نوافذ(نواكشوط) ــ في حدود الساعة الخامسة من فجر أمس الثلاثاء أنهى رئيس حزب الإنصاف محمد ماء العينين ولد أييه لقاءه بأطر حزبه في مقاطعة ألاك، بلقاء المنتمين لحلف البشائر على مستوى بلدية ألاك عاصمة المقاطعة.
الوحدة الهشة
اللقاءات التي دامت نحو 12 ساعة، استبقتها الأحلاف السياسية المحلية بجملة من الاجتماعات البينية، سعت من خلالها لتوحيد خطابها أمام رئيس الحزب، بل والسعي أكثر من ذلك لتوحيد توقيت دخولها عليه.
مساع باءت في عمومها بالفشل لتكشف هشاشة هذه الأحلاف المحلية، وطغيان السلطان الفردي فيها على السلطان الجماعي، حيث لم يستطع الحلف المحسوب على وزير الثقافة محمد ولد اسويدات الدخول مرة واحدة على رئيس الحزب، بعدما أعلن أحد مكونانته رفضه لفكرة الدخول الجماعي لأن لديه رسالة خاصة لا يريد أن يشهد عليها بقية التيارات المكونة للحلف.
حلف ولد اسويدات الذي اتفق في أغلبه على توحيد الخطاب أمام ولد أييه، وتجنب الحديث عن أسماء المرشحين للانتخابات البلدية والجهوية والنيابية، لم ينجح كذلك في الالتزام بهذه النقطة ، حيث صرح تيار الأخوة والبناء الذي ينتمي للحلف أنه يرشح الدحه ولد ببكر لمنصب عمدة بلدية شكار.
في الضفة الأخرى من السياسة المقاطعية على مستوى ألاك كان حلف البشائر الذي يقوده الفريق المتقاعد محمد ولد مكت قد أعلن ساعات قبل انطلاق اللقاءات أن قادته قرروا أن يدخل الحلف بحسب انتماءاته البلدية، وأن لا يخوض في شأن الأسماء المرشحة، إلا أن الحلف نجح في تطبيق سياسة الدخول بحسب الانتماء البلدي، وفشل في تجنب الحديث عن المرشحين، حيث أجمع أغلب المنتمين للحلف على مستوى بلدية ألاك على الحديث عن المرشحين والتأكيد أنه لا مساومة في إعادة الثقة في عمدة البلدية الحالي محمد ولد أحمد شلا، وهو ما صرحوا به أمام رئيس الحزب، مطالبين بترشيحه لمأمورية جديدة بوصفه صاحب الكلمة الفصل في ألاك وجماعته السياسية راسخة القدم في المدينة والتفريط في خياراتها يعني تفريط الحزب في البلدية المركزية ــ على حد وصفهم ــ .
الصراع على الجهة
لقاءات رئيس حزب الإنصاف بمناضلي حزبه على مستوى مقاطعة ألاك كشفت عمق الصراع على منصب رئيس الجهة، ففي الوقت الذي يميل فيه حلف ولد اسويدات للتجديد لرئيس الجهة الحالي، يرفض حلف البشائر المساومة في إعادة الثقة فيه، كما طالب حلف البشائر باعتماد دورية الجهة على مستوى مقاطعات الولاية.
ويتجاوز قادة حلف البشائر ذلك إلى الحديث عن أسماء مرشحة للمنصب من أبرزها عباس صو، ويدعم البشائريون رأيهم بالقول إن رئيس الجهة هذه المرة يجب أن يكون من مقاطعة مختلفة عن تلك التي ينتمي إليها الرئيس الحالي، ومن مكونة اجتماعية مغايرة لتلك التي ينتمي إليها.
النواب المسكوت عنهم
"ليس كل سكوت يعبر عن الرضى" لعل ذلك ما يدل عليه حال إنصافيي مقاطعة ألاك مع نوابهم، فسكوتهم عن الخوض في أمرهم أمام رئيس الحزب، لا يعني بالمطلق الرضى عن أدائهم ولا الإجماع على إعادة الثقة فيهم، وإنما يعكس عمق الصراع على منصبيهما، لدرجة أن كل حلف يخشى من أن يؤدي به الحديث عن مرشحيه لخلافتهما للتفكك .
مصادر من حلف البشائر تقول إن النواب ينبغي أن يكونوا من نصيبه، ما دام تمثيل المقاطعة في الحكومة من نصيب الحلف الآخر، بل ويزيدون شيئا من التفصيل بالقول إنهم يمكن أن يتنازلوا عن عمدة بوحديدة، وعمدة أغشوركيت لحلف ولد اسويدات، لكنهم لن يتنازلوا عن غير ذلك من المقاعد الانتخابية.
في المقابل لا يخفي أنصار ولد اسويدات تعلقهم بكل المناصب الانتخابية، ويؤكدون على استقلاليتها عن التعيينات الحكومية التي هي ثقة رئاسية أكثر من غير ذلك ــ على حد تعبيرهم ــ
ولا يقتصر أنصار حلف ولد اسويدات على التعبير عن أحقيتهم في المناصب الانتخابية بل يتجاوزون ذلك للحديث عن أسماء لعل من أبرزها ترشيح رجل الأعمال الشاب الشيخ باي ولد حبيب لمنصب نائب مقاطعة ألاك، وهو الاسم الذي يحظى بقبول كبير في أوساط الحلف المناوئ، ما يعطيه فرصة أن يكون مرشح الإجماع على مستوى النواب بمقاطعة ألاك.