ولد أحمد الوقف: الترارزة اليوم قلعة كبيرة لحزب الإنصاف ويجب أن تحافظ على ذلك/ صور

أحد, 01/01/2023 - 05:21

نوافذ(روصو) ــ قال منسق بعثات حزب الإنصاف في ولايات الضفة الوزير يحي ولد أحمد الوقف إن ولاية الترارزة بصفة خاصة يؤمل فيها حزب الإنصاف شيئا كبيرا، نتيجة دورها المشهود في ما قبل الدولة الموريتانية ، وفي تأسيسها، وفي ما بعد ذلك، مؤكدا أنها اليوم تعتبر قلعة كبيرة لحزب الإنصاف ويجب أن تحافظ على ذلك.

وأضاف ولد أحمد الوقف في خطاب ألقاه خلال ترأسه مهرجانا نظمه حزب الإنصاف مساء أمس السبت في روصو إن الحزب ينتظر من الترارزة 14 نائبا، وجهة وبلديات لصالحه ، وهو رهان وتحدي يمتلك الآليات لكسبه ، ومن أهم وسائل ذلك الخطاب السياسي الواضح المبني على برنامج الرئيس ونهجه السياسي، وخطابه للترشيح، والحصيلة المشرفة التي أنجزها بما خلقه من أمل وثقة منذ تسلمه السلطة . 

الحزب أمام تحدي مواصلة تحقيق أكبر حضور على المستوى الوطني في التشريعيات والنيابيات والبلديات

وأكد نائب رئيس الحزب الحاكم ومنسق بعثاته في ولايات الضفة أن الحزب أمام تحدي مواصلة تحقيق أكبر حضور على المستوى الوطني في التشريعيات والنيابيات والبلديات وهو تحد طبيعي في جميع الانتخابات لكننا الآن في فترة خاصة زادت من قوة هذا التحدي، فالأحزاب في العادة حين تحكم تراجع المنظومات الانتخابية لصالحها، والإنصاف نتيجة توجه الرئيس السياسي وانفتاحه على الطيف السياسي المعارض والداعم فتح المجال كي يشرك الآخرين، لكنه من خلال فتحه لهذه النافذة لا بد أن  يبذل جهدا مضاعفا كي نحافظ على مكاسبه وهي مهمة صعبة. 

وعبر ولد أحمد الوقف عن ارتياحه للاستقبال الذي حظي به في روصو والمهرجان الذي ترأسه والذي عبر عن تعلق مناضلي حزب الإنصاف بالحزب والرئيس وهي رسالة واضحة وصلت وستتأكد في المراحل القادمة.

 الانتخابات هي الحصاد الذي على أساسه سيضمن الحزب الاستمرار

ونبه المنسق إلى أن الحزب في مرحلة تهيئة لانتخابات قريبة والأحزاب السياسية تنظم حياتها بالانتخابات، ونتائجها هي الحصاد الذي على أساسه سيضمن الحزب الاستمرار خلال المأموريات الانتخابية، مؤكدا أن الانتخابات القادمة إذا كنا نرغب في الوصول إلى آمالنا يجب أن ننجح فيها، ونمكن رئيس الجمهورية من الحصول على أغلبية مريحة في الجمعية الوطنية، ولن يتحقق ذلك إلا إذا تناسى مناضلو الحزب ومناصروه وقياديوه أنفسهم من أجل مصلحة بلدهم حتى يتمكن من الوصول إلى الأمل الكبير الذي ننشده، ولن يتم ذلك إلا إذا بنينا نظامنا على قاعدة سياسية صلبة ــ يقول ولد أحمد الوقف ــ 

وأشار نائب رئيس الحزب الحاكم إلى أن الحزب يدرك أن السياسة مبنية على الطموح لأن كل واحد منا يرى أنه هو الذي بإمكانه أن يمكن الرئيس من الحكم ويشرع له، لكن الجميع يمكن أن نكون عمدا ونوابا من خلال توحيد الصفوف، فحزب الإنصاف لا يمكن أن يغلبه إلا حزب الإنصاف، ولن يغلب إلا إذا تفرق مناضلوه ودفعت الأنانية والكبرياء قادته إلى السباحة عكس اختيارات الحزب.

ودعا ولد أحمد الوقف مناضلي حزب الإنصاف إلى الشعور أنهم عائلة واحدة تشترك في كل شيء ، وبإمكان كل واحد منها أن يجد نصيبه ويصل لما يريده.

وأكد منسق بعثات الإنصاف في ولايات الضفة أن  الانتخابات القادمة صعبة والنسبية فيها قد لا تؤثر على الحزب سلبيا على مستوى العمد، والجهات لكنه يمكن أن يتضرر منها على مستوى النيابيات التي هي مفتاح الاستقرار وضامنه، معتبرا أن أي أحد مناضل في الانصاف لم يجد ما يريد وخرج عن الإنصاف من أجل منصب سياسي عليه، وقرر العودة للحزب بعد الانتخابات عليه أن يدرك أن من سيرجع إلى من يثق فيه ليس كمن يرجع إلى من لا يثق فيه. 

وعن دور هذه البعثات الحزبية قال ولد أحمد الوقف إن دورها هو الاستماع لآراء مناضلي الحزب بموضوعية، وإيصالها بموضوعية، وهي مناسبة لمطالبة الحزب بالإنصاف، والتأكيد أن هذا الإنصاف سيتحقق والحزب سينصف الجميع، والموضوعية في الاختيار ستحقق لكن على الجميع أن يدرك أن كل هذه المفاهيم نسبية، والمعايير  ليست بدرجة الدقة التي يمكن معها  لأحدنا القول إنه لم ينصف . 

ولخص ولد أحمد الوقف مهمة بعثة الحزب في : 

أولا : التحسيس والتعبئة 

ثانيا: تحميل المسؤولية لقيادات الحزب على مستوى الترارزة، وإبلاغهم أنهم هم المسؤولون عن نجاح الحزب في دوائرهم، وأن أي دائرة انتخابية تعثر فيها الحزب يعني ذلك أن قياداتها هي التي تعثرت، وهي من عليها تحمل المسؤولية ، حتى ولو قالت إن الحزب لم يحسن الاختيار،  وذلك ما يعني أن هذه القيادات يجب أن تمتلك روحا رياضية وتقبل باختيارات الحزب، وتعمل على إنجاحه لتخلق الثقة. 

ثالثا : إعطاء صورة موضوعية عن واقع الدوائر الانتخابية 

البعثات الحزبية ليس من دورها الترشيح ولا تقديم المترشحين

وأكد ولد أحمد الوقف أن البعثات الحزبية ليس من دورها الترشيح ولا تقديم المترشحين، لكنها تعطي صورة عن واقع الدوائر الانتخابية، وتتابع المسير حتى تصل للمهرجان الختامي الذي معه ستكون لديها نظرة أولية، تدخل بعدها مرحلة أساسية هي مرحلة الإحصاء الانتخابي، حيث سيكون الفاعلون السياسيون مطالبون بتسجيل مناضلي الحزب ومناصريه في جميع الدوائر، وهي أصعب عملية سيواجهها الحزب لضمان نجاحه في جميع الدوائر الانتخابية . 

واعتبر نائب رئيس الحزب الحاكم ومنسق حزب الإنصاف في ولايات الضفة أن الترشح وإعلان الترشح والدعم وإعلان الدعم لا يفيدان، ولا معنى لهما،  فالمناضلون يجب أن يوصلوا خطابهم للحزب ويعبروا عن طموحاتهم ولا يتعدّوا ذلك، لأن الترشيح والترشح يباعدان الفاعلين السياسيين والحزب يسعى لتقاربهم، فمن يرغب في الترشح عليه أن يعبر عن رغبته للحزب ولا يتجاوز ذلك، لأنه بتجاوزه لذلك سيصعّب المهمة فالشيء الأساسي هو أن يعتبر جميع المتنافسين والقياديين أنهم مناضلون في الحزب وملزمون بخياراته، ويجب أن يبتعدوا عن خلق الخصومات بينهم، ويدركوا أنه لا أحد يمكن أن يضمن أن يكون الخيار لصالح زيد أو عمرو، وحتى لا يمكن أن يضمن أن يكون مصيبا لأن المعايير كلها قد لا تكون موضوعية، وآخر انتساب للحزب مختلف في الأسس التي تم عليها، ما يعني أننا يجب أن يكون لدينا التزام بالوقوف وراء مرشحي الحزب بغض النظر عن الاختيارات . 

حزب الإنصاف يمتلك الوسائل والآليات لتحقيق طموحاته في الانتخابات المقبلة

ولد الوقف أكد أن حزب الإنصاف يمتلك الوسائل والآليات لتحقيق طموحاته في الانتخابات المقبلة ومن أهم ذلك الخطاب السياسي الواضح المبني على برنامج رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ونهجه السياسي، وخطابه للترشيح، ومراجعته للممارسة السياسية التي عرفها البلد في السنوات الماضية، حيث انفتح على جميع الطيف السياسي، وفتح الباب لكل الموريتانيين لممارسة مهامهم بدون مضايقة وبدون تمييز، وذلك ما تجسد في الحوار الأخير بين الأحزاب السياسية ونتائجه، خطاب سياسي يعترف بمجهود الأجيال السياسية المتعاقبة ويثمنه، ويجعل هدف السياسة اليوم بالنسبة للرئيس البناء على الموجود وتصحيح الأخطاء والتوجه نحو بناء البلد على أسس سليم، ومن يمتلك هذا  الخطاب السياسي لا بد له أن ينجح ــ حسب تعبير ولد الوقف ــ 

السياسة بنكهة اقتصادية 

البعد الاقتصادي لولد الوقف كان حاضرا في خطابه بمهرجان روصو حيث قال إن حزب الإنصاف إضافة إلى الخطاب السياسي الذي يمتلكه لديه حصيلة مشرفة لرئيس الجمهورية يتوكأ عليها، ويهش بها على ناخبيه، وهي حصيلة يمكن تلخيصها في  : 

ــ أن الرئيس منذ تسلمه السلطة خلق الأمل، وخلق الثقة، ومعروف أن الميدان الاقتصادي والاجتماعي أسس الرئيسية هي الثقة والأمل، فالثقة تم الحصول عليها من خلال الدبلوماسية الناجحة التي أقنعت الشركاء بالانفتاح علينا والتعامل مع موريتانيا ودعم سياساتها وآخر نتيجة من نتائج هذه الثقة هو كسب تحدي الألفية الأمريكي الذي لا تحصل عليه إلا دولة حصلت على ثقة كافية في الولايات المتحدة والمؤسسات الدولية وهذا يعتبر خطوة كبيرة، ثقة تعززت من خلال تراجع المديونية التي كانت تصل ل 100% من الدخل الوطني الخام في السنوات الماضية واليوم أصبحت أقل من خمسين في المائة، وهذا أكبر مجهود يمكن تصوره، فارتفاع المديونية يعني عدم الحصول على الموارد في السوق الدولية، أما من تراجعها مديونيته فيعني أن الأبواب مفتوحة للحصول على الموارد وهذا مكسب كبير حصلت عليه موريتانيا.

ولد الوقف أكد أن النتائج على مستوى الاقتصاد الكلي مشرفة في فترة خصوصيتها معروفة من كوفيد والحرب الروسية الأكرانية، فجميع المؤشرات الاقتصادية خضراء عندنا منذ سنة إلا مؤشر واحد، وحساباتنا الخارجية في تحسن هو أساس بناء الثقة التي حصلنا عليها، أما على مستوى التوازنات الداخلية في السنوات الماضية فقد شهدت موريتانيا توازنا في الميزانية بل فائضا خلال السنتين الأخيرتين، وحققت مكاسب كبيرة في التشغيل ومحاربة الفقر قد تكون دون الطموح، ونسعى لتحقيق أكبر منها ، لكنها بالمقارنة مع المجهود المقام به في دول مماثلة لنا تعتبر مكاسب كبيرة، هذا في مجال الثقة التي بنى رئيس الجمهورية والحكومة في الفترة الماضية، أما بخصوص الأمل فإنه ينبني على الثقة فأي اقتصاد لا أمل له في الأفق توجهه إلى الركود، والرئيس خلال السنوات الأخيرة صوّر مشاريع كبرى ستغير موريتانيا خلال السنوات الخمس أو الست القادمة، منها مشروع الغاز الطبيعي الذي سجل خلال فترة كوفيد تراجعا كبيرا، وتكاليفه زادت والشركة المسؤولة عنه اتخذت قرارا بالتراجع لولا المجهود المشترك بين الحكومة الموريتانية وحكومة جارتها، واليوم وصلت المرحلة الأولى من المشروع لمستواها في أشهر قليلة، وبدأ تحضير المرحلة الثانية ، والحكومة بفضل توجيهات الرئيس توصلت لاتفاق مع BP يضمن استغلال بير الله خلال أربع سنوات لست، وهذا ما يجب أن نفهم أنه أكبر مستوى من الموارد يمكن أن يدر على دولتنا، ويدل على  أن بلدنا قادم على مستوى من الموارد والنمو في مستوى طموحنا ، وبالإضافة إلى الغاز هنالك مشاريع عملاقة على مستوى الهيدروجين الأخضر، فاليوم لدينا ثلاثة مشاريع من أكبر المشاريع في هذا  المجال اثنين منها بإشراف كبريات شركات الطاقة BP وتوتال، ونتفاوض مع ثالث شركة ، وهذا ما يعني أن هنالك آمالا كبيرة لا تنبني على الطاقة وحدها بل على مستوى قطاع المعادن الذي يشهد تطورا، ونطمح معه في السنوات القادمة أن تصل اسنيم لـ 15 مليون طن، ويدخل مشروع العوج في ظرف سنتين مرحلة التنفيذ ويصل في خمس سنوات لأن يكون اسنيم ثانية، ومع توقع هذه الموارد الاقتصادية سيعرف الاقتصاد نموا، فالآفاق واعدة وواضحة والقطاعات الإنتاجية كلها تشهد تطورا إيجابيا على مستوى القطاعات الاستخراجية، والقطاعات صاحبة الموارد المتجددة. 

لدينا نظام رشيد خلق الأمل وعلينا أن نعضّ عليه بالنواجذ

وشدد ولد أحمد الوقف أنه من المهم  القول إننا في مرحلة بإمكاننا فيها أن نأمل أن يشهد بلدنا نموا سيضمن لنا الرقي ويقضي على البطالة والفقر في بلادنا خلال أقل من عشر سنوات، وكل ذلك لا يمكن أن يضمنه سوى نظام مستقر قوي رشيد، يعتمد على قاعدة صلبة من المناضلين والداعمين، يضمن من خلالهما الوصول إلى هذا الآفاق بأمان، لأنه بغير ذلك قد لا نصل إلى هذه الآفاق، فطريقنا السالك إليها هو أن لدينا نظام رشيد خلق الأمل وعلينا أن نعض عليه بالنواجذ حتى يوصلنا إلى الأمل المنشود، ولن يكون ذلك إلا إذا منحناه قاعدة سياسية قوية تمكنه من حكم البلد بشكل يضمن استمرارية عمله ــ يقول ولد أحمد الوقف ــ 

 

تصفح أيضا...