استقبل العشرات من مشجعي فريق ولاية اينشيري للرماية التقليدية ، الليلة البارحة، فريقهم على مشارف العاصمة نواكشوط بمسيرة للسيارات، احتفاء بكسرهم لكل التوقعات من خلال الفوز بالمرتبة الأولى خلال دورة كأس الولايات التي نظمت بالحوض الشرقي ما بين 03 و05 مارس الجاري بمدينة النعمة.
أنصار الفريق الذين احتشدوا عند مدخل العاصمة يتقدمهم بعض أعيان الولاية من بينهم السيناتور الشيخ ولد سيديا وأحمد باب ولد الشيكر، استقبلوا فريقهم بإطلاق مزامير السيارات والانتظام في مسيرة جابت شارع الأمل انطلاق من مدخل العاصمة وصولا إلى المدنية.
وقد شكل هذا الانتصار بالنسبة لفريق اينشري مرحلة جديدة بعد سنوات من الغياب عن منصة التتويج، كما أعطى دفعا جديدا للدعوات المطالبة بتجديد دماء الفريق، حيث وقع الاختيار هذه المرة على الشباب بشكل أساسي مما أثار موجة سخرية لاذعة داخل أوساط بعض ساكنة الولاية المهتمين بهذه الرياضة، وكادت هذه السخرية أن تتسبب في انهيار معنويات الشباب الذين حققوا إصابتين فقط خلال اليوم الأول من المسابقة بفارق 12 إصابة عن فريق "الفردي" الذي احتل المرتبة الأولى خلال هذا اليوم.
إلا أن الفريق استعاد معنوياته خلال اليوم الثاني وتمكن من تحقيق 14 إصابة إضافة إلى ما النتائج التي حقق خلال اليوم ليقلص الفارق مع منافسه بثلاث إصابات حيث وصل نتيجة ا"لفردي" إلى 19 إصابة، إلا أن فريق انشيري أأكد خلال اليوم الثالث من المنافسة على استبعاد فرضية الحظ ليسجل بذلك فصلا جديدا في في تاريخ الرماية التقليدية بانشيري حيث تمكن من كسر كل التوقعات خلال تمكن خلال اليوم الثالث من تجاوز فريق " الفردي" مسجلا 29 إصابة منتزعا بذلك المرتبة الأولى بفارق 4 إصابات عن منافسه الأٌرب الذي حصد 25 إصابة بينما احتل فريق لبراكنة المرتبة الثالثة بـ 23 إصابة ، كما فاز عضو فريق اينشيري لفظيل ولد لفظيل بجائزة أحسن رامي خلال الدورة.
ولم تتوقف مفاجآت فريق اينشري لهذا الحد بل سجل سابقة جديدة، توازي المستوى الذي وصلت إليه قيمة الجوائز التي ارتفعت إلى 2 مليون أوقية لأول مرة حيث تبرع الفريق بجائزته التي تبلغ قيمتها 1 مليون أوقية لفقراء ولاية النعمة وتم التبرع بالمبلغ بحضور أعضاء الفريق وعدد من مسؤولي اتحادية الرماية ووالي الولاية وعمدة المدينة وحاكم المقاطعة.
وكان الفرق الثاني" الفردي" قد حصل على جائزة 500 ألف أوقية والثالث (لبراكنة )على 300 ألف بينما اختطف ولد لفظيل لقب أفضل رامي ليحصل بذلك على 200 ألف أوقية، وقد شكلت عملية التبرع التي قام بها فريق اينشيري سابقة في هذه الرياضة أظهرت البعد الإنساني لهذه الرياضة والذي كان يحجبه أزيز الرصاص.
للإشارة فإن فريق اينشيري كان يقوده كلا من أمينو ولدغدة ( رئيس الفريق) ورفيقه أسويدات ولد بوهدة(قائد الفريق) اللذين أشرفا على انتخاب التشكيلة الأساسية للفريق والتي أثارت حينها جدلا واسعا داخل الأوساط المتابعة لهذه الرياضة في الولاية، بسبب اعتماد هذه التشكيلة على العناصر الشابة حصرا، خلافا على المتعارف عليه حيث كان عامل السن والخبرة المحددان الرئيسيان لإمكانية تحقيق الفوز إلا أن المفاجأة التي حقق الفريق ربما تقلب قواعد تشكيل فرق الرماية التقليدية مستقبلا.