلين في دائرته، حيث يقولون إنه سيحسم الإمارات بنسة 90%، وقطر بنسة سبعين في المائة، ومكة وجدة بنسبة ثمانين في المائة، والمدينة بنسبة 70%.
وفي انتظار أن تقول صناديق الاقتراع كلمتها، يمكننا أن نقول إن اقتراع مايو المقبل سيكون عنوانا للصراع بين الانتماء الاجتماعي والسياسي في آسيا، ومقياسا لدرجة وعي ناخبي الدائرة بمفهوم الدولة.