لم تستطع المجموعات الإرهابية تحقيق أي تواجد علني محدد على امتداد 1.030.700 كم² التى هى كامل مساحة الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
على مستوى قوات الأمن كان النجاح كاسحا منذ البداية ؛ فما نفذ من عمليات إرهابية على أديم أرض الجمهورية قدم منفذوها من خارج الحدود وجلبوا معهم أدوات تنفيذها ، حتى "المتفجر نفسه " أحضر معه الحزام الناسف الذى استخدمه من الخارج ..
بفضل إعادة بناء الجيش الوطني و تكييف دوره مع طبيعة الحرب مع الإرهابيين "الوحدات الخاصة -الطيران -الرصد-شغل الحيز الوطني..." قطع دابر الإرهابيين ،والحمد لله رب العالمين ،فلم تشهد البلاد منذ أكثر من عقد من الزمن تنفيذ عمل إرهابي من أي نوع .
من ذلك تولدت تلك الثقة المبررة والمعاشة التى تجعل الجميع ،وبمنتهى القناعة يقدر أن توقيف الإرهابين الفارين من السجن هو "مسألة وقت" .
لكن، "مسألة وقت" هذه هى التى فى ضوئها جاء استسهال اتخاذ قرار من قبيل:
-تعطيل بعض خدمات الهاتف المحمول .
-على نفس الأساس اتخذت المدارس الأجنبية قرارها بتوقيف الدراسة ، رغم عدم قطع الدراسة فى نظيراتها بواقادوقو وباماكو...
-و كذلك تم تفسير قرارات حكومية بإلغاء أو تأجيل بعض أنشطتها بربطها بذلك السياق.
المشكلة أن "الوقت" نفسه قد ينقلب إلى "مسألة" ، إذا عمد الإرهابيون إلى "تحييد الوقت" إن هم اكتفوا بالاختباء ولم يحاولوا مرحليا الابتعاد، وحينها سيتطلب قتلهم أو إرجاعهم للسجن وقتا أطول.
وضع الأمور فى نصابها يسمح للأجهزة الأمنية بالتحرر من ضغوط هدامة قد تؤثر فى أدائها، ويكون ذلك من خلال:
-عدم السماح بتهويل العملية ؛ بالتوضيح والتذكير بأن الأمر يتعلق بعملية فرار سجناء من سجن مدني ( نجح زكريا الزبيدي وخمسة من رفاقه فى الفرار من سجن جلبوع ).
- التراجع عن القرارات التى اتخذت على أساس افتراض أن عملية خاطفة ستكون كافية لحسم أمر الفارين.(قطع خدمة الهاتف المحمول-التواجد الأمني المادي الظاهر).
- عدم تأثر النشاط الرسمي تأجيلا أو إلغاء بسير العملية (اجتماع ونقل اجتماع مجلس الوزراء- القرارات ذات الصلة بالمسار الانتخابي...)
- العمل على تحقيق تراجع الاهتمام الإعلامي .
- فرض السرية التامة على ما يتم من تعاط مع القضية مع ممثلي الدول المهتمة المقيمين بانواكشوط.، وحثهم على الابتعاد عن تقديم تصريحات بشأن القضية.
الرحمة لحرسيينا الشهداء
النصر والحفظ لقواتنا الأمنية والعسكرية
عاشت الجمهورية الإسلامية الموريتانية
الأستاذ يعقوب ولد السيف
