ولد الحاج: روصو مدينة أسسها المهاجرون ومن رحمها خرج أكثر سياسيي موريتانيا تطرفا/ مقابلة

سبت, 18/03/2023 - 16:02

نوافذ(نواكشوط) ــ قال رئيس مجلس الشيوخ السابق محسن ولد الحاج إن أجداده ونظراءهم من المهاجرين هم من أسسوا مدينة روصو، التي أكد أنها ليس لها سكان أصليون. 

وأضاف ولد الحاج في مقابلة مع موقع "نوافذ" أن من بين الناشطين في حلفه السياسي أبناء أحد مؤسسي المدينة، كانت وظيفته ربط العبّارة على شاطئ النهر، لكنه توطن المدينة مع مجموعة من التجار كانوا النواة الأولى لتأسيسها. 

وأكد رئيس مجلس الشيوخ السابق أن أكثر سياسيي موريتانيا تطرفا خرج من رحم مدينة روصو، ومن يريد المجادلة في ذلك واهم. 

وهذا نص المقابلة: 

نوافذ: السيد الرئيس هل من تفاصيل عن مبادرتكم للمصالحة بين إنصافيي روصو؟

ولد الحاج: أولا أنا من سكان هذه المدينة، وابن أحد مؤسسيها الأصليين، الذين قفلوا إليها تجارا واستقر بهم المقام بها، فهذه المدينة ليس لها سكان أصليون، لأن مؤسسيها هم مجموعة من المهاجرين، قدموا إلى المدينة تجارا وعمالا مهنيين وغير ذلك، فهذا الرجل الذي يجلس بجانبي ــ وأشار لأحد جلسائه ــ هو أحد أبناء هؤلاء المؤسسين كانت وظيفة أبيه ربط العبّارة التي تمارس النقل بين موريتانيا والسنغال عند شاطئ النهر، وغيره كثر من أبناء هذه المدينة الذين أسسها أجدادهم .

أما مبادرتي للمصالحة بين إنصافيي روصو فتأتي في فترة مقبلون خلالها على استحقاقات بلدية وبرلمانية وجهوية مصيرية لا أريد لحزبنا أن يهزم فيها، وبناء عليه بدأت قبل يومين سلسة اتصالات بالفاعلين السياسيين الناشطين في حزب الإنصاف بروصو دعوتهم فيها إلى كلمة سواء تعصم حزبنا من الهزيمة في الاستحقاقات القادمة، فوافقوا جميعهم على مبدإ المصالحة واختلفوا في التفاصيل .

نوافذ: المتابع للشأن السياسي بروصو يلاحظ غيابكم عن المشهد منذ سنوات وخلافكم مع أبرز الفاعلين المحيين فهل تعتقدون أن حمل لواء المصالح هو أفضل طريق للعودة ؟

روصو منكوبة ولا بدّ لها من وفاق

ولد الحاج: هذه المبادرة هي إحياء لمبادرة قديمة كنا في تيار الوفاء قد أطلقناها قبل سنوات من أجل الوفاق، تمخض عنها تحالف كبير لنجدة روصو التي نعرف جميعا أنها منكوبة، إذن المبادرة بدأت منذ ثلاث سنوات، ولديها مقر هنا في رصو، وليست لديها دوافع انتخابية، كما أنها لا تأتي استباقا لأي قرار يمكن أن يتخذه الحزب بخصوص مرشحيه في الاستحقاقات القادمة. 

نوافذ: هذه المبادرة التي تتحدثون عنها دخلت في بيات منذ تأسيسها وأنتم غبتم عن المشهد ما الذي استجد لتعودوا وقد خلعتم ثوب السياسي المصارع إلى السياسي المصالح؟

ولد الحاج : ما استجد هو فقط حب مدينتي هذه ــ روصو ــ التي لدي فيها الكثير من المصالح والمنازل والدور التي ورثتها عن آبائي، وبها تاريخ أريد المحافظة عليه، وهي عريقة وحالها يرثى له، وقد طلبت مني جماعتي السياسية مراجعة قراري باعتزال السياسة المحلية الذي اتخذته بعد عودتي من الهجرة 2019م .

نوافذ: هل هنالك طموحات سياسية تريدون تحقيقها من خلال هذه المبادرة بعدما عجزتم عن تحقيقها بغيرها؟

مبادرتي تمثل هبّة لإنقاذ روصو من مدّ التطرف

ولد الحاج : ليست لدي طموحات سياسية لأني "فت أكلعت من الوظائف والمناصب الانتخابية أغباي"، وأعتقد أني وأمثالي من من لديهم تجربة يجب أن نؤطر الشباب، فمنطقتنا حساسة ويمكن أن تنفجر في أي وقت لأن أكثر سياسيي موريتانيا تطرفا ينتمي لمدينتنا، ومن يقول خلاف ذلك يكذب . معناه أنه لا بد من الوفاق والسير معا ورفض مساعي المتطرفين لتفرقتنا أو السيطرة على المرافق الانتخابية، من بلديات في روصو وجدر المحكن، والنواب كذلك، وهذا هو ما جاء بنا هنا رغم المشاغل والهموم، هي إذن هبة لإنقاذ الحزب من مدّ قوى التطرف.

نوافذ: ما أهم أهداف هذه المبادرة؟

ولد الحاج : هذه المبادرة تهدف إلى إصلاح ذات البين بين الفرقاء الإنصافيين بروصو، والاهتمام بمدينتنا وعاصمة ولايتنا حتى لا يأخذها المتطرفون بسبب الخلافات بينننا. 

هذا هو الذي من أجله أتينا وأخذنا زمام المبادرة وجئنا لكل الفرقاء المحليين عارضين هذه المصالحة، وقد عرضنا هذه المبادرة حتى على أولئك الذين لم يستجيبوا لمبادرتنا في السابق بمن فيهم العمدة الحالي بمب ولد دورمان، وطلبنا منهم نبذ الخلاف والتداعي إلى كلمة سواء، والإعلان أمام الحزب دعم خياراته بغض النظر عن لصالح من ستكون.

نوافذ: كيف كان تفاعل هؤلاء السياسيين معكم ؟

ولد الحاج : وافقوا على المبدإ واختلفوا في التفاصيل فمنهم من استجاب ومنهم من لم يستجب بعد .

نوافذ: من رفض

ولد الحاج : لا أعرف 

نوافذ: ألم تكن معهم؟

ولد الحاج  :وافقوا على المبدأ لكن من بين المجموعات مجموعة عبرت عن رفضها الجلوس مع جماعة أخرى سمّتها . 

نوافذ: هل المبادرة من وحي لقائكم الأخير مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني؟

ولد الحاج :  الرئيس علاقتنا به علاقة ولاء ومساندة له ، تلك المساندة التي تتطلب منا أن نقوم بكل المجهودات حتى لا يهزم حزبنا في الاستحقاقات القادمة، ولا نحتاج لمقابلة الرئيس كما لا نحتاج لأن يقول لنا الأمور، 

نوافذ: ــ إذن لم يأمركم بالقيام بهذه المبادرة؟ 

ولد الحاج : ذلك التنسيق الذي تريد الذهاب بي إليه لا أريد الوقوع فيه.

تيار الوفاء الذي أتزعمه يضم كوكبة من أبناء روصو وأطره تقوم بسياستها مع النظام خارجا عن علاقتي وصداقتي مع الرئيس التي قد تكون عونا لهم ، هم علاقتهم بالرئيس مختلفة عن ذلك يساندونه ويقومون بالسياسة معه وأنا عون لهم وأسير معهم في مساندته ولا علاقة لذلك بشيء آخر . 

نوافذ:ــ إذن استدعاكم الأمن الرئاسي على هامش زيارة الرئيس الأخيرة لروصو ما دوافع هذا الاستدعاء؟

ولد الحاج: بارك الله فيكم الحديث في هذا الأمر غير وارد، ولا ضرورة له، الرئيس صديقي جدا، وأتقاسم معه الكثير من الأمور وحين يستدعيني الآن أو غدا سألبي نداءه، وهذا شيء عادي جدا. 

نوافذ: خصومكم يقولون إنه خاطبكم من نافذة سيارته بعد قطيعة دامت سنوات، ولم يلتقكم لقاء مطولا كما يتحدث عنه أنصاركم؟

قوتي ليست في صلتي بالرئيس بل قوتي في روصو

ولد الحاج: لا يهم ، أنا ألتقي الرئيس يوميا وأسبوعيا ولدي صلة دائمة معه، قوتي ليست في لقاء الرئيس الحالي أو القادم، قوتي أكتسبها من روصو، لا من علاقتي الشخصية بالرئيس، في السياسة نحن حلف من أحلاف حزب الإنصاف الحاكم نساند رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وعلاقتي الشخصية أو علاقتك أنت به قصة أخرى.

نوافذ: هل يمكن أن تتنازلوا عن طموحاتكم الانتخابية من أجل نجاح مبادرتكم للمصالحة البينية ؟

ولد الحاج: بكل تأكيد وهذا لا يحتاج تأكيدا، فالهدف المنشود هو أن لا نهزم في الاستحقاقات المقبلة، التي حين نهزم فيها بهذه المقاطعة، سيكون لذلك تأثير كبير، فالبلد تحاصره الأخطار، والتأثيرات السلبية، ونظام هزم أنصاره في روصو لا يمكن أن يساعد المدينة بعد ذلك، لأنه بمساعدتها سيقوّي خصومه، ومن سيدفع ثمن ذلك ويتأثر به هم نحن الذين نقيم هنا، ومنازلنا وأهلنا هنا، فجميع مصالحنا ستتعطل حين يهمِّش النظام روصو، لأن المتطرفين فازوا فيها في الانتخابات.

رفضي للمأمورية الثالثة هو منشأ خلافي مع خصومي بروصو

نوافذ: هل جاءت مبادرتكم بعدما تأكدتم أن الخيارات الحزبية ليست لصالح حلفكم؟

ولد الحاج : لا لا هذه مغالطة من زودكم بهذه المعلومات مع احترامي له غالطكم؛ هذه المبادرة منذ 2019م وهي موجودة ولديها مقر، ورفضت التعامل مع المأمورية الثالثةواتهم أصحابها بالمصّ ثم ظهر اليوم أنها كانت على حق ، وقد ظهر اليوم كذلك أن أصحاب هذه المبادرة لم يرفضوا المأمورية الثالثة من أجل الرفض، وإنما لأنها لم تأتهم من النظام ولا من الحزب، هذا هو منشأ خلافنا مع خصومنا.

نوافذ: هنالك من يرى أن خلافكم مع خصومكم خاصة عمدة روصو بمب ولد دورمان بدأ سنة 2013م حينما رفضتم ترشيح الحزب له وقدت جبهة تصويت سري معاكس له ؟

ولد الحاج: كلا؛ الخلاف بيني والعمدة بمب ولد دورمان لم يبدأ سنة 2013م، ولم أصوت ضده في الانتخابات حينها، ومن أسقط بمب سنة 2013 يعرفه.

نوافذ: من هو؟

ولد الحاج: كان هنا رجل محسن من أبناء المدينة قام بالكثير من الأعمال الخيرية والكثير من الاتصالات، وخلق إجماعا حوله، وقدمنا مقترحات للحزب وليس من بينها بمب.

نوافذ: وقدمتم أنفسكم في هذه الخيارات؟

ولد الحاج: تقريبا ...أنا لا أريد عمدة نواكشوط فكيف بروصو، لكنه في إطار الخلاف مع العمدة (فاصا) قدمنا لائحة مؤقتة نريد الحزب أن يحكم فيها، وكان مرشحنا "أشفاق " صاحب كابك، لكن الحلف قال حينها إنه سيقدم اسمي حتى يتأكد "فاصا" أني ضده، وحين وصلت اللائحة الحزب اتخذ قرارا بترشيح من ليس في العير ولا في النفير ــ بمب ــ وألغوا اللائحتين. 

بمب أخونا ووزير معنا ومن شعبيتنا، وفي حلفنا ولد سياسيا وإداريا ويمارس معنا السياسية، ولسنا ضد أن يكون عمدة أو نائبا أو هما معا .

نوافذ: أنتم من خلقتم بمب سياسيا ؟

ولد الحاج: خلقته هذه الجماعة كما خلقتني أنا، فأنا انتخبت شيخا لروصو بفضل هذه الجماعة...

نوافذ: كيف كانت ردة فعلك حين اعتمد ترشيح بمب رسميا؟

إذن رجعت لنا اللائحة وبمب على رأسها، كانت ردة فعلي أن ذهبت إلى الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وقلت له كان عليك حين فكرت في ترشيح بمب أن تطرح الأمر علي، والبلد لا ينبغي أن يجازف به، كنت أظنك تأتمنني على مصالح روصو.

فقال لي : لا لا قالوا لي إنك اقترحت نفسك ...فرددت عليه بأن ذلك كان تلبية لطلب من الجماعة في إطار صراع مع العمدة "فاصا". 

نوافذ: هذا الحديث كان مع رئيس الجمهورية أم مع رئيس الحزب؟

ولد الحاج: كان مع رئيس الجمهورية، أنا الرؤية واضحة لي ..وبعيدا عن المغالطة نحن عقدنا السياسي مع الرئيس، أما غيره فنحترمه ونقدره ونعتبره معاونا له. 

نوافذ: إذن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز هو من خطّ على اسمكم من لائحة الترشيحات؟

ولد الحاج: لا أعرف ...ممكن ..لم أكن حاضرا لذلك؛ لكني أعرف أن بمب كان وزيرا معه وترشيحه كان مجازفة، كان بإمكانه ترشيح أي شخص من مدينة روصو كان يمارس السياسة، ومن المجازفة ترشيح بمب الذي لم يكن يمارس السياسة، ومع كل ذلك لو أنه أشعرني في الوقت وقمنا بالحملة على أساس ذلك لنجح بمب...أنا لا يمنعني شيء من أن أقول إنني ضد بمب .

نوافذ: لم تذهبوا ضده سنة 2013م ؟

ولد الحاج: ذهبت ضده إلى أين ؟ هذا هو السؤال ؟

نوافذ: هذا ما يقوله على الأقل خصومكم؟

ولد الحاج: بمب جديد على الساحة السياسية سنة 2013م جاءت لائحة الترشيحات وأخذ بمب في الظلام مع عمدة جدر المحكن "أحميده" ...نحن مساعدين في السياسة ومعنا عمالقة فيها دائما يتفوقون علينا، ويدبرون أمورهم في نواكشوط.

حين علمت برشيح بمب سنة 2013م اتصلت برئيس الحزب فحمّل الاتحادي المسؤولية، وحين اتصلب بالاتحادي محمد ولد الشيخ قال لي لا يمكنني تغيير شيء وأنا في طريقي إلى كرمسين وقطع الاتصال ...حينها لم يبق لي إلا رئيس الجمهورية فاتصلت به وذهبت إليه وقلت له إننا سنهزم في روصو، لأننا تركنا الناس حتى بقي أسبوع قبل الحملة، وأعلنا عن مرشح لم يمارس السياسة ...أقرب الناس من بمب يعتبر أن ترشحه كان يجب أن يمر بي ...

رد على الرئيس : ترشح بمب لا رجعة فيه، فقلت له إذن سأطرح لائحتي التي قدمت في جدر المحكن وسأبحث عن حزب من أحزاب الجن وأرشحها منه ...قال لي ذلك لا يعنيني ...

لقد كان ما قلت للرئيس رشحنا لائحتنا في جدر المحكن من الحراك الشبابي ونجحت . 

نوافذ: وما ذا عن دعم بمب ما ذا قلت له بخصوصه؟

ولد الحاج: أنا وبمب حينها شخص واحد واستمر ذلك من سنة 2013 وحتى 2016م . 

حين اختلفت مع عزيز قلب لي كل أصدقائي بروصو ظهر المجن بمن فيهم بمب

نوافذ: متى بدأت المشاكل بينكما إذن؟

ولد الحاج: المشكلة مني فقد كنت رئيس مجلس الشيوخ ولدي الكثير من النفوذ وتحت سيطرة جماعة هنا تتحكم في ، واختلفت مع رئيس الجمهورية حينها محمد ولد عبد العزيز، فمرر الجرار فوق مجلس الشيوخ، وهاجرت وحينها قلب لي كثيرون ظهر المجن وأخذوا مواقف ضدي . 

نوافذ: هذه يجب أن تكون لحظة وفاء لا لحظة طعن في الظهر؟

ولد الحاج: ليس كل الناس أوفياء من كان وفيا التزم ومن كان غير ذلك كان كذلك.

نوافذ: بمب كان غير ذلك ؟

ولد الحاج: لو لم يكن غير وفي لما حافظ على صداقته مع النظام حينها، وأنا بالمناسبة كنت أحب أن يكون غير وفي لكي يحافظ على مكانته من النظام ، ويعاد ترشيحه عمدة ويكون له مكان، وشرط كل ذلك هو القطيعة معي وهذا ما فعل . 

قد يكون ليس من أشرس من وقفوا ضدي فهنالك من كانوا أقرب إلي منه وفرضت عليهم الظروف التخلي عني، الناس تخلت عن الرؤساء ...وزراء معاوية ولد سيدي أحمد الطايع ذهبوا في مظاهرات مؤيدة للانقلاب عليه، فما بالك بشيخ مقاطعة من "أنسخ" مقاطعات موريتانيا، و"أدناها وأريخاها" لا أنقم على أحد أنه اتخذ مني موقفا ...

إذن حاصله أن خلافي مع العمدة بمب ولد دورمان كان سببه موقفي من نظام ولد عبد العزيز ولا سبب غيره ، فلم أكن شريكا له ولا لغيره فيما يسيرون ولم يعطوني منه، ولم أزر مكاتبهم يوما، فخر لي أن أحدا من جماعتي عين مديرا أو وزيرا لكني لست شريكا له في التسيير أحب أن ينجح لكني لا أتحمل مسؤولية خسارته. 

هذه ليست الهزة الأولى مع نظام ولد عبد العزيز لأنها سبقتها أخرى، ففي سنة 2009 حين اجتمع بنا رئيس الحزب وقال لنا إنهم سيقومون بأول خرجة إلى الترارزة واستدعاني عزيز والترارزة حينها فيها سبعة وزراء والبرلمانيون كثر وأنا أحدهم أو قل أبرزهم لأني رئيس مجلس الشيوخ وصديق الرئيس ومقرب منه، جئنا لرئيس الحزب حينها محمد محمود ولد محمد الأمين وقال لنا إنهم قرروا أن تكون زيارتهم الأولى للترارزة فصفقنا، فاستدرك قائلا إن الزيارة ستكون لاركيز فقلت له هذا غلط كبير، لا يخدم الحزب ولا النظام الذي نحن هم أقرب هذه الجماعة له بطبيعة علاقتنا به، أنا منتخب من روصو وأمثل مصالحها السياسية ولا أرغب في أن تقوموا بذلك.

فقال لي سنقوم به وأفهمني أنه اتفق مع الرئيس على ذلك، فقلت له الرئيس لا وصاية له علينا، استمع لي بأدب وأشار لي أن لديه تعليمات بذلك ، فقلت له إذن سنقاطع هذه الزيارة مع أن مقاطعتنا قد لا تؤثر، فروصو هي عاصمة الترارزة والبعثات يجب أن تتجه إليها كما فعل الرئيس عشية انتخابه، روصو هي باب الترارزة وهي عاصمتها رغم المآخذ على سكانها ...قضينا ساعات في النقاش وذهب رئيس الحزب إلى الرئيس ونفذوا أجنداتهم وقاطعت الزيارة، وحدثت بعد ذلك قطيعة بيني وعزيز دامت سنة. 

لا أتصل به ولم نلتق ...ذهبوا إلى اركيز وقاطعناهم ولم تكن مقاطعتنا مقاطعة الفقير الصابر.

الأنظمة في العالم الثالث كلها شبه استبدادية لأنها لم تأت من الشارع

نوافذ: هل هذه هي أول هزة شهدتها العلاقة بينك وعزيز؟

ولد الحاج: ليست بيني وبين عزيز ...بل بيني وبين النظام ، هذه الأنظمة السياسية والأحزاب الحاكمة شبه الاستبدادية. 

نوافذ: عفوا نظام عزيز نظام استبدادي؟

ولد الحاج: لا أقول ذلك لكن الأنظمة في العالم الثالث دون استثناء كلها شبه استبدادية لأنك تعرف من أين أتت، دون أي استثناء. 

نوافذ: حتى النظام الحالي؟

ولد الحاج: دون أي استثناء لنظام في العالم الثالث ليس هنالك نظام أتى من الشارع، ليس هنالك من ترشح ونجح بشفافية؟ هذه جهات معينة تتحكم في القرار ونحن كمواطنين نتعامل معها كأمر واقع لا يمكن أن نحاربها، لأنه ليس لدينا سلاح لمواجتها، وهي مع ذلك منها من معاملته جيدة وبسيطة وفيها سيء الخلق الذي لا يمكن أن يساير . 

نوافذ: مثل من ؟

ولد الحاج: لا يحصى ولا يعد هذا الوسط كله الذي نعيش فيه نحن كناخبين كبار لا يمكننا معارضته، هذه الأنظمة لا نعارضها إلا فيما يمس ديننا أو مقدساتنا، فليس من المصلحة أن نعارض لأن ذلك سيضر مصالح من هم معنا من الضعاف . 

أنا قضيت 15 في المعارضة بدأت مشواري 1991م مع أحمد ولد داداه وأعرف أن من لديه ارتباط بقاعدة معينة إذا لم يكن بإمكانه أ، يقوم بشيء لصالحها لا يمكن أن يؤثر فيها . 

نوافذ: متى عادت العلاقة بينك وعزيز بعد قطيعة 2009؟

ولد الحاج: بعد ثمانية أشهر . 

غزواني قادة وساطة ناجحة بيني وعزيز بعد قطيعة دامة ثمانية أشهر 2009

نوافذ: بوساطة من ؟

بوساطة من الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي لم يبخل شيئا في ذلك، وكان يمكن أن لا تعود تلك العلاقة ولا يحدث شيء . 

نوافذ: متى كانت الهزة الثانية؟

ولد الحاج: كانت بعد رفض مجلس الشيوخ للتعديلات الدستورية سنة 2017م ...أقول لك تعرف مقابلة الفنان ولد عوه مع محمدن ولد سيدي إبراهيم هي حالنا الآن ...كان يعزف له الشور ويسأله عنه فيقول له محمدن ذ تعرف، فيرد محمدن لكن المشاهد لا يعرفه ...فيجيبه ولد عوه المشاهد ليس معنا. 

نوافذ: ولد عبد العزيز حملك مسؤولية التصويت ضد التعديلات الدستورية ؟

ولد الحاج: أتحملها . 

نوافذ: هل قمت بحملة ضدها؟

ولد الحاج: أنا مجلس الشيوخ لا يعنيني لقد قلت للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إنه إذا كان سيغير الدستور من أجل أن يحول النظام إلى مملكة أو مأمورية ثالثة سيخاطر بنفسه وأسرته وبموريتانيا .

نوافذ: هل كان ولد عبد العزيز يفكر في تحويل النظام إلى مملكة أو تغير الدستور من أجل مأمورية ثالثة؟

ولد الحاج: مهلا لا أعرف، ما أعرفه أنه حين يقوم بذلك من المعقول أن يقوم باستفتاء ويغير الدستور، لكني عبرت له عن عن معارضتي لفكرة تغيير الدستور من أجل إضافة لون أحمر للعلم أو تغيير النشيد معتبرا أن ذلك لا يساوي تكاليف هذا التغيير ، من تجنيد للطاقات، لكنه يمكن أن يغير الدستور لكتابة دستور ثالث كما كان يخطط له حزب الاتحاج من أجل الجمهورية وقادته الذين حرروا له دستورا ثالثا مفتوح المأموريات، وهو من رفضه للأمانة. 

نوافذ: كان هذا في زمن رئاسة سيدي محمد ولد محم للحزب؟

ولد الحاج: نعم لقد رفض ولد عبد العزيز الفكرة وقرر أن يقوم بتغيير يستهدف فقط النشيد والعلم، وقد أقنعه بذلك مستور حال قائلا إن النشيد الأول لا يجسد القيم الوطنية، ويفتقد للحماس بل وكتبه كبولاني. 

نوافذ: بعد تعبيرك عن هذا الرفض لعزيز ما ذا كان؟

طويل وعريض أقترح عليك أن نخصص له مقابلة أخرى. 

نوافذ: كما تريدون ...شكرا لكم .