وزير الثقافة: تستحق البلاد العربية مستقبلا أخضرَ ولن يتحقق ذلك إلا بالمحافظة على الطبيعة

أربعاء, 07/12/2022 - 15:15

عبر وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، السيد محمد ولد اسويدات، خلال خطابه في افتتاح فعاليات المؤتمر الثالث والعشرين للوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي المنعقد في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، عن تثمين وامتنان الجمهورية الإسلامية الموريتانية لدور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، في دراسة ملف اعتماد مدينة تيشيت التاريخية المصنفة تراثا إنسانيا عالميا من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، عاصمة للثقافة العربية للعام 2023 وفق ما تسمح به القوانين والنظم المعمول بها داخل المنظمة.

وأضاف الوزير أن اختيار المملكة “الثقافة والمستقبل الأخضر”، شعارا للمؤتمر دليل على وعي متقدم بدور الثقافة في رفع تحديات الحاضر التي تواجه البلاد العربية وخاصة منها ما يتعلق بالبيئة والتنمية المستدامة، فلا معنى لمستقبل مشرق يهمل صُنَّاعُهُ دور الثقافة في بناء الانسان جسما وعقلا وتفكيرا.

وقال الوزير إن الحديث عن المستقبل اليوم يتطلب الانخراط في مسارات متعددة منفتحة على قضايا البيئة والذكاء الاصطناعي والرقمنة وجعل الثقافة أداة لتمكين الشعوب من أن تكون فاعلة في عملية ولوج المستقبل المأمول، مع ما يعنيه ذلك من الحفاظ على التراث وصونه، واستحضاره في كل المقاربات الهادفة إلى صنع أي تحول مجتمعي آمن، باعتباره عنوانا للخصوصية المتناغمة مع العالمية.

وفي مالي النص الكامل للخطب:

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة رئيس الدورة ال 23 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي

صاحب السعادة الدكتور محمد ولد اعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم

معالي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية

أصحاب السمو والمعالي والسعادة

أصحاب السعادة السفراء

أيتها السيدات، أيها السادة:

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بداية، لا تكاد الكلمات ببلاغتها ومبانيها أن تصف مدى سعادتي وانا احضر معكم اليوم انطلاق فعاليات المؤتمر الثالث والعشرين للوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي وهي مناسبة عطرة للتعبير عن عظيم امتناننا وصادق عرفاننا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو ولي العهد الأمين محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود على الاستضافة الكريمة وعلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال اللذيْن حظينا بهما منذ وصولنا الى أرض الحرمين الشريفين٬ حيث ولد الهدى وقبلة المسلمين وحيث نزل الوحي على المصطفى صلى الله عليه وسلم نورا وهداية للعالمين.

كما أجدها سانحة كبيرة لتثمين دور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) في السعي الدائم والدؤوب للم شمل البيت العربي ومنحه الدفء الملائم ليكون ساحة للتلاقي والتشاور في قضايا الثقافة العربية وما تتطلبه من قرارات هدفها تطوير الرؤى والأفكار وتبادل التجارب والخبرات.

ويأخذ هذا التثمين عمقه من امتنان بلادي لدور المنظمة في دراسة ملف اعتماد مدينة تيشيت التاريخية المصنفة تراثا إنسانيا عالميا من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) عاصمة للثقافة العربية للعام 2023 وفق ما تسمح به القوانين والنظم المعمول بها داخل المنظمة.

والشكر موصول لدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة على الجهود المشهودة التي بذلتها طيلة ترأسها لدورتنا الماضية والتي لا شك كان لها الدور الملحوظ في تطوير العمل العربي المشترك خصوصا في مجال التنمية الثقافية وتحفيز المواهب بما يضمن دفع المواطن العربي الى مزيد الابداع بغية المساهمة العملية والنوعية في صناعة الحاضر والمستقبل.

أصحاب السمو والمعالي والسعادة:

أيها الجمع الكريم:

إن اختيار المملكة لشعار هذا المؤتمر، دليل على وعي متقدم بدور الثقافة في رفع تحديات الحاضر التي تواجه البلاد العربية وخاصة منها ما يتعلق بالبيئة والتنمية المستدامة، فلا معنى لمستقبل مشرق يهمل صُنَّاعُهُ دور الثقافة في بناء الانسان جسما وعقلا وتفكيرا.

إن الحديث عن المستقبل اليوم يتطلب منا الانخراط في مسارات متعددة منفتحة على قضايا البيئة والذكاء الاصطناعي والرقمنة وجعل الثقافة أداة لتمكين الشعوب من أن تكون فاعلة في عملية ولوج المستقبل المأمول، مع ما يعنيه ذلك من الحفاظ على التراث وصونه، واستحضاره في كل المقاربات الهادفة إلى صنع أي تحول مجتمعي آمن، باعتباره عنوانا للخصوصية المتناغمة مع العالمية.

أصحاب السمو والمعالي و السعادة:

أيها الجمع الكريم:

من المؤكد أن مؤتمرنا هذا يشترك في خلفيته مع مبادرات واستراتيجيات عديدة في بلداننا العربية، مثل (مبادرة السعودية الخضراء) و (مبادرة الشرق الأوسط الأخضر) وغيرهما.

وفي هذا الإطار أنوه إلى أن بلادي وبموجب موقعها الجغرافي وبيئتها الصحراوية قد انخرطت في مبادرة السور الأخضر العظيم التي صادق عليها الاتحاد الإفريقي عام 2007 والتي صنفت أولى المبادرات الدولية المعنية بالبيئة وإدارة الأراضي.

وفي عام 2010 قررت البلدان الافريقية المؤسسة إنشاء هيئة إقليمية مخصصة لهذه المبادرة هي (الوكالة الافريقية للسور الأخضر العظيم) ومقرها العاصمة الموريتانية نواكشوط.

ويأتي دور هذه المبادرة مكملا لدور اللجنة المشتركة لآثار الجفاف في الساحل التي تأسست عام 1973.

وإيمانا من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بمحورية الاشكال البيئي في خلق التنمية الشاملة والمستديمة فقد جعل من البيئة والقضاء على الجفاف والتصحر أولى أولوياته، فأكد في أكثر من مناسبة عزمه وتصميمه على الرفع من مستوى التدخل الحكومي من أجل بيئة خضراء، نظيفة.

وفي السياق ذاته أبان فخامته في خطابه الأخير بمناسبة قمة المناخ COP 27 بجمهورية مصر العربية الشقيقة عن تصميم بلادنا على “خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 11% ورفع نسبة الطاقات المتجددة في اجمالي الاستهلاك المحلي الطاقوي إلى 50% في أفق 2030 وستتعزز الجهود في هذا المجال ببرنامج واسع – هو الآن قيد الاطلاق- لتطوير الهدروجين الأخضر مما سيوفر لنا مصدرا بديلا ومستديما للطاقة النظيفة”.

مضيفا أن الطاقات النظيفة تغطي اليوم نسبة 40% من مجموع الطاقات المستخدمة في البلاد.

أصحاب السمو والمعالي والسعادة:

أيها الجمع الكريم:

تستحق البلاد العربية مستقبلا أخضرَ، وبيئة خضراء نظيفة، خالية من الانبعاثات، كما تستحق شواطئ صديقة للبيئة، ولن تتأتى هذه الوضعية إلا بجعل المحافظة على الطبيعة ثقافة راسخة، في حياة ونشاطات مواطنينا، فالتحدي الأبرز اليوم هو مصير هذا الكوكب في ظل انعدام الثقافة الخضراء.

لذا فإن موريتانيا تجدد تثمينها لاختيار المملكة لهذا الشعار باعتباره جواز عبور إلى المستقبل المنشود.

لنجعل من الجمال ثقافة، ولا يوجد أجمل من بيئة خضراء تلهم القرائح وتشحذها.

وفي الختام أهنئ المملكة المغربية الشقيقة قيادة وشعبا بمناسبة تأهل منتخبها لنصف نهائيات كأس العام (قطر 2022).

وأتمنى لدورتنا هذه التوفيق والنجاح وأؤكد استعدادنا المطلق لمواكبة تنفيذ مخرجاتها.

وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله”.

تصفح أيضا...