بسم الله الرحمن الرحيم صلى وسلم على محمد وآله وصحبه
سلام استهلال لا توديع، واستئناف لا توقف قبله ولا انقطاع بعده بإذن الله.. تحية أصلها ثابت، وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،،،
فإن هوية الحسن ولد محمد ولد إيله ترسخت بعرفات وفي عرفات، فلا يعرف هذا الإسم إلا مرتبطا بهذه البلدية، فقامت بذلك الصفة مقام الموصوف، فمن هنا كان المنطلق، وبهذه البلدية كان اشتداد عود الخبرة، وإليها تعود ثمار التجربة يانعة طيبة بإذن الله.
كنت أيام ترشحي الأولى نهاية العام 2006أقدم رجلا وأؤخر أخرى؛ على مدرج العمل الانتخابي البلدي، لم أكن غرّا من حيث المتطلبات، ولم تكونوا سذّجًا من حيث التماس من تأنسون فيه تحمل مسؤوليتكم؛ في خضم بحر متلاطم من المترشحين أصحاب الدعاوى، ورجال المناسبات الانتخابية، لكنكم التمستم في ذلك الشاب حُسنَ السيرة وطيبَ السريرة، فحاول جاهدا أن يترجم ذلك صدقاً في التعاطي والتصرف والممارسة، وقد يخطئ مرات وقد يصيب، لكنه تحرى مصلحتكم وآثر اللطف والرحمة بكم.
ثم صدقتم ووفيتم في استحقاقين انتخابيين لاحقين، صمدتم فيهمالاختياركم، ولم ترهبكم خيل المصالح، ولا رجْل الانتهازية.
تشرفت بالعمل معكم مرشحا عن حزب يصدقكم القول والعمل، وخضت تجربة لا أزكى ولا أنبل، أصررت فيها أن أكون في خدمتكم، وأصررتم على أن أكون المقدم على غيري؛ ممن تشرئب أعناقهم طمعا -ولهم الحق- في التشرف بقيادتكم؛ زكيتموني لها وتركتموهم؛ وقدمتموني وأخرتموهم، وآثرتموني وحرمتموهم، فلكم صافي الشكرومحض الود ولباب التقدير.
كان ذلكم المبتدأ وأما الليلة فهاكم الخبر.. كانت تلكم الإشارة وها هو اسمها وكانت تلكم التحية وهذا ردها وأرجو أن يكون أحسن منها.
لقد أفسحت المجال لخوض تجربة جديدة تزكي ما أعطيتم من خبرة وتنمي ما بنيتم من تجربة، سأخوض عنكم وبكم تجربة جديدة، وسيكون رأيي عليكم رأي الرائد الذي لا يكذب أهله، سأنطلق بكم إلى رحاب أوسع،لعلي أخدمكم فيها بما عجزت عنه خلال سالف الفترة، وأعطيكم فيها درّ خبرتكم وريع تجربتكم.
فالشاب الذي آثرتموه بقيادتكم يومها -وقدابيض قذاله فيها خادما لكم- يستأذنكم اليوم في التقدم لتجربة أخرى، تفيدكم وتنقلكم إلى ما تستحقوه في شخصه، بعد ثلاث دورات انتخابية.
اليوم أنتقل بإذن الله؛ ثم بجهدكم، إلى مجلس جهة انواكشوط، لعلي أوفر لكم -ولأمثالكم من ساكنة هذه المدينة- ما تستحقون من خدمة وعطف ولطف، لقد قبلت قرار حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية بالترشح لمنصب رئيس الجهة تماما كما قبلت في نوفمبر 2006 ترشيح قيادته في عرفات، فمن خلال تجاربنا في البلديات، عرفنا أن أصل الداء الذي تعاني منه بلديات العاصمة -لأن نواكشوط مدينة واحدة- داءٌ واحد، فالبلديات تتأثر كل منها بما يجري في البلدية الأخرى سلبا وإيجابا، ولن تستطيع القيام بواجبها دون مساندة وشراكة مع الحكومة ومع جهة نواكشوط، لما تمتلكه تلك من سلطة وما تحوزه هذه من موارد، وما هي مؤهلة له من علاقات دولية، وهذا ما جعل المشرع يسند لها صلاحيات كبيرة، ويجعلها بمثابة البلدية الأم لبلديات العاصمة.
وأبشروا واهنؤوا؛ فكما جربتم قيادة حزب معارض لبلديتكم، فكنتم في أحسن حال قياسا بالمتاح وبالتجارب التي رأيتم في نواكشوط، فستكون الجهة كذلك أحسن إدارة وأكفأ وأنزه مما كانت عليه، ولعلكم تستحضرون أن انواكشوط في أغلب فتراتها تدار من قبل الأحزاب الحاكمة، منذ إنشاء البلدية المركزية فالمجموعة الحضرية ثم المجلس الجهوي، دون أن تجني من ذلك شيئا يذكر، والفترة الوحيدة التي تولت فيها المعارضة إدارة العاصمة كانت أفضل فتراتها، وهي الفترة التي أدارها الشخصية الوطنية أحمد ولد حمزة -رحمه الله- الذي سنظل نتذكره جميعا بجهوده في خدمة الوطن ومنها جهوده في تنمية عاصمتنا وربطها بعلاقات ممتازة بمدن مهمة في العالم.
نقول ذلك وشعارنا ومقصدنا مشاركة الجميع، حكومةً تقتنع بإنقاذ عاصمتها ومأرز ربع سكانها، وطيفًا سياسيا يشعر بالمسؤولية وسلطاتٍ تؤثر التعاون والتكالمل وخطابا وممارسة يمتلكان الخبرة والدربة والدراية ويجسدان التعاون ماضيا قريبا وشاهدا حاضرا.
أيها السيدات والسادة سكان بلدية عرفات:
عودتموني دائما أن تقفوا معي، وتدعموني في طريق الإصلاح وخدمة المواطن، واليوم سنكون شركاء في مرحلة جديدة من هذا الطريق، معتمدين على الله العلي القدير، وهذه المرحلة سنحقق فيها طموحنا بأصواتكم المسموعة.
ثم إني موصيكم وتارك لكم من بعدي عمدة منكم وإليكم؛ تجدون فيها ما وجدتم في مما حمدتموه، وأرفدها بما لدي من خبرة، فقد اختار لكم حزب تواصل مرشحة من أفضل كوادر الحزب تجربة وكفاءة وهي النائب والرئيسة عيشتة منت بونا وهي كفاءة وطنية أثبتت جدارتها على المستوى الوطني من خلال عضويتها في البرلمان، وفي العمل الحزبي من خلال رئاسة المنظمة النسائية للحزب وعضوية المكتب التنفيذي ومن خلال ترؤس المؤتمر العام الرابع للحزب، وكانت متميزة في كل الأعمال التي تكفلت بها، فأطلب منكم الوقوف معها بكل قوة، وأعدكم أنها ستكون بعون الله أفضل خيار لكم، أداءً للأمانة التي ستحملونها إياها بإخلاص.
وفي الختام أجدد لكم العرفان بالجميل وأشكركم من القلب، وأهنئكم مسبقا، فما خاب خياركم، ولا خسر رهانكم، ولا ندم من عول عليكم، نقول ذلك خبرا مؤكدا ودعاء مستجابا وفألا حسنا متحققا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.