قبل أشهر قليلة ارتجّت آذاننا تحت وقع أقلام كبار المدونين وهم يشيدون بمدير مصلحة الضرائب في مقاطعة تفرغ زينه بعد أن كان أول جابٍ يتمكن من إغلاق عمارة لشيخ شيوخ أرباب المال والأعمال بسبب ممانعته في تسديد "الخراج". حينها انهالت التبريكات على الإطار المشهود له بالصرامة والدقة، واستبشر الرأي العام خيرا، واشرأبّت الأعناق إلى تكريمات وميداليات تأتيه خفافا سراعا، فيهنأ بها رغدًا.. فجأة، وبعد صوتية تشكو فيها سيدة من "الدرائب"، قررت الوزارة الوصية توقيف توقيع المدير الجابي، ما يعني، بالنسبة لنا، أن دوائر الدولة أصبحت تعيش تحت رحمة ونزوات وسائل التواصل الاجتماعي مهما كانت غوغائيتها، وأن وكلاء الدولة لا يجدون الحماية أمام سيول جارفة من فوكالات عوام الانترنيت الذين يعلقون، وينتقدون، ويشتمون، ويَهْجون، ويُهَيّجون، فقط لمصلحة شخصية، أنانية، ضيقة، بعيدة كل البعد من الصُّرُط المستقيمة للدولة، وأبعد ما تكون عن الصرامة اللازمة للذود عن سيادة القانون وهيبة المؤسسات. إننا بحاجة إلى رؤية جديدة تخفف من تأثير الفايسبوك على قرارات الحكومة، وتحدّ من سلطة وسلطان وسحر وجاذبية وتأثير الفايسبوك على اللاوعي الحكومي.