لا يمكن للمواطن إلا أن يقف مشدوهاً أمام تراكم المآسي على ظهره الأحدب.. فالبلاد أصبحت مرتعاً لتجار المخدرات وعصابات الجريمة المنظمة.. و هروب السلفي من سجنه لم يلقن الحرس درساً فهربت بعده قافلة سجناء.. و المجرمون الذي لا يسندون ظهورهم على جذع سنديانة يُعادون لعنابر الموت في دار النعيم، أما المجرم الذي أسعفه الحظ بأن يكون بن رئيس دولة فيتم تلميعه كحذاء عسكري خشن: يُوارى ماضيه في الجريمة وراء هضاب الوهم، حين يتم تنصيبه رئيسا لهيئة خيرية..
أما حين يكون المجرم سُوقَة أو إبن رئيس سابق فلم يسرع به حظه.. لقد سرّه زمن و ساءه زمن.. و الليالي في رجوعها في مواهبها ـ كما قال ولد أحمد يوره ـ أبٌ يعطي ثم يعتصر.
و ربما لا يُحزن على إفلات مجرم من العقاب و تتويجه "رجل خير" إلا بمقدار ما يُحزن على سجن مناضل حقوقي، يحترق كالشمعة ليضيء دياجير الإقطاع و التبعية، مثل صديقي بيرام ولد الداه ولد اعبيدي و رفيقه ابراهيم ولد بلال، الذين ألقوا في غياهب السجون لتفرخ بعدهم عقارب النضال الوهمي و صياصيه.
الحقيقة أن العدالة تغيب في كل تفاصيل العمل الإداري و السياسي في ظل نظام الجنرال الأرعن..
فلا عدالة في توزيع الثرورة في بلاد تموت فيه عجائز كبة مندز من الجوع..
و لا عدالة في أحكام "العدالة" التي تسجن بزره و تجعل من شريكه بدراً بدرَ الإحسان و العمل الخيري.
إنهم ثلاثة سجناء تعطيك ملابسات سجنهم و حريتهم الوجه الحقيقي، الشائه، لنظام ولد عبد العزيز.
سجناء دار النعيم و السجن المركزي. و "السجين بالقوة الحر بالفعل" بدر إبن عبد العزيز و المناضل الحقوقي بيرام ولد اعبيدي و رفيقه ابراهيم. تأمل جيداً..
ثم لا أريد منك تعليقاً..!