مقال السيد غلام ولد الحاج الشيخ القيادي بحركة "الإخوان المسلمون" فرع موريتانيا حمل الكثير من المراجعات والمطارحات والمقاربات التى اجتمعت كلها فى خلاصة واحدة حزينة وعاتبة ومغاضبة بهدوء وهي ان الاسلاميين قدموا لعزيز كل شيئ شرعوا له انتخابات رفضها كبار حلفائهم السابقين فى المعارضة ثم تنكر لهم بحل جمعياتهم ومنعهم حتى من إقامة "حديقة" فى إحدى بلديات العاصمة وضايقهم فى معاهدهم ومدارسهم
لقدوجدوا عنده جزاء سنمار
يتعلق الأمر بدعوة من الشيخ غلام للتنادم على مافات والتباكى على تحول تيار قوي منظم مدجج بالتمويلات إلى مجرد لعبة فى يد رئيس عسكري لايقيم وزنا للتحالفات السياسية ولايفهم أبعادها ولايطبق بنودها
كان مقال الشيخ اعترافا ضمنيا بالتسرع فى اتخاذ القرارات التى بدا انها لم تخدم التيار بل على العكس كانت وبالا عليه اذاتم صرف النظر عن تشفيه المفرط فى أهم خصومه السياسيين المحليين ومحاولته بكل ماهو متاح سد الفراغات التى أرغمهم على تركها فى المشهد السياسي ليعود إليها وراء ظهورهم
أما حديث الشيخ عن "الحثالة" المحيطة بالرئيس فهو نوع من الاستدراك بانه على الاسلاميين ان يقرروا "حثالية" البعض إذااقترب من النظام عند ابتعادهم عنه أما إذاكان ذلك البعض فى خندق واحد معهم فتنتفى تلقائيا صفة "الحثالة" لتصبح نوعا من الملائكية المفرطة وقداسة المسوح الفكرية المنزهة عن "التحاثلية"
المقال بكلمة واحدة دعوة صريحة لمراجعة موقف الاسلاميين من عزيز ونظامه ولكن حتى الان لا احد يدرى تحديدا هل يتعلق الامر بانسلاخ "تواصل" من عباءة "منتدى الحوار" وابتعاده عن النظام والزحف نحو "ابن عباس" ليدرك "التكتل" أن غريمه القوي مازال قويا وأوراقه التى لم يلعب أقل من أوراقه التى لعبها مع النظام والمعارضة معا وأنه اليوم بحاجة لنفض جناحيه ومحاولة الطيران فى المنطقة الفاصلة بين نظام يغضبه ومعارضة أغضبتها تصرفاته الخارقة لإجماعها
سيكون للمقال يقينا قراءة على الأرض من طرف حزب تواصل خاصة وأن جناحا تواصليا ضاربا عاد به الحنين إلى النضال الطاهر فشكل إحدى لوحات مهرجان التكتل الأخير وبطريقة عفوية تستدعى من الاسلاميين الابتعاد عن النظام حفاظا على ماتبقى من عذريتهم السياسية لكن السؤال المطروح إلى أين سيولى الاسلاميون وجوههم وهم يبتعدون عن نظام استهلكهم ونال منهم
حاول الشيخ غلام تحديد تلك الوجهة لكننى فشلت فى فهمها اوحتى تخمينها حتى وان تصورت بين سطور المقال انها وجهة هلامية بخيارات ضيقة وهوامش اكثر ضيقا
نقلا عن صفحة حبيب الله ولد أحمد